السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بادئ الامر ارجو ان يجيب على سؤالي الشيخ الحبيب بنفسه ان امكن ذلك.
قد سبق وقرأت جواباً لكم في أن الله قد فوض للائمة عليهم السلام الخلق والرزق وهذا التفويض هو تفويض تبعي أي هو تحت طول ارادته سبحانه تعالى.
ثم راجعت اقوال العلماء المتكلمين ومنهم الشيخ حسن الميلاني فوجدت انهم لا يقولون بأن الائمة عليهم السلام قادرون على خلق الاعيان من العدم بل يهاجمون القائل بهذا اشد الهجوم ويصفونه بالغلو، وسمعت ايضاً ان الشيخ حسن الميلاني يقول بأن الائمة عليهم السلام يقترحون على الله خلق الاشياء والله سبحانه يجيبهم ويلبي دعوتهم، فما رأيكم بهذا القول وهل فعلاً الائمة عليهم السلام قادرون على خلق الاعيان من العدم؟
شكراً جزيلاً
خادمكم سجاد الخفاجي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ أفاد أن هذا الاستيحاش لا وجه له، والرمي بالغلو مجازفة، إذ العقل - مع التقيد بأن الله تعالى هو الذي أقدرهم وأنهم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون - لا يدفع إقدارهم على الخلق المسبوق بالعدم بإذنه تعالى كما لا يدفع إقدارهم على الخلق المسبوق بشيء تصويرًا وتهيئة بإذنه تعالى، ولا فرق بينهما من جهة العقل.
وأما النقل فقد جوّزهما جميعا؛ أما الأخير فكما ورد عن هاشم بن زيد قال: «رأيت علي بن محمد صاحب العسكر عليه السلام وقد أُتي بأكمه فأبرأه، ورأيته يهيء من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيطير، فقلت له: لا فرق بينك وبين عيسى عليه السلام! فقال: أنا منه وهو مني» (عيون المعجزات ص١٣٤). وأما الأول فكما ورد عن خالد الصيقل عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إن الله فوَّض الأمر إلى ملك من الملائكة فخلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء.. إلخ» (المحاسن ص١٢٣).
ودعوى أنهم عليهم السلام إنما يقترحون على الله تعالى وهو الذي يجيبهم فيتولى الخلق؛ مخالفة للظاهر الذي نحن فيه: (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
17 جمادى الأولى 1443 هجرية
