السلام عليكم هناك بعض اهل الخلاف يقولون كيف تصلون على تربة ارض قتل فيها الحسين وقال عنها كرب وبلاء عندما دخلها وايضا لن يصلي عليها الرسول او احد الائمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا من جهالات أهل الخلاف وحماقاتهم المعتادة فكربلاء المقدسة أرض مباركة طاهرة اتخذها الله حرما آمنا قبل أن يتخذ مكة حرماً، وكون الحسين (صلوات الله عليه) قد قتل عليها لا يعني أنها أرض مشؤومة أو غير مباركة، بل ما كان الله تعالى ليتخذ لحجته أرضاً وضيعة بل قد خص الله تعالى الحسين (عليه السلام) بأن جعل أرضه أشرف البقاع على وجه المعمورة وورد في ذلك روايات مستفيضة عن أهل البيت (عليهم السلام).
أما الصلاة على تربتها فهو تعبد بالنصوص الشريفة التي جاءت عن أهل البيت (عليهم السلام) ومنها:
ما عن معاوية بن عمار قال: كان لأبي عبد الله (عليه السلام) خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبد الله (عليه السلام) فكان إذا حضرته الصلاة صبه على سجادته وسجد عليه، ثم قال عليه السلام: السجود على تربة أبي عبد الله (عليه السلام) يخرق الحجب السبع (مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص٧٣٣).
وما رواه الحسن بن محمد الديلمي: وكان الصادق عليه السلام لا يسجد إلاّ على تراب من تربة الحسين عليه السلام تذللاً لله تعالى واستكانة إليه (إرشاد القلوب ج١ ص٢٢٦).
وروى الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: السجود على طين قبر الحسين عليه السلام ينور إلى الأرض السابعة (من لا يحضره الفقيه ج١ ص٢٦٨).
أما ما زُعم من وصف الحسين (عليه السلام) لأرض كربلاء بأنها (كرب وبلاء) أي بأن الكرب والبلاء على أهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم) سيجري عليها. إضافة إلى أن اللفظ الصحيح للحديث هو أن الحسين (عليه السلام) لما سمع باسم "كربلاء" قال: اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء، ونزل الحسين في موضعه ذلك. (بحار الأنوار ج٤٤ ص٣٨١).
اي لم تكن استعاذة الحسين (عليه السلام) ووصفه من الأرض نفسها بل مما سيجري عليها، فهي موضع الكرب والبلاء الذي سيجري على أهل البيت عليهم السلام وموضع الامتحان الإلهي.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
18 ربيع الأول 1442 هجرية