هل لأن الإمام علي عليه السلام أخطأ عندما جعل أبناءه يقاتلون في سبيل الله ضمن صفوف جيش الإسلام عهد أبو بكرالصديق؟
صالح محمد الرافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج1: أجاب الشيخ الحبيب على سؤال حول مشاركة الحسنين (عليهما السلام) في بعض الفتوحات بقوله: ”قد سجّل التأريخ مشاركة الحسنين (عليهما السلام) وبعض شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) كأبي ذر الغفاري (رضوان الله عليه) في تلك المعارك، كفتح فارس وفتح أفريقية. وكانت المشاركة منهم بأمر من الأمير (عليه السلام) لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة الإسلام حين يدخل تلك البلاد، فكانت وظيفتهم هي المحافظة قدر ما أمكن على أخلاقيات الحرب الإسلامية، وتبليغ الدين بالشكل الصحيح إلى أهالي البلدان المفتوحة، ولذا تلاحظ أن التأريخ لم يذكر بتفصيل بطولاتهم ومواقفهم الحربية في تلك المعارك والفتوحات، لأن وظيفتهم الأساسية لم تكن عسكرية بل رسالية. والجهاد تحت راية أهل الضلال يجوز في حالات الاضطرار وتقديم الأهم على المهم، فكيف إذا كان بإجازة الإمام المعصوم. أما أن الأمير (عليه السلام) كان حريصا على الحسنين (صلوات الله عليهما) فذلك صحيح، غير أن إرساله إياهما في تلك الحروب لا ينافيه، إذ الأئمة مطلعون على الغيب وهم يعلمون بعواقب الأمور، وبذا يكون الأمير (عليه السلام) عالما بأن سوءا لن يصيب سيدي شباب أهل الجنة (عليهم السلام)، هذا إذا سلكنا مسلك الظواهر في تفسير الحدث، أما إن سلكنا المسلك الآخر فنقول أن منعه (صلوات الله عليه) يوم الجمل ويوم صفين ولديه (عليهما السلام) من القتال إنما كان بغرض إفهام الغير أنهما هما الامتداد لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بعده، فلا يكون للمنع حقيقة ويكون من باب ”إياك أعني فاسمعي يا جارة“. وأما عن سبب امتناع أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) عن المشاركة في الفتوحات الواقعة في زمان الأنجاس الثلاثة (عليهم لعائن الله) فلأن موقعه (عليه السلام) كان يختلف عن موقع الحسن والحسين (عليهما السلام) إذ كان هو رمز المعارضة والاحتجاج على وجود الحكومة غير الشرعية في ذلك الوقت، ولذا وجب أن يبقى منعزلا عن المشاركة في أي عمل من أعمالها ومعتكفا في بيته، أما الحسنان (عليهما السلام) فلم يكونا آنذاك في هذه الموقعية الرمزية الأساسية، وكذلك بقية الشيعة المخلصين (رضوان الله عليهم) ولذا حدّثنا التأريخ أن الأمير (عليه السلام) بلغ من حكمته أن جعل سلمان الفارسي (رضوان الله عليه) يدخل في التشكيلات الحكومية نفسها حين أصبح واليا لعمر (عليه اللعنة) على المدائن، وما هذا إلا لتلك الغايات والمصالح العليا التي كان يهتم بها الأمير (عليه السلام) في عملية مبهرة لتوزيع الأدوار، فلاحظ هنا أنه وزّعها على النحو التالي: أخذ هو دور المعارضة الصامتة، وجعل أبا ذر يأخذ دور المعارضة الناطقة، فيما جعل سلمان يأخذ دور المشاركة في الحكومة، وكذلك أشرك الحسنين (عليهما السلام) في مسايرة الجيوش الفاتحة“. للاطلاع على الجواب كاملا (اضغط هنا).
شكرا لحسن تواصلكم.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 26 جمادى الآخرة 1435 هجرية