السلام عليكم ...
شيخنا الفاضل أنا الذي أتشرف أن أكون خادما عندكم لدي سؤال لحضراتكم الكريمة :
شيخنا الكريم .. مالسبب الذي جعل عائشة بنت ابي بكر تقيم على رمي أم المؤمنين مارية بالكفر ؟ أهي الغيرة ؟
ولماذا عـند نزول ايات الافك لم تصرح ام المؤمنين مارية بانها نزلت في حقها
أما السؤال الثاني فهو عن سورة الفيل : فأنه وبحسب التفسيرات أن ابرهة اتى بالفيلة العظام من أرض اليمن ليهدم بها أرض مكة الطاهرة . فانه كيف قد اتى بالفيلة وان الفيل لايستطيع أن يمشي في الصحراء التي هي مابين مكة و اليمن ؟ على حسب قوله تعالى ( أرض غير ذي زرع ) .
خادم خدام الزهراء : محمد المعروفي
( متشيع من أرض صاحب الزمان ) أرض العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج1: قد أفاد الشيخ في كتابه (الفاحشة) أنها الغيرة والحسد، وذلك ما اعترفت به لعنه الله، فلقد قالت: «ما غرتُ على على امرأة إلا دون ما غرتُ على مارية» (طبقات ابن سعد ج٨ ص٢١٢). وقالت: «فحملتْ مارية بإبراهيم فلمّا استبان حملها جزعتُ من ذلك» (السيرة النبوية لابن كثير ج٤ ص٦٠٣). وأنها حين سألها النبي صلى الله عليه وآله وهو يحمل ولده إبراهيم عليه السلام: «كيف تريْن؟ قالت: من غُذِّيَ بلحم الضأن يحسُن لحمه. قال: ولا الشبه؟ قالت: فحملني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلتُ: ما أرى شبها» (مستدرك الحاكم ج٤ ص٣٩).
وفي حديث عن الرضا عليه السلام: «فملكت مارية قلب رسول الله صلى الله عليه وآله فحسدها بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله، وأقبلت عائشة وحفصة تشكوان إلى أبويهما ميْل رسول الله صلى الله عليه وآله إل مارية وإيثاره إياها عليهما، حتى سوَّلتْ لأبويهما أنفسهما أن يقولا: إن مارية إنما حملت بإبراهيم من جريح»! (دلائل الإمامة للطبري ص٣٨٥).
أما عن علة عدم وجود رواية عن مارية عليها السلام تذكر فيها أن آيات البراءة من الإفك نزلت في حقها؛ فذلك لأنها كانت سيدة محصنة غافلة مؤمنة - كما وصفها القرآن الحكيم - جليسة دارها في عالية المدينة، بعيدة عن مواطن الاجتماع والقيل والقال. وظلَّتْ كذلك حتى بعد استشهاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في أروع صورة من صور الخدر والعفاف والالتزام بحكم الله تعالى حيث قال: «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ». ولهذا لم يؤثر عنها شيءٌ من الأثر أصلا، ولا سيما أنها كانت غريبة عن أهل المدينة إذ هي قبطية وغيرها عرب، واختلاف اللغة والثقافة يباعد عادةً بين الطرفين ويقلل التواصل الاجتماعي.
ج2: هذا الإشكال لا يُصغى إليه بعد العلم بأن أبرهة لعنه الله وأصحابه هم من الأحباش، فيكون ما بيدهم من الفيلة من النوع الأفريقي الذي أتوا به إلى اليمن، وهذا النوع يتحمل ظروف الصحراء إذ إنه يعيش أصلا على تخوم الصحراء الكبرى في أفريقيا، وسرعته في المشي تتجاوز سرعة الإبل دون أن يفقد كثيرا من الماء، كما أنه يتحمل الجوع والعطش لعدة أيام. ومع تعاهد القوم له بالماء والكلأ في الطريق يكون قطعه لهذه المسافة بين اليمن ومكة أمرا طبيعيا واعتياديا جدا.
ويمكنكم الاطلاع أكثر على خصائص الفيل الأفريقي الصحراوي بالبحث عنه تحت عنوان: Desert elephant
وتم توصيل طلبكم بالدعاء للشيخ.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
29 ربيع الآخر 1441 هجرية