السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذغ سمحتم توجد روايه للامام الرضا عليه السلام وهي توجد في الكافي
سمعت الرضا عليه السلام يقول التثاؤب من الشيطان والعطسة من الله عز وجل
هل معناها الشيطان هو من فعل التثاوب بجسدي؟ هل الشيطان له سلطه ممكنه على جسدي ليعمل التثاوب؟
ارجو من سماحتكم التوضيح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقصد بالتثاؤب هنا التثاؤب في الصلاة، وهو مكروه، ففي حديث آخر: «إيّاكُم وشِدَّةَ التَّثاؤُبِ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّها عَوَّةُ الشَّيطانِ، وإنَّ اللّهَ يُحِبُّ العُطاسَ ويَكرَهُ التَّثاؤُبَ فِي الصَّلاةِ» (مستدرك سفينة البحار ج١ ص٥٠١).
وليس معنى حصول التثاؤب أن الشيطان له سلطة ممكنة على الإنسان بحيث يجعله يتثاءب قهرا، وإنما التثاؤب من فعل الإنسان لكنه في الصلاة مقرون بوسوسة الشيطان أو دعوته، فالشيطان هو الذي يوسوس للإنسان وهو يصلي ويدعوه للاستخفاف في صلاته والتغافل عن ربه الذي يعبده ويتوجه إليه في تلك الحالة فيشعر بالنعاس ويتثاءب فتكون صلاته بلا قيمة ولا تُقبَل.
هذا هو هدف الشيطان والوسوسة والدعوة هي كل ما يملكه. «وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم» (سورة إبراهيم عليه السلام: ٢٥٩).
والإنسان المؤمن عندما يستعيذ بالله من الشيطان ويتهيأ جيدا للصلاة ويكون فيها جادا منتبها في كامل الوعي والتوجه القلبي والذهني فإنه لا يتثاءب. أما الشخص الذي يتثاءب في الصلاة ولا يبالي فتثاؤبه علامة أنه لا يؤديها بجدية بل بكسل.
هل ترى مثلا شخصا يتأهب للقاء ملك ويجلس عنده ويتثاءب؟ أم يكون في كامل الوعي والانتباه والجدية حتى لو فرضنا أنه لم يأخذ قسطه من النوم جيدا؟
وللمزيد عن دور الشيطان لعنه الله وأعماله ننصحكم بمتابعة حلقات سلسلة الشيخ الحبيب (الملفات الإبليسية) على الرابط التالي:
http://www.al-qatrah.net/visection41
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
16 شوال 1442 هجرية