السلام عليكم
عظم الله اجوركم بذكرى استشهاد شمس الشموس غريب طوس الامام الرضا عليه السلام.
هل قصة الغزال مع الامام الرضا عليه السلام معتبرة ام انها مجرد قصة لا صحة لها في مصادرنا الروائية؟
شكراً لكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه بضع روايات تبين كرامات الإمام الرضا عليه السلام ومرقده المطهر:
أورد الراوندي في الخرائج والجرائح عن عبد الله بن سوقة قال: مر بنا الرضا - عليه السلام -، فاختصمنا في إمامته، فلما خرج خرجت أنا وتميم بن يعقوب السراج من أهل برقة، ونحن مخالفون له نرى رأى الزيدية. فلما صرنا في الصحراء وإذا نحن بظباء، فأومأ أبو الحسن - عليه السلام - إلى خشف منها، فإذا هو قد جاء حتى وقف بين يديه، فاخذ أبو الحسن - عليه السلام - يمسح رأسه ودفعه إلى غلامه، فجعل الخشف يضطرب لكي يرجع إلى مرعاه، فكلمه الرضا - عليه السلام - بكلام لا نفهمه، فسكن. ثم قال: يا عبد الله أولم تؤمن؟ قلت: بلى يا سيدي أنت حجة الله على خلقه وأنا تائب إلى الله، ثم قال للظبي: اذهب (إلى مرعاك) فجاء الظبي وعيناه تدمعان، فتمسح بابى الحسن - عليه السلام - ورغا. فقال أبو الحسن - عليه السلام -: أتدرون ما يقول؟ قلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. قال: يقول: دعوتني فرجوت أن تأكل من لحمي فأجبتك وأحزنتني حين أمرتني بالذهاب.
وروى العلامة المجلسي في البحار ج48 ص328: وفي فردوس التواريخ نقلا عن بعض التواريخ أنه كان للسلطان سنجر أو أحد وزرائه ولد أصيب بالدق فحكم الأطباء عليه بالتفرج والاشتغال بالصيد فكان من أمره أن خرج يوما مع بعض غلمانه وحاشيته في طلب الصيد فبينما هو كذلك فإذا هو بغزال مارق من بين يديه فأرسل فرسه في طلبه، وجد في العدو فالتجأ الغزال إلى قبر الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام فوصل ابن الملك إلى ذلك المقام المنيع، والمأمن الرفيع الذي من دخله كان آمنا، وحاول صيد الغزال فلم تجسر خيله على الاقدام عليه، فتحيروا من ذلك، فأمر ابن الملك غلمانه وحاشيته بالنزول من خيولهم، ونزل هو معهم ومشى حافيا مع كمال الأدب نحو المرقد الشريف، وألقى نفسه على المرقد وأخذ في الابتهال إلى حضرة ذي الجلال ويسأل شفاء علته من صاحب المرقد، فعوفي فأخذوا جميعا في الفرح والسرور وبشروا الملك بما لاقاه ولده من الصحة ببركة صاحب المرقد، وقالوا له: إنه مقيم عليه ولا يتحول منه حتى يصل البناؤون إليه فيبني عليه قبة، ويستحدث هناك بلدا ويشيده ليبقى بعده تذكارا، ولما بلغ السلطان ذلك، سجد لله شكرا ومن حينه وجه نحوه المعمارين، وبنوا على مشهده بقعة وقبة وسورا يدور على البلد.
وروى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام: حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن إسماعيل السليطي رضي الله عنه قال: سمعت الحاكم الرازي صاحب أبي جعفر العتبي يقول: بعثني أبو جعفر العتبي رسولا إلى أبي منصور بن عبد الرزاق فلما كان يوم الخميس استأذنته في زيارة الرضا عليه السلام فقال: إسمع مني ما أحدثك به في أمر هذا المشهد كنت في أيام شبابي أتصعب على أهل هذا المشهد وأتعرض الزوار في الطريق وأسلب ثيابهم ونفقاتهم ومرقعاتهم فخرجت متصيدا ذات يوم وأرسلت فهدا غزال فما زال يتبعه حتى التجأ إلى حائط المشهد فوقف الغزال ووقف الفهد مقابله لا يدنو منه فجهدنا كل الجهد بالفهد أن يدنو منه فلم ينبعث وكان متى فارق الغزال موضعه يتبعه الفهد فإذا التجأ إلى الحائط رجع عنه فدخل الغزال حجرا في حائط المشهد فدخلت الرباط فقلت لأبي النصر المقري: أين الغزال الذي دخل هيهنا الآن؟ فقال: لم أره فدخلت المكان الذي دخله فرأيت بعر الغزال وأثر البول ولم أر الغزال وفقدته فنذرت الله تعالى أن لا أوذي الزوار بعد ذلك ولا أتعرض إلا بسبيل الخير وكنت متى ما دهمني أمر فزعت إلى هذا المشهد فزرته وسألت الله تعالى فيه حاجتي فيقضيها لي ولقد سألت الله تعالى أن يرزقني ولدا ذكرا فرزقني ابنا حتى إذا بلغ وقتل عدت إلى مكاني من المشهد. ولقد سألت الله تعالى أن يرزقني ولدا ذكرا فرزقني ابنا آخر ولم يسأل الله تعالى هناك حاجة إلا قضاها لي فهذا ما ظهر لي من بركة هذا المشهد على ساكنه السلام.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
22 صفر الأحزان 1442 هجرية