بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الى سماحة الشيخ العلامة المجاهد ياسر الحبيب حفظه الله
نرجو من سماحتكم بيان شبهه نزول أيات الافك
قبل زواج النبي عليه الصلاة والسلام بماريا عليها السلام على حد زعم البكريين اذ يقولون الايات نزلت في السنة الخامسة للهجرة وتزوج النبي عليه الصلاة والسلام بماريا في السنة السابعة على حد زعمهم نرجو من سماحتكم الرد وتفنيد هذه الشبهه جزاكم الله خيرا ونصركم الله وشكرا
حسن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البكريون الحميرائيون أنفسهم ليس ثابتا عندهم في أي سنة وقعت غزوة بني المصطلق. في السنة الخامسة أو السادسة؟! وذلك بسبب الإرباك الذي أحدثته قصة إفك الحميراء لهم! فهم آخر من يتكلم عن السنوات.
ويمكننا حتى بناء على روايات أمهم الحميراء أن نلزمهم بإمكان نزول الآيات في مارية عليها السلام! فقد جاء مثلا في رواية ابن عمر عن عائشة (على التحقيق) في قصة الإفك أن النبي صلى الله عليه وآله ضمن استشاراته: "بعث إلى علي وأسامة وبريرة، وكان إذا أراد أن يستشير امرءا لم يعد عليا وأسامة بعد موت أبيه زيد" (معجم الطبراني ج22 ص435). معنى هذا أن قصة الإفك وقعت بعد استشهاد زيد بن حارثة رحمه الله، ومن المعلوم أنه استشهد في معركة مؤتة، ومعركة مؤتة وقعت في السنة الثامنة من الهجرة، فتكون (بعد) اقتران النبي بمارية الذي زعموا أنه في السنة السابعة. قال ابن الأثير في أسد الغابة ج2 ص227: "قُتل زيد في مؤتة من أرض الشام في جمادى من سنة ثمان من الهجرة".
على كل حال.. ما شأننا نحن بقصة الإفك التي ترويها حميراؤهم ليقولوا لنا اتخذ رسول الله مارية عليها السلام جارية له في سنة كذا والمريسيع وقعت سنة كذا, فإذاً القضية ليست في مارية عليها السلام؟!!
يا لحماقة وغباء البكريين الذي نحتاج لمعجزة إلهية تخلصنا منه!
وهل نحن أصلا نُسلم بأنّ آيات الافك مرتبطة بغزوة بني المصطلق كما تدعي عائشة؟ إنما تلك أوهام وأساطير الحميراء أمهم!
لا علاقة لسنة قدوم مارية عليها السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله بقصة الإفك التي ترويها حميراؤهم وتربطها بغزوة بني المصطلق حتى أوقعت قومها في حيص بيص لحل تناقضات قصتها المكذوبة
هنا تجد جوابا مفصلا حول حادثة الإفك
هذا وقد ناقش الشيخ كل هذه الإشكالات في قصة الإفك وأثبت نزول الآيات في السيدة مارية عليها السلام وذلك بتفصيل علمي في كتابه (الفاحشة الوجه الآخر لعائشة) ضمن الفصل الثاني، فيمكنكم مراجعته هناك.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
17 ذو الحجة 1433 هـ