السلام عليكم ورحمة الله ارجو اجابة
البعض يستدل بهاي روايه على عدم اتهام عائشه او قذف عائشه على كيف الامام عليه سلام لم يقبل قذف انسانه عاديه فكيف يقبل بعائشه التي كانت زوج رسول ص وهذا الحديث كتالي......ورى عمر بن النعمان الجعفي
كان ﻷبي عبدالله عليه ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺻﺪﻳﻖ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻳﻮﻣﺎً ﻟﻐﻼﻣﻪ: ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﺃﻳﻦ ﻛﻨﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺮﻓﻊ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻳﺪﻩ ﻓﺼﻚ ﺑﻬﺎ ﺟﺒﻬﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻘﺬﻑ ﺃﻣﻪ ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻯ ﻟﻚ ﻭﺭﻋﺎً ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﻭﺭﻉ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺟﻌﻠﺖ ﻓﺪﺍﻙ ﺇﻥ ﺃﻣﻪ ﺳﻨﺪﻳﺔ ﻣﺸﺮﻛﺔ، ﻓﻘﺎﻝ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ): ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺃﻣﺔ ﻧﻜﺎﺣﺎً! ﺗﻨﺢَّ ﻋﻨﻲ. ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﺮّﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).
ج: قال الله تعالى: "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ" وقال سبحانه: "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا".
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأزواجه: "أيتكن إتقت الله ولم تأت بفاحشة مبينة ولزمت ظهر حصيرها فهي زوجتي في الآخرة"، كنز العمال للمتقي الهندي، ج12 ص142.
وحيث أن عائشة لم تتق الله تعالى حيث كذبت على رسوله (صلى الله عليه وآله) في حديث المغافير فإنها تكون كأحد من النساء لا مَزِيَّة لها. بدلالة الآية الأولى.
وحيث أن عائشة أتت بفاحشة مبينة كإباحتها لرضاع الكبير مثلاً فإن عذابها مضاعف ضعفين. بدلالة الآية الثانية.
وحيث أنها لم تتق الله وأتت بفاحشة مبينة، فإنها لا تكون الآن زوجة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في الآخرة. بدلالة الحديث المذكور أعلاه.
وعليه فإنه من المؤكد بأنا بذمنا للخائنة عائشة وبيان ما فعلته من الجرائم والمفاسد نحظى بتأييد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حيث أنا حينها لم نفعل إلا ما فعله الله ورسوله، فإن الله تعالى قد أنزل سورة كاملة في ذم عائشة وحفصة وهي سورة (التحريم) حيث قال فيها سبحانه: "ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ".
وقد أجمع الفريقان على أن هذه السورة نزلت في ذم عائشة وحفصة من فوق سبع سماوات، فقد قال الزمخشري في تفسيره لهذه الآية: "وفي طي هذين التمثيلين تعريض بأميّ المؤمنين المذكورتين في أول السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله صلى الله عليه وآله بما كرهه وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده لما في التمثيل من ذكر الكفر".
أما قوله تعالى: "لنَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" فليس فيه أي تشريف، إنما المراد به هو بيان أنه يحرم على المؤمنين الزواج بهن بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما يحرم عليهم الزواج بأمهاتهم إلى الأبد. هذا فقط.
ومع ذلك فإن بعضاً من أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد نكحن الرجال بعده رغم أنه لم يطلقهن! كقتيلة بنت قيس الكندية التي سمح أبو بكر بن أبي قحافة بزواجها من عكرمة بن أبي جهل بدعوى أنه لم يدخل بها وقد ارتدّت بعده! وهذا خلاف حكم الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) لأن زوجة الأب حتى إنْ لم يدخل بها تكون محرمة على أبنائه إلى الأبد، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) أعظم في الحرمة من آبائنا.
وعلى كل حال فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو نفسه الذي نفى إيمان عائشة! فقد أخرج الطبراني بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليها مع أبي بكر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عائشة أطعمينا. فقالت: والله ما عندنا طعام. فقال: أطعمينا. فقالت: والله ما عندنا طعام. فقال: أطعمينا. فقالت: والله ما عندنا طعام. فقال أبو بكر: يا رسول الله؛ إن المرأة المؤمنة لا تحلف على الشيء أنه ليس عندها وهو عندها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أَ مؤمنة هي أم لا؟! إن مَثل المرأة المؤمنة في النساء كمثل الغراب الأعصم من الغربان، وإن النار خُلِقت من السفهاء، وإن النساء من السفهاء إلا صاحبة القسط والمصباح"، مسند الشاميين للطبراني، ج4 ص91.
وبذلك يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد نفى إيمان عائشة وردع أباها لجزمه بذلك.
وكثيراً ما حقّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عائشة ووصفها بما يُحَذِّرُ الناس منها، فقد روى البخاري في كتاب الجهاد والسير - باب ما جاء في أزواج الرسول، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: "قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال: هاهنا الفتنة! هاهنا الفتنة! هاهنا الفتنة! - ثلاثا- من حيث يطلع قرن الشيطان!"، صحيح البخاري، ج4 ص100، وفى حديث آخر رواه مسلم في كتاب الفتن - باب الفتنة من المشرق، قال: "خرج رسول الله من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من هاهنا! من حيث يطلع قرن الشيطان!"، صحيح مسلم، ج2 ص560.
وبلغ الأمر أن وصفها رسول الله بـ "رأس الكفر" فقد أخرج أحمد بن حنبل عن ابن عمر قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من ههنا! من حيث يطلع قرن الشيطان!"، مسند أحمد، ج2 ص23.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو عليها كما أخرجه أحمد بن حنبل أن نبي الله قال لها لما لهت عن الأسير: "مالكِ؟ قطع الله يديكِ!"، مسند أحمد، ج6 ص54.
بل وقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بضربها ذات مرة ضربا مبرحا حين تجسست عليه في الليل، فقد أخرج مسلم عن عائشة قولها في تلك الواقعة: "فلهدني في صدري لهدة أوجعتني!"، صحيح مسلم، ج3 ص64، أي أنه ضربها بجمع الكف على صدرها ضربة موجعة.
فلا يصح أبداً تقييم الأمور بمعيار المخالف، بل الصحيح أن يتم التقييم بمعيار الشرع. وحيث إن الشرع حثّ على ذكر معايب وفضائح العدو بالغة ما بلغت، ولم يسقط التكليف الإجمالي بذلك إلا للتقية؛ علمنا بأن في ذلك المصلحة والفائدة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة"، الكافي الشريف، ج2 ص375.
وكما أن شخصيات الخير تُذكر فضائلها ومناقبها مهما بلغت كثرة واتسعت تفصيلاً، ولا يُقال أنه ليس في ذكرها فائدة؛ فإنها تزيد ارتباط المؤمن بهذه الشخصيات وتتنامى في نفسه الرغبة في التأسي بها، فإن شخصيات الشر تُذكر مثالبها وقبائحها مهما بلغت كثرة واتسعت تفصيلاً، ولا يُقال أنه ليس في ذكرها فائدة؛حيث أنها تزيد نفور المؤمن من هذه الشخصيات وتتنامى في نفسه الحيطة من الوقوع في ما وقعت فيه.
قال المحقق الكركي رضوان الله تعالى عليه: «من كان عدواً لأهل البيت عليهم السلام، فلا حرج في ذكر معايبهم وقبائحهم، والقدح في أنسابهم وأعراضهم، بما هو صحيح مطابق للواقع، تصريحاً وتعريضاً، كما وقع من أمير المؤمنين عليه السلام، وما صدر من أبي محمد الحسن صلوات الله عليه في مجلس معاوية لعنه الله في ذكره لمعايبه ومعايب عمرو بن العاص والوليد بن المغيرة وأمثالهم، عليهم أجمعين من اللعن ما لا يحصى إلى يوم الدين. ولا حرج في تكرار ذلك والإكثار منه في المجالس لتنفير الناس منهم، وتطهير قلوب الخلق من الاعتقاد فيهم والموالاة لهم، بحيث يبرأون منهم. وكذا لعنهم والطعن فيهم على مرور الأوقات مع مجانبة الكذب. ومن تأمل كلام سيدنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في نهج البلاغة وجده مشحوناً بذلك»، رسائل المحقق الكركي، ج2 ص46.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
5 محرم الحرام 1437 هجرية