السلام عليكم
سؤالي عن حديث 12 أمام بالنسبة للسنة ل أسمائهم غذر معروفة و هم يفسرون الحديث على أنه مستمر ليوم القيامة ما جعلني أشك كشخص سني هو أن فعلا لا أحد من السنة يعرف أسمائهم و هذا يجعل قول الرسول و حاشاه عبث لذا اقتنعت بكلام الشيعة و بدأت ابحث و تحاول أن افهم اين الحقيقة انا الان موقن ب ان الخلفاء ابو بكر و عمر و عثمان و غيرهم كثير من الصحابة أخطأوا و يمكن أن أخطئهم دون أن أشعر ب إثم حتى و مقتنع أيضا أن الإمام علي يستحق الخلافة لكن سؤالي هنا في حديث الاثني عشر أمام كون الرسول لم يحدد ف هذا عبث ولكن بعد البحث بالقرآن وجدت أن الله أخبر عن أنبياء و قال بأن هنالك الكثير غيرهم لكن ام يذكرهم و حاشاه لله ان يكون في كلام الله عبث يمكن أن نقيس بذات الطريقة على حديث الرسول الأعظم خصوصا أنني عرفت ان هنالك بعض الروايات لدى الشيعة ما يدل على أن الأئمة لم يسموا مباشرة و إنما كل أمام يسمى خليفته و حتى أن إحد الأئمة سمى ابنه و لكن ابنه توفي و هذا جعلني أشك من جديد فهل يمكن أن تتفضلوا فضيلتكم ب إزالة هذا اللبس و ان وجدت أحاديث لدى الشيعة تبين أنبياء لم يذكرهم القرآن أن تذكر هذه الروايات لي و شكرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد السيدة رقية عليها السلام ولعنة الله على قتلتها وأعدائها أجمعين.
أنت وأمثالك ممن يطلبون الحق على الرحب والسعة عندنا دوماً إن شاء الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم إلى سبيل الرشاد برحمته.
إن الروايات التي نصت على وجود إثنا عشر إماماً وعلى اختلاف بسيط في بعض متونها قد بلغت حد التواتر عندنا وعند العامة أيضاً، وهذا شيء لا يخفى عليكم خصوصا مع قيامكم بالبحث في هذا الشأن وإنكم مقتنعون كما وضحتم بأن الإمامة إنما تكون بالنص لا خلاف ذلك.
أما بالنسبة لتعيين الأئمة بأسمائهم فقد وردت عندنا روايات كثيرة جداً تتضمن تعيين الأئمة صلوات الله عليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله، نذكر إليك هذه الرواية للتبرّك:
ما رواه الشيخ الصدوق - أبو جعفر بن بابويه - رحمه الله قال: حدّثنا أبي، ومحمد بن موسى بن المتوكّل، ومحمد بن عليّ ماجيلويه، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم، والحسين بن إبراهيم بن ناتانه، وأحمد بن موسى بن زياد الهمدانيّ قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن بكر بن صالح.
وحدّثنا أبي، ومحمد بن الحسن قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميريّ جميعا، عن أبي الحسن صالح بن أبي حمّاد، والحسن بن طريف، جميعا، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال أبي عليه السلام لجابر بن عبد الله الأنصاريّ: إنّ لي إليك حاجة، فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ فقال له جابر: في أيّ الأوقات شئت. فخلا به أبي فقال له يا جابر: أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي أمّي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما أخبرتك به أمّي أنّ في ذلك اللوح مكتوبا.
قال جابر: أشهد بالله أنّي دخلت على أمّك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله أهنّئها بولادة الحسين، فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنّه زمرّد، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس، فقلت لها: بأبي أنت وأمّي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا اللوح أهداه الله عزّ وجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنيّ وأسماء الأوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي ليسرّني بذلك.
قال جابر: فأعطتنيه أمّك فاطمة فقرأته واستنسخته. فقال أبي عليه السلام: فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ. قال: نعم. فمشى معه أبي عليه السلام حتّى انتهى إلى منزل جابر وأخرج إلى أبي صحيفة من رقّ. قال جابر: فأشهد بالله أنّي رأيته هكذا في اللوح مكتوبا:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من الله العزيز العليم لمحمد نوره وسفيره، وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين. عظّم يا محمّد أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا، قاصم الجبّارين، ومذلّ الظالمين، وديّان يوم الدين، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذّبته عذابا لا أعذّبه أحدا من العالمين، فإيّاي فاعبد، وعليّ فتوكّل، إنّي لم أبعث نبيّا فأكملت أيّامه وانقضت مدّته إلاّ جعلت له وصيّا، وإنّي فضّلتك على الأنبياء وفضّلت وصيّك على الأوصياء، وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين.
فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه. وجعلت حسينا خازن وحيي، وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد، وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التّامة معه، والحجّة البالغة عنده، بعترته أثيب وأعاقب. أوّلهم سيّد العابدين وزين أوليائي الماضين. وابنه شبيه جدّه المحمود محمّد الباقر لعلمي والمعدن لحكمي. سيهلك المرتابون في جعفر، الرادّ عليه كالرادّ عليّ، حقّ القول منّي لأكرمنّ مثوى جعفر ولاسرّنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه.
وانتجبت بعده موسى وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع، وحجّتي لا تخفى، وأنّ أوليائي لا يشقون، ألا من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي. إنّ المكذّب بالثامن مكذّب بكلّ أوليائي، وعليّ وليّي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوّة وامتحنه بالاضطلاع، يقتله عفريت مستكبر، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلقي.
حقّ القول منّي لأقرنّ عينه بمحمّد ابنه وخليفته من بعده، فهو وارث علمي، ومعدن حكمي، وموضع سرّي، وحجّتي على خلقي، جعلت الجنّة مثواه، وشفّعته في سبعين من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار.
وأختم بالسعادة لابنه عليّ وليّي وناصري، والشاهد في خلقي، وأميني على وحيي. أخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي الحسن.
ثمّ أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيّوب، سيذلّ أوليائي في زمانه، ويتهادون رءوسهم كما تتهادى رءوس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشو الويل والرنين في نسائهم، أولئك أوليائي حقّا، بهم أدفع كلّ فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل، وأرفع الآصار والأغلال، (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلاّ هذا الحديث لكفاك، فصنه إلاّ عن أهله. (كمال الدين ج1 ص308 – عيون أخبار الرضا ج2 ص48 – أصول الكافي ج1 ص527)
وأما ما ذكرته أن هناك من الأئمة قد عين الخليفة بعده، فإن ذلك كان ضرورياً لتعريف الشيعة المعاصرين في نفس الفترة بإمامهم المفترض الطاعة، وإلقاء الحجة عليهم للتمسك به واتّباعه لكي لا يخفى هذا الأمر ويضلوا السبيل.
كما أن مضمون الروايات التي عينت الأئمة بأسمائهم تدل أنها كانت روايات سرية أو خاصة لأقرب الخواص من المعصومين، كما اشارت الرواية السابقة في نهايتها (فصنه إلا عن أهله) ولعل السبب في ذلك أن بانتشار الأسماء ووصولها لأعدائهم يكون خطراً عليهم.
ولعل هذه الرواية تفيد وتقرب لك المعنى:
عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن موسى الصيقل، عن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل أبو إبراهيم - يعني موسى الكاظم - عليه السلام وهو غلام، فقال: استوص به، وضع أمره عند من تثق به من أصحابك. (الكافي ج1 ص308)
أما أن الإمام عليه السلام قد عين خليفته ثم مات في حياته؛ فيمكنك مراجعة هذين الجوابين لتتضح لكم الصورة:
http://www.al-qatrah.net/an2045
http://www.al-qatrah.net/an451
وأما عن سؤالك بخصوص الأنبياء؛ فإننا نستدل على عدد الأنبياء أو أسمائهم عن طريق القرآن الكريم أو روايات أهل البيت صلوات الله عليهم. وقد جاءت في الروايات الشريفة أسماء لبعض الأنبياء الذين لم يذكرهم القرآن العزيز وذكرتهم الروايات الشريفة كنبي الله شيث بن آدم، ونبي الله دانيال:
"عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا سيد النبيين، ووصيي سيد الوصيين، وأوصياؤه سادة الأوصياء، إن آدم (عليه السلام) سأل الله (عز وجل) أن يجعل له وصيا صالحا، فأوحى الله إليه: أني أكرمت الأنبياء بالنبوة، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء.
ثم أوحى الله (عز وجل) إليه: يا آدم، أوص إلى شيث النبي، فأوصى آدم (عليه السلام) إلى شيث، وهو هبة بن آدم، وأوصى شيث إلى ابنه شبان ... إلى آخر الرواية" (الأمالي للطوسي ص442)
"الفحام، قال: حدثني محمد بن عيسى بن هارون، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الصمد، عن أبيه، عن جده، قال: قال سيدنا الصادق (عليه السلام): من اهتم لرزقه كتب عليه خطيئة، إن دانيال كان في زمن ملك جبار عات، أخذه فطرحه في جب وطرح معه السباع، فلم تدن منه، ولم تجرحه، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه. أن إئت دانيال بطعام. قال: يا رب، وأين دانيال؟ قال: تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فاتبعه فإنه يدلك عليه، فأتت به الضبع إلى ذلك الجب، فإذا فيه دانيال، فادلى إليه الطعام، فقال دانيال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي لا يخيب من دعاه، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، الحمد الله الذي يجزي بالاحسان إحسانا وبالصبر نجاة.
ثم قال الصادق (عليه السلام): إن الله أبى إلا أن يجعل أرزاق المتقين من حيث لا يحتسبون، وألا تقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين" (الأمالي للطوسي ص300)
نسأل الله أن يرشدك إلى طريق الحق وينور بصيرتك بحق محمد وآل محمد الطاهرين
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
5 صفر الأحزان 1441 هجرية