بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ارجو من سماحتكم التفضل باجابتنا عن بعض التساؤلات حيث يحاول البعض استغلال فتوى السيد اليزدي عن وحدة الوجود للدفاع عن القائلين بوحدة الموجود حيث ذكر في فتواه وحدة الوجود و لم يذكر وحدة الموجود
يقول السيد اليزدي ( قده ) في العروة الوثقى
مسألة 2- لا إشكال في نجاسة الغلاة و الخوارج و النواصب. و أما المجسمة و المجبرة و القائلين بوحدة الوجود من الصوفية إذا التزموا بأحكام الإسلام فالأقوى عدم نجاستهم، إلا مع العلم بإلتزامهم بلوازم مذهبهم من المفاسد.
وهنا أريد الاستفادة منكم عن بعض الأمور في هذه الفتوى
س 1- هل القائلين بوحدة الموجود من الصوفية طاهرون وهذه العقيدة كما تنقل أنها أعظم كفراً من عقيدة وحدة الوجود بدليل أن السيد اليزدي لم يذكرهم في الفتوى كما ذكرهم السيد المرعشي النجفي رضوان الله تعالى
عليه في تعليقه عليها ...؟؟؟
س 2- هل نفهم من عبارة السيد رحمه الله ( من الصوفية ) التبعيض الخاص بجماعة الصوفية دون الشيعة ...؟؟؟
فاذا فهمنا التبعيض فلماذا لم يجعل ( قده ) النجاسة بمطلق المعتقدين بوحدة الوجود سواء أكانوا شيعة يؤمنون بالمعصومين الأربعة عشر ( ص ) أم سنة لا يؤمنون بهم ...؟؟؟
وإن لم تفهم التبعيض فما موقع ( من ) في الجملة ...؟؟؟
س 3- ما هي المفاسد في المذهب الصوفي التي يترتب عليها نجاسة الصوفية القائلين بوحدة الوجود إذا التزموا بها ...؟؟؟ أفيها شئ يتعلق بالعبادات ...؟؟؟
و شكرا لكم سلفا
اخوكم ابو محمد
باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ج1: هو لم يحكم بطهارة القائلين بوحدة الوجود إلا إذا التزموا بأحكام الإسلام، فإذا ناقضوا ذلك والتزموا بلوازم مذهبهم من المفاسد كترك التكليفات الضرورية إنكارا فإنه يحكم عندئذ بنجاستهم. فإذا كان هذا هو قوله (رضوان الله تعالى عليه) في أصحاب وحدة الوجود التي هي أقل كفرا من وحدة الموجود؛ فإنه لا ريب في أن حكم أصحاب وحدة الموجود عنده إما أن يكون هو الحكم نفسه وهو أن الأقوى طهارتهم بشرط التزامهم بأحكام الإسلام، أو أن يكون ما هو أشد وهو نجاستهم لأنهم أكثر كفرا ولأنهم قائلون بالوحدة الشخصية بين الرب والمربوب، وعليه فليس في فتواه هاهنا احتمال طهارة أصحاب وحدة الموجود إطلاقا وإن كان ساكتا عن ذكرهم. على أني أستظهر من عبارته وعبارة كثير من فقهائنا أنهم حين يذكرون (وحدة الوجود) فإنهم يقصدون القائلين بوحدة الوجود والموجود معا، إذ لم يفكّكوا بينهما، ولذا ترى في بعض المتون الفقهية أنهم يحمّلون (وحدة الوجود) ما هو من مقتضيات (وحدة الموجود) كما تراه في القواعد الفقهية للسيد البجنوردي (قدس سره) حيث قال: ”القائلون بوحدة الوجود من الصوفية بمعنى أنه ليس في عالم الوجود إلا وجود هو الله تعالى فيدّعون أن وجود جميع الموجودات ليس أمرا مباينا مع وجود الله جل جلاله بل هي عينه تعالى“. (القواعد الفقهية للبجنوردي ج5 ص373).
ج2: الظاهر أن (من) هاهنا للجنس لا للتبعيض، وعلى فرض أنها للتبعيض فإنها لا تؤثر في الحكم العام، فكل من يعتقد بوحدة الوجود يكون هذا هو حكمه سواء كان شيعيا أم لا، لأن مناط الفتوى هو في الاعتقاد بها بما هي هي لا في ما ينضم إليها من اعتقادات أخرى.
ج3: قد تبيّن لك من جواب السؤال الأول.
ثبّت الله قلوبنا وقلوبكم على الدين. والسلام.
14 من ربيع الآخر لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.