(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله تعالى \" (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
فالمخالفون يستدلون بهذه الآيه لرضوان الله على ابي بكر وعمر وعثمان . فالله رضي الله عنهم قبل أن يرتدوا أي عندما قبلوا بوصية الرسول في غدير خم ويقولون أن هذا الرضوان دائم إلى مماتهم ونحن نقول لا فقط في تلك الفترة قبل أن يرتدوا. فما هو دليلنا على هذا؟ وهل يوجد آيه تعطل أو تبطل هذا الرضوان على أبي بكر وعمر ؟
علي النمر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ الواقع التاريخي الثابت عند الجميع أخرج واحدا من السابقين الأولين وهو عبيد الله بن جحش الذي كان ممن هاجر إلى الحبشة ثم ارتد وتنصر هناك, فثبت بهذا أنّ الرضوان ليس أبديا وإنما مرتبط بحسن العاقبة, هذا إن قلنا تنزلا أنّ المقصود عموم المهاجرين والانصار, كيف والحال أنّ الآية يظهر من سياقها أنها تتحدث عن صنف محدد منهم وهم أولائك المؤمنين الذين كان إيمانهم صادقا قولا وعملا لأنّ الآية تقول: (والذين اتبعوهم بإحسان)
فلا يمكن أن يكون اللاحق متبعا بإحسان إذا كان مقتفيا لسيرة السابق المنافق أو المرتد كعبيد الله بن جحش!
ولو أتموا تلاوة الآيات التي بعد تلك الاية الكريمة لوجدوا القرآن الكريم قد قال أنّ في مجتمع السابقين الاولين من الانصار وهو مجتمع المدينة المنورة منافقون.
(و ممن حولكم من الأعراب منافقون و من أهل المدينة مردوا على النفاق)
نحن لا نسلم لهم بإيمان عمر وأبي بكر فهما خارجان من هذه الآية الكريمة بدلالة السياق وبقرينة الواقع الذي أثبت أنه ليس كل المهاجرين والانصار معنيون بهذه الآية وإلا يكون عبيد الله بن جحش منهم!
وفي الاصل هما خارجان من الاية من حيث الموضوع فدون إثبات السبق لأبي بكر وعمر خرط القتاد فقد بين الشيخ في سلسلة كيف زيف الاسلام تلك الكذبة فما عليك سوى مراجعتها
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
18 محرم 1433 هـ