وما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لمن سأله عن فضله على الأنبياء الذين أعطوا من الفضل الواسع والعناية الإلهية قال:
" والله قد كنت مع إبراهيم في النار، وأنا الذي جعلتها بردا وسلاما، وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق، وكنت مع موسى فعلمته التوراة، وأنطقت عيسى في المهد وعلمته الإنجيل، وكنت مع يوسف في الجب فأنجيته من كيد إخوته، وكنت مع سليمان على البساط وسخرت له الرياح " (الأنوار النعمانية: ١ / ٣١)
السلام عليكم
ماهو رأيكم بهذه الرواية وهل هنالك اشكال فيها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ أفاد أن لا إشكال بعد ثبوت أن النبي وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم خلقهم الله أنوارا قبل أن يخلق سائر الخلائق، فكان الأنبياء عليهم السلام يعرفون حقهم فيقتبسون من أنوارهم ويقتفون آثارهم ويعتصمون بهم ويتوسلون إلى الله سبحانه، ففي الحديث عن الزكي العسكري صلوات الله عليه: «ونحن منار الهدى والعروة الوثقى، والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ويقتفون آثارنا» (بحار الأنوار ج٢٦ ص٢٦٤).
وبدهي أن هذا الاقتباس من النور يكون عصمةً وسببًا للنجاة في المحن، وقد كان هذا الاعتقاد راكزا في أذهان المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وآله، حتى أن عمه العباس قال في شعره وهو يصفه صلى الله عليه وآله:
يا برد نار الخليل يا سببًا
لعصمة النار وهي تحترقُ
(الشفا ص٢١٧)
فعلى هذا يكون معنى ما روي عن الأمير صلوات الله عليه؛ أن الأنبياء صلوات الله عليهم كانوا يقتبسون من أنوارهم ويعتصمون بهم ويتوسلون فينجون، أي أن الوجود النوري كان حاضرا معهم، لا الوجود البشري أو المادي. وإلى هذه الحقيقة أشار بعض العامة أيضا كالصفوري الشافعي، إذ ذكر أنه لمّا أُلقيَ إبراهيم عليه السلام في النار «كان نور محمد في جبينه» (نزهة المجالس ج٢ ص١٨٨).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
8 ذو الحجة 1442 هجرية