السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ ياسر الحبيب في معرض حديثه عن حرب الجمل إن المرأة خرجت متبرجة وأن مالك الأشتر ذكر هذا
بودّي أن تذكر لنا المصادر لهذه المعلومة وشكرا لكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روى أبو مخنف الكوفي: «كتب الأشتر من المدينة إلى عائشة وهي بمكة: أما بعد؛ فإنك ظعينة رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد أمركِ أن تقرّي في بيتكِ، فإنْ فعلتِ فهو خيرٌ لكِ، فإنْ أبيتِ إلا أن تأخذي مِنْسَأتكِ وتُلقي جلبابكِ وتُبدي للناس شُعَيْراتكِ؛ قاتلتكِ حتى أردّكِ إلى بيتكِ والموضع الذي يرضاه لكِ ربّكِ»! (شرح النهج لابن أبي الحديد ج6 ص225 عن أبي مخنف، وكتاب الجمل لضامن بن شدقم المدني ص30)
وروى خاتمة المحدثين الميرزا النوري عن الإمام الصادق (عليه السلام) حديثاً طويلاً في احتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على الخوارج، جاء فيه قوله: «إنما أخرجوا عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله معهم لكراهتها بيعتي، وقد خبّرها رسول الله صلى الله عليه وآله بأن خروجها خروج بغي وعدوان، من أجل قوله تعالى: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ، وما من أزواج النبي صلى الله عليه وآله واحدةٌ أتَتْ بفاحشة غيرها! فإن فاحشتها كانت عظيمة! أولها؛ خلافها في ما أمر الله في قوله عز وجل: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ، فإن تبرّجها أعظم من خروجها»! (مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج11 ص60 عن الخصيبي)
وروى الديلمي وابن معصوم عن حذيفة بن اليمان (رضوان الله عليه) أن النبي (صلى الله عليه وآله) جمع نساءه في منزل أم سلمة (رضوان الله عليها) فقال لهنّ: «اسمعن ما أقول لكنّ - وأشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب - فقال لهنّ: هذا أخي ووصيي ووارثي والقائم فيكنّ وفي الاُمّة من بعدي، فأطعنه فيما يأمركنّ به ولا تعصينّه فتهلكن بمعصيته، ثمّ قال: يا علي اُوصيك بهنّ فأمسكهنّ ما أطعن الله ورسوله وأطعنَكَ، وأنفق عليهنّ من مالك، ومُرْهنّ بأمرك، وانههنّ عمّا يريبك، وخلّ سبيلهنّ إن عصينَك. فقال عليّ عليه السلام: يا رسول الله إنّهنّ نساء ومنهنّ الوهن وضعف الرأي، فقال: ارفق بهنّ ما كان الرفق أمثل، فمن عصاك منهنّ فطلّقها طلاقاً يبرأ الله ورسوله منها. قال حذيفة: وكلّ نساء النبي صلّى الله عليه وآله قد صمتن فما يقلن شيئاً، فتكلّمت عائشة فقالت: يا رسول الله ما كنّا لتأمرنا بشيء فنخالفه إلى ما سواه! فقال لها: بلى يا حميراء! قد خالفتِ أمري أشدّ خلاف، وأيْمُ الله لتخالفين قولي هذا ولتعصِينَّه بعدي، ولتخرجين من البيت الذي اخلّفك فيه متبرَّجةً، قد حفّ بك فئام من الناس، فتخالفينه ظالمة له عاصية لربّك، ولتنبحنّك في طريقك كلاب حوأب، ألا انّ ذلك لكائن. ثمّ قال: قُمنَ فانصرِفنَ إلى منازلكنّ، قال: فقمن فانصرفن». (إرشاد القلوب للديلمي ج2 ص423 والدرجات الرفيعة لابن معصوم ص304)
وروى المفيد من احتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) عليها في رسالته التي حمَّلَها ابن عباس إليها حيث قال: «فلم ترضيْ بالخروج عن أمر الله في تبرّجكِ وخروجك من بيتكِ الذي أمركِ النبي صلى الله عليه وآله بالمُقام فيه حتى سرتِ إلى البصرة فقتلتِ المسلمين». (الجمل للمفيد ص168)
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
8 رجب الأصب 1440 هجرية