لماذا الجنه والنار
لماذا خلقنا الله وهو ليس بحاجه إلينا
هو ليس بحاجه لنا ولا لخلقنا
اذا لم يخلقنا أو خلقنا
ماذا سيحدث
لماذا لم يعش الرسول صلى الله عليه وسلم ليومنا هذا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج1: خلق الله تعالى الجنة والنار ليجعل الجنة دار نعيم أوليائه ويجعل النار دار عذاب اعدائه وعصاته.
ج2: علة الخلق تتلخص في ما جاء في الكتاب العزيز وما جاء عن اهل البيت عليهم السلام:
1- عبادة الله تعالى:
فقد قال عز من قائل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56)
2- لنعلم قدرته تبارك وتعالى:
قال جل وعلا: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (الطلاق: 12)
3- لنعرفه عز وجل:
عن سلمة بن عطا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خرج الحسين بن علي (عليهما السلام) على أصحابه فقال: أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، فقال له رجل: يا بن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله؟ قال معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته (علل الشرائع ج١ ص٩)
4- عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) فقلت له: لم خلق الله الخلق؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لاظهار قدرته وليكلفهم طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم الأبد. (علل الشرائع ج١ ص٩)
ج3: كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يخلد في هذه الدنيا وكذا سائر الأئمة (عليهم السلام) لكنهم آثروا ما عند الله عز وجل إضافة إلى أن حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) ليست كسائر البشر فموتهم هو مجرد انقطاع لظهورهم الدنيوي فهم أحياء موجودون وقد وردت بذلك الأخبار عن أئمة الهدى (عليهم السلام) منها لقاء الإمام الرضا (عليه السلام) بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خراسان ومنها ظهور أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بعد شهادته على يد الحسن (عليه السلام) ومنها ظهور رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجد قبا منكراً على أبي بكر (لعنه الله) جلوسه مجلسه!
وذلك يتلخص في خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال فيها: {أيها الناس خذوها عن خاتم النبيين صلى الله عليه وآله إنه يموت من مات منا وليس بميت}. (نهج البلاغة ج١ ص١٥٤).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
28 ربيع الأول 1442 هجرية