السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ما هو معنى البراءة المذكورة في الروايتين التاليتين؟ هل هي محصورة بالمعتقَد (بفتح التاء) أم تشمل المعتِقد (بكسر التاء) أيضا؟ ومتى تشمل البراءة كليهما ومتى لا تشملهما؟
1- عن عبد الله بن سنان، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ليس بينكم وبين من خالفكم إلا المطمر. قلت: وأي شئ المطمر؟ قال: الذي تسمونه التر فمن خالفكم وجازه فابرؤوا منه وإن كان علويا فاطميا.
(معاني الأخبار ص213)
2- قال الصادق عليه السلام لحمران: «مُدّ المطمر بينك وبين العالَم، قال: يا سيدي وما المطمر؟ فقال: أنتم تسمونه خيط البناء، فمن خالفك على هذا الأمر فهو زنديق، فقال حمران: وإن كان علويًا فاطميًا؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: وإن كان محمديًا علويًا فاطميًا."
(نفس المصدر)
كما نرجو حل التعارض الظاهري بين الروايتين في الأعلى والرواية التالية:
علي بن إبراهيم،...عن زرارة قال: دخلت أنا وحمران - أو أنا وبكير- على أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: إنا نمد المطمار. قال: وما المطمار؟ قلت: الترّ. فمن وافقنا من علوي أو غيره توليناه ومن خالفنا من علوي أو غيره برئنا منه. فقال لي:"يا زرارة قول الله أصدق من قولك، فأين الذين قال الله عز وجل: "إلا المستضعفين من الرجال والنساء والوالدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا"؟ أين المرجون لأمر الله؟ أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا؟ أين أصحاب الأعراف؟ أين المؤلفة قلوبهم؟..."
(الكافي الشريف ج2 ص 382 - 383)
وجزاكم الله خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج1: المقصود كما هو ظاهر الرواية الشريفة البراءة من صاحب الاعتقاد المُخالِف لما عليه أهل الحق أي من المعتقِد"بخفضِ القاف".
وأمّا الحديث الذي فهمتم منه المعارضة فمن الواضح أنه في أصنافٍ لم تعرف ولم تتهيأ لها سبل المعرفة، وأصناف خلطت فاسدا بصالح عن جهل وقصور لا عن تعمد والأصناف التي ذكرها الإمام عليه السلام هم المستضعفون وأهل الأعراف والمُرجَون والمؤلفة قلوبهم ولا يقصد بهم المنافقون، حيث أنّ المؤلفة قلوبهم درجات، بل المعنيُّون هنا هم أولئك الذين يتم تقريبهم واستمالتهم ليعرِفُوا ويتعلّمُوا.
موسى بن بكر عن رجل قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): "ما كانت المؤلفة قلوبهم قط أكثر منهم اليوم وهم قوم وحدوا الله وخرجوا من الشرك ولم تدخل معرفة محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قلوبهم وما جاء به فتألفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتألفهم المؤمنون بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكيما يعرفوا". الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 ص 412
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
4 شهر ذو القعدة 1439 هجرية