بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ أفاد أنه رحمه الله يعني أن في السند مجهولا إلا أنه يمكن اعتباره صحيح الحديث للقرائن، كإكثار رواية الأجلة عنه مثلا أو موافقة رواياته للأصول واستفاضتها عند الأصحاب. وهذا الاصطلاح منه يشبه اصطلاحه الآخر: «ضعيف على المشهور وعندي صحيح».

وتهريج العدو على ذلك اليوم يبعث على السخرية، فإنهم قد لا يعلمون أن كبارهم الماضين قد انتهجوا مثل الذي انتهجه العلامة المجلسي وجروا على منواله، فلطالما صححوا أحاديث المجاهيل عندهم للقرائن، ولطالما رفعوا عنهم الجهالة بذلك، فهذا أبو حاتم يقول مثلا في في أحمد بن إبراهيم أبي صالح الخراساني: «شيخ مجهول والحديث الذي رواه صحيح» (الجرح والتعديل ج2 ص39) ويقول في عبد الرحمن بن شيبة: «لا أعرفه وحديثه صحاح» (المصدر نفسه ج5 ص243). وهذا ابن الملقن يقول في ثعلبة بن عِباد العبدي البصري: «وهو مجهول... وتصحيح الأئمة الماضين لحديثه يرفع عنه الجهالة» (البدر المنير ج5 ص129).

ونظائر هذه العبارات كثيرة في كتب الجرح والتعديل والتخريج عندهم. وما تهريج المخالفين اليوم إلا لضعف مَن تبقى منهم علميًّا، وعدم إحاطتهم بما اشتملت عليه كتبهم. إنما مَن بقي منهم في العلم أطفالٌ أغرار، وإلا لتفطَّنوا إلى سخافة هذا الإشكال وارتداده عليهم بما يسوؤهم ويُلحق بهم الخيبة، لأن نظائره متكثرة عندهم، صادرة عن كبارهم وإنْ بتعابير أخرى. ومن المعلوم أن القاعدة تقول أنه لا مشاحة في الاصطلاح.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

27 جمادى الأولى 1443 هجرية

شارك الإجابة على