ما هو المقصود بحب الله للعباد وكذلك بغضه للعباد وماهو المقصود بفرح الله ففي الحديث الشريف ان الله يفرح بتوبة عبده المؤمن وما معنى سخط الله ورضاه مامعنى هذه المعاني الوراده في القران الكريم والسنه الشريفه بحق راجين منكم التوضيح جزاكم الله خير الجزاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معناه ثوابه وعقابه لهم، كما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام.
روى الشيخ الصدوق في أماليه عن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقلت له يا ابن رسول الله أخبرني عن الله هل له رضى وسخط فقال نعم وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ولكن غضب الله عقابه ورضاه ثوابه.
وفي الكافي الشريف: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: «فلمٰا آسفونٰا انتقمنٰا منهم» فقال إن الله عز وجل لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه و سخطهم سخط نفسه لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه فلذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه لكن هذا معنى ما قال من ذلك وقد قال من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها وقال «من يطع الرسول فقد أطٰاع اللٰه» وقال «إن الذين يبٰايعونك إنمٰا يبٰايعون اللٰه يد اللٰه فوق أيديهم» فكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك ولو كان يصل إلى الله الأسف والضجر وهو الذي خلقهما وأنشأهما لجاز لقائل هذا أن يقول إن الخالق يبيد يوما ما لأنه إذا دخله الغضب والضجر دخله التغيير وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة ثم لم يعرف المكون من المكون ولا القادر من المقدور عليه ولا الخالق من المخلوق تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا بل هو الخالق للأشياء لا لحاجة فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه فافهم إن شاء الله تعالى.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
19 ربيع الأول 1443 هجرية