بسم الله
(١) أفدتم في دروس الكلام الدورة الأولى تحديداً في بحوث (الصفات النبوية) بأنكم متوقفون في مسألة أكملية الأنبياء وأفضليتهم في الصفات الخَلقية حيث أنه لا دليل عليه وأفدتم بأنهم صلوات الله عليهم حتى لو كانوا أقل من القمة في الصفات الجسمانية الخَلقية فهذا لا يستلزم التنفير فهل ما زلتم متوقفون أم قد بلغ بكم البحث في هذه المسألة إلى جديد؟
(٢) أفدتم كذلك بأن ما يستلزم التنفير هو وجود عيب خَلقي فيهم ولذلك فهم منزهون عن ذلك، فهل هذا يشمل ما يطرأ عليهم من تغيرات لأجسادهم بسبب العبادة مثلاً كما في اسمرار بشرة مولانا الجواد بسبب تعبده صلوات الله عليه تحت وهج الشمس أو في الحروب ككسر رباعية رسول الله صلى الله علهميه وآله؟
(٣) انتهيتم كذلك في هذه السلسلة الكلامية في الصفات النبوية إلى أن الأنبياء عليهم السلام متصفون بأكمل الصفات الخُلقية والعقلية وعليه فإن النبي لا يصدر منه القبيح ولا خلاف المروءة مما يستوجب التنفير، فما هو توجيه الرواية التي تخبرنا عن انتزاع نور النبوة من راحة نبي الله يوسف على نبينا وآله وعليه السلام عقوبة لأنه لعدم نزوله إلى يعقوب عليه السلام إن رواية كهذه حينما يقرأها ذلك الولد البار الذي اعتاد من صغره على تعظيم الأبوين وتقبيل أيديهم وأرجلهم تكون منفرة بل وقد يرى هذا الابن - معاذ الله - أفضليته في هذه الجزئية على النبي! فكيف نوجه الرواية توجيهاً صحيحاً ينزه نبي الله يوسف عن فعل القبيح!
(٤) هل يصح أن تُقال هذه الكلمة: "لا يُشترط معرفة تأويل أفعال الأنبياء التي قد تظهر وكأنها قباح معاذ الله بل يكفي أن نلقى االله بعقيدة تنزههم صلوات الله عليهم من كل عيب وقبيح"!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
بمراجعة الشيخ،
ج1: نعم، غير أن أجسامهم عليهم السلام يجب أن لا تخرج عن الاتصاف بالفضل والكمال في العرف العام.
ج2: اسمرار البشرة ونحوه لا يعد في العرف عيبا أو نقصا ولا سيما إذا كان بسبب العبادة، أما كسر رباعيته صلى الله عليه وآله فنعم؛ ولذا نفته الرواية.
ج3: ليست هذه الرواية بمعتمدة عندنا، لأنها من رواية مروك بن عبيد، وهو - على حكاية توثيقه - حفيد سالم بن أبي حفصة؛ رأس من رؤوس البترية الخبيثة، على خلطة بهم غير بعيدة، فرواياته التي تخالف أصول المذهب في مظنة الاختلاط، وقد حدَّث بإبهام «عمّن حدّثه» عن أبي عبد الله عليه السلام، فلا يمكن والحال هذه الاعتماد عليها، ولا تصل النوبة إلى احتياج تأويلها أو توجيهها توجيها صحيحا. وكذا نظائرها من روايات فإنها لا تخلو من مقال يرفع يد الاعتماد عنها.
ج4: نعم، وأن نلتزم بنفي القبح عن الفعل - بعد ثبوت وقوعه - وإن لم يظهر لنا الوجه فيه، إرجاعا إلى كلية عدم خروج أفعالهم عليهم السلام عن الحسن والحكمة.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
7 ذو الحجة 1441 هجرية
