شيخنا الحبيب ياسر الحبيب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينما كنت اتابع قناة الزهراء الفضائية سمعت هذا الحديث الشريف عن احد المعصومين عليهم السلام: رحم الله عبداً اجتر مودة الناس إلينا ، فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون . فكيف يتوافق هذا الحديث مع منهجنا الذي نسمع فيه المخالف ما يكره في ائمة الكفر ابا بكر وابن صهاك والمعفن عفان ؟
ونسألكم الدعاء
علي هادي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمالي الطوسي: المفيد، عن ابن قولويه، عن أبي علي محمد بن همام الإسكافي، عن الحميري عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن حديد، عن ابن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام: يا مدرك إن أمرنا ليس بقبوله فقط، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله، اقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته، وقل لهم: رحم الله امرءا اجتر مودة الناس إلينا فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون. بيان: قال الفيروزآبادي: قرأ عليه: أبلغه، كأقرأه، ولا يقال: أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوبا.
( بحار الانوار: ج2,ص86)
هناك في نفس الصفحة ايضا ورد هذا الحديث:
أمالي الطوسي: الحفار، عن إسماعيل، عن محمد بن غالب بن حرب، عن علي بن أبي طالب البزاز، عن موسى بن عمير الكوفي، عن الحكيم بن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيما رجل آتاه الله علما فكتمه وهو يعلمه لقى الله عز وجل يوم القيامة ملجما بلجام من نار.
الإمام الصادق ( عليه السلام ) : حدثوا الناس بما يعرفون ، ودعوا ما ينكرون ؛ أتحبون أن يسب الله ورسوله ؟ ! قالوا : وكيف يسب الله ورسوله ؟ قال : يقولون إذا حدثتموهم بما ينكرون : " لعن الله قائل هذا " ، وقد قاله الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله )
(دعائم الإسلام : 1 / 60)
من خلال الحديث الثاني يتبين لك أنّ التحذير إنما علته أن يستتبع الإخبار بما ينكره أي يستنكره الآخر استجلاب السب لله ورسوله من خلال سب أهل البيت عليهم الصلاة والسلام الذين يُخبرون عن الله ورسوله وهم لسان الوحي.
في تلك العصور كان كثير من أهل ذلك الزمان لا يتورعون عن سب الأئمة عليهم الصلاة والسلام.
اليوم عموم المخالفين لا يسبون أهل البيت عليهم الصلاة والسلام؟ بل هم يزايدون علينا في محبة أهل البيت عليهم السلام وينفوننا نحن عن محبتهم وموالاتهم.
أيضا ليس التسبب في سب المعصوم غير مشروع أو راجح على الدوام فقد تكون هناك مصلحة تقديمها أهم.
علي عليه السلام قد بدأ هو بلعن معاوية وقومه فما كان من معاوية إلا الرد بسن لعن وسب علي عليه السلام ثمانين عاما
أما كان امير المؤمنين عليه السلام يعلم أنّ لعنه لمعاوية سوف يؤدي الى دفع اللعين معاوية إلى لعن وسب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وهو مولى الموحدين وسيد المتقين؟
بلى كان أمير المؤمنين عليه السلام يعلم ذلك, ولكن كانت هناك مصلحة مُقدمة إذ أنّ هناك موقفا لا بد من تثبيته حتى لو كان الثمن هو لعن مولى الموحدين عليه السلام ثمانين عاما
نحن الى اليوم نلعن معاوية اقتداءا بعلي عليه السلام لكن من اليوم مستمر في لعن علي عليه السلام من المسلمين؟
أمير المؤمنين عليه السلام قد صدع بالحق وبين أنّ تراويح المخالفين بدعة رغم كون ذلك أمرا ينكره المخالفون ولا تطيقه أنفسهم لدرجة أنهم ضجوا وهلعوا وصرخوا وا سنة عمراه ولكنّ أمير المؤمنين لم يكترث لردة فعلهم الشديدة تلك وقد كان لاشك عالما بحتمية وقوعها. لكنه حينها كان يعلم أنّ إنكارهم وهلعهم لن يستتبعه تعرضهم لأمير المؤمنين عليه السلام بالسب في العلن على الأقل.
في النهاية لم يجبرهم على شيء و أيضا لم يتنازل عن قوله بأنّ التراويح بدعة عمرية لنيل رضاهم أو تحاشيا لنكيرهم.
هذا ما يسلكه الشيخ الحبيب ومن يؤمن بالمنهج الذي يدعو إليه. الشيخ يعلم أنهم في هذا العصر بشكل عام لا يتعرضون لأهل البيت عليهم السلام بالسب وإنما يدّعون محبتهم وموالاتهم.
عرض الحقائق كما هي بدون تردد أو خوف من ردة فعل المخالفين وفي النهاية من اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها فلسنا نجبر أحدا على الهدى.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
27 رمضان 1433 هـ