بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سألنا سماحة الشيخ الحبيب عن هذا الإشكال في إحدى الجلسات، وقد أجاب ما مضمونه مع زيادة منا:

أولا: هذه الصيغ الموجودة في هذه الروايات لا تدل على الصلاة البتراء أو التي يُتعمد فيها قطع الصلاة على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، بل هي من قبيل التعظيم للنبي صلى الله عليه وآله كما جاء في دعاء الإمام زين العابدين صلوات الله عليه في ثناءه على النبي صلى الله عليه وآله الموجود في الصحيفة السجادية وهو الدعاء الثاني حيث جاء فيه "وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ الاُمَمِ الْمَاضِيَةِ وَالْقُرُونِ السَّالِفَةِ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنْ شَيْء وَ إنْ عَظُمَ، وَ لا يَفُوتُهَا شَيءٌ وَإنْ لَطُفَ، فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ. اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَّحْمَةِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ وَ مِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ …. ألخ"

وليس فيه ذكر لأهل البيت عليهم السلام إلا في آخر الدعاء بقوله عليه السلام "حَتَّى لاَ يُسَاوَى فِي مَنْزِلَة وَلا يُكَاْفَأَ فِي مَرْتَبَة وَلاَ يُوَازِيَهُ لَدَيْكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نبيٌّ مُرْسَلٌ، وَعَرِّفْهُ فِي أهْلِهِ الطّاهِرِينَ وَاُمَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حُسْنِ الشَّفَاعَةِ….".

ثانيا: لدينا ضابطة في الحديث وهي جمع الروايات ذات الموضوع الواحد، -وهي ضابطة موجودة لدى الفريقين- فإذا ما أراد العلماء -مثلا- فهم شيء ما من الروايات يتم جمع الروايات ذات الموضوع الواحد فيتضح إليهم المراد من تلك الروايات.

ثالثا: إن السيرة العملية للشيعة -أنار الله برهانهم- هي الصلاة على النبي وآله الأطهار بلا بتر، بينما السيرة العملية للبكرية -خذلهم الله- هي بترهم للصلاة على آل النبي عليهم السلام، فالإشكال يتوجه إليهم مع وجود روايات في كتبهم تنهى عن الصلاة البتراء، ومع ذلك يتعمدون في بترها!

أورد الديلمي (ت/509 هـ) في "فردوس الأخبار" عن أنس بن مالك عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: "من ذكرت بين يديه فلم يصلّ عليّ صلاة تامّة، فلا هو منّي ولا أنا منه. ( فردوس الأخبار، 2: 311 / 6403.)

وذكر ابن حجر في الصواعق قال: "وأخرج الدارقطني والبيهقي حديث ـ من صلّى صلاة ولم يصلّ فيها عليّ وعلى أهل بيتي لم تقبل منه. (الصواعق المحرقة، ص 348، باب مشروعية الصلاة عليهم تبعاً للصلاة على مشرفهم (صلّى الله عليه وسلّم).

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

6 جمادى الآخرة 1441 هجرية

شارك الإجابة على