في كتاب سليم بن قيس الهلالي يذكر نقلا عن محمد بن ابي بكر ان والده قد دعا بالويل والثبور حين وافته المنية و...
السؤال: عند وفاة ابو بكر وبحسب تاريخ ولادة محمد سنة ١٠ هجرية يكون عمره لا يتجاوز ٣ سنوات فهل يمكن ان ينقل مجريات ما حدث حينها؟ وان يجري حوارا بينه وبين والده ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد السيد محمد سبع الدجيل بن الإمام الهادي صلوات الله عليهما.
بمراجعة الشيخ أفاد أن سنة ولادة محمد بن أبي بكر رحمه الله ليست محل اتفاق، فمن المؤرخين من ذكر أنها سنة ثمان كابن الأثير؛ ما يجعل سنه حين هلاك أبيه تناهز الخمس، ولطالما تكلمت العرب في هذه السن وتحاورت، وخاصة إذا كان أبناؤها من النوابغ أو ذوي الفطنة.
ثم إن محاورته لأبيه في مرض موته قد روى وقوعها مخالفونا أيضا وإن لم تكن على الوجه الذي عندنا، ففي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (ص62): «دخل محمد بن أبي بكر على أبيه في مرض موته فقال له: يا بني؛ ائت بعمك عمر لأوصي له بالخلافة. فقال: يا أبتِ؛ كنتَ على حق أم باطل؟ فقال: على حق. فقال: وصِّ بها لأولادك إن كانت حقًّا، وإلا فمكِّنها لسواك. ثم خرج إلى علي فجرى ما جرى».
وأيًّا كان فإن العمدة هي أخبارنا لأن لها الأعلائية الاعتبارية على ما يرويه المخالفون والمؤرخون ولا سيما مع ما نعلمه من اضطرابهم في تعيين ولادات ووفيات الشخصيات فإنك لا تكاد تجد ضبطًا دقيقًا اتفاقيًّا لذلك. ومن الخطأ العلمي أن تكون حساباتهم التقديرية أو منقولاتهم المرسلة رادةً للأحاديث والروايات والأخبار ذات الاعتبار. إنما تخضع تلك لهذه لا هذه لتلك!
ولنا مع فرض الحصر أن تكون هذه كرامةً من الله لمحمد بن أبي بكر، فمخالفونا لا يسعهم إنكار وقوع مثلها حيث أراد الله تعالى إظهار قدرته وحكمته، ففي صحيح مسلم (ج3005) في قصة أصحاب الأخدود أن امرأة اقتيدت إلى النار ومعها صبي يرضع، فتقاعست أن تقع فيها فقال لها: «يا أُمَّهْ! اصبري فإنك على الحق»!
وإن إنطاق ابن ثلاث سنين لأهون من إنطاق الرضيع، فكيف إذا كان المورد أهم من حيث بيان سوء عاقبة أكبر ظالم خان الله ورسوله صلى الله عليه وآله؟
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
29 جمادى الآخرة 1443 هجرية