اخي فالله ياسر الحبيب لقد سمعت منك مقولة جميلة بل عظيمة وهي عندما اتصل فيك احد العامة ليبرهن لك عدم معصومية الانبياء من الخطأ ،فقلت له الاسلم والاتقى هو تنزيههم من الخطأفي حالة انه شبه لك معنى آيات الكتاب .هذا معنى الكلام
اخي ياسر الحبيب اسألك بأعظم مقدس عندك ولا اشك ان الله اعظم ماتقدس، أليس الأئمن والاسلم لك ان تغض طرفك عن لعن عائشه زوج النبي وصحابة رسول الله وان وصل اجتهادك الى انهم ضالين .
بالله عليك ، هل علي عليه السلام لعن عايشه او عمر او ابوبكر حتى نقتدي بهم ؟
افرض انك اخطأت في اجتهادك ،بماذا ستقابل ربك؟
ثم هل قد كلفك الله باللعن وخصوصا على قضايا اجتهادية والاختلافية ؟
اخي ياسر جمع الامة على المتفق خير مما نحن عليه من فرقه واختلاف وشتام وسباب وكل منا يثير قضية اجتهادية لكي يزيد من الطين بله.
اخي الحبيب ادعوا الى الله ولكن اترك كل خلاف ،فإنه اسلم لك عندالله وطريق لجمع كلمة أمة محمد ، فما زاد التعصب المذهبي والطائفي والاصرار عليه إلا فتنة وتفرقة .
والله ولي التوفيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ في البداية نحييكم أيها المحترم ونشكرك على نواياكم الحسنة وخطابكم الراقي الذي يعكس نبل شخصكم.
إنكم أيها المحترم ظننتم من خلال تلك الكلمة للشيخ حول عصمة الانبياء أنّ سماحته يقول رأيا من عند نفسه.
هذا الذي قاله الشيخ قد أخذه عمن هم حجة عليه وهم محمد وآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم.
إنّ أهل البيت عليهم السلام الذين هم عدل القرآن ومن أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بالرجوع إليهم قد فسروا تلك الآيات التي يفهم القاصرون من ظاهرها صدور الخطأ والمعصية عن الأنبياء صلوات لله وسلامه عليهم, فأوضح وبيّن من نزل القرآن في أبياتهم وهم أهل البيت عليهم السلام أنّ تلك الآيات ليس فيها ما بقدح في عصمة الانبياء بحال وهذه النقطة هي واحدة من أهم ما يميزنا نحن شيعة أهل البيت عن مخالفينا الذين لأنهم لم يرجعوا لأهل البيت فإنهم لم يفهموا آيات الكتاب على وجهها الصحيح فراحوا ينسبون لأنبياء الله تعالى المعاصي.
ـ الشيخ إنما يقتدي بأئمته الذين كانوا صابرين مجاهدين متبرئين من الظلمة وكاشفين لزيفهم ولاعنين لهم
تابع سلسلة بيان آل محمد في أعدائهم
الشيخ يلعن ويسب رموز الانحراف الظلمة وهذا ندبت له الشريعة الغراء في الكتاب والسنة وهو سلوك موافق للفطرة السوية
راجع النقطة التاسعة من هذا الجواب
نظرتنا لمجتمع الصحابة نظرة متوازنة منسجمة مع الكتاب والسنة لأننا نحترم الصالحين منهم ونجلهم ونضع المنحرفين الظلمة.
ما عليك سوى متابعة هذه السلسلة من فضلك (أكذوبة عدالة الصحابة)
الشيخ ليس ضد التعايش الاجتماعي بين الشيعة ومخالفيهم في المعتقد بل يدعو إلى الاحسان إليهم ولا نخال أنّ أحدا سبق الشيخ الحبيب في مقولة: (من آذى بكريا فقد آذاني) ولكن الشيخ في ميدان الدعوة يرى أنّ أسلوب الصراحة والمكاشفة وتسقيط رموز الانحراف وإن كانت محترمة عند الطرف الآخر هو المنهج الشرعي الصحيح في الدعوة وقدم على صحة منهجه أدلة فراجع سلسلة تحرير الانسان الشيعي (هنا)
تابع هذه الكلمة للشيخ بعنوان (لأننا نحبكم نؤلمكم) لتتضح لك من خلالها جيدا حقيقة دوافع الشيخ الحبيب
إنّ الفتنة ليست دائما أمرا تمقته الشرعية بل حتى الفطرة الانسانية. الفتنة التي تفضي للتفريق بين حق وباطل رغم ما تعقبه من صراعات بل وتسببه من إراقة للدماء كما هي فتنة أنبياء الله هي فتنة يحبها الله تعالى. تابع هذه المحاضرة بعنوان: (تمنوا الفتنة) وفيها تفاصيل حول هذه النقطةدوافع الشيخ الحبيب
ـ لماذا لا تطلبون أيها المحترم من الاخرين الكف عن تمجيد تلك الرموز التي نعتبرها مجرمة ظالمة لأئمتنا؟ لماذا أنتم لا ترضون أن نبدي التعظيم لأبي لؤلؤة رضوان الله عليه وتعتبرون هذا سلوكا مستفزا لكم؟
ما تطلبه من الشيخ هو كقول أحدهم لك :لماذا لا تُعرِض عن المنحرفين من التابعين وتابعي التابعين وتكف عن شحن كتب الجرح والتعديل بمخازيهم؟ إفرض انك أخطأت في اجتهادك ،بماذا ستقابل ربك؟
تقول له لأنهم تصدوا للدين ونقله فيجب أن نعرف عمن نأخذ ديننا, فنحن لهذا لابد أن نجرح قسما منهم ونعدل من ثبتت عدالته.
بذات الجواب السابق نحن أيضا نجيبك. كل ما في الأمر أنكم أنتم وقفتم في الجرح والتعديل عند طبقة الصحابة فابتدعتم نظرية عدالتهم جميعا أما عندنا فإنّ الجرح والتعديل يشمل جميع الطبقات بما فيها طبقة الأصحاب.
هناك شخصيات نؤمن بانحرافها ولابد أن يسقط اعتبارها حفظا للدين, فإن لم نجهر بمخازيها وانحرافاتها بقيت الأمة تواليهم وتأخذ الدين عنهم. هذا عدا عن أنّ الجهر بالسوء من القول في حق الظلمة من مبتدعة وغيرهم هو مما ندبت إليه الشريعة الغراء.
ثم أنتم أيها المحترم وفق عقيدتكم تجيزون لعائشة ومعاوية وأمثالهما من الصحابة وبعض من تتعصبون لهم من بني أمية والعباس الاجتهاد في سفك الدماء! فأي شيء على الشيخ إن اجتهد في مجرد تقييمهم فأخطأ؟ له أجر كما تقولون. الشيخ ليس مجتهدا في موقفه من عائشة وامثالها فهذه عقيدة وله عليها أدلة قطعية راسخة فما عليك سوى ملاحظتها.
نحن الرافضة فرض واجب عندنا اعتناق العقيدة عن بحث بالدليل والبرهان لا التقليد والمتابعة للآباء والاجداد.
رسول الله صلى الله عليه وآله قال أنّ أمته ستفترق الى 73 فرقة كلها في النار إلا واحدة فعليك البحث جيدا وستعرف أنّ الحق مع محمد وآله والباطل مع من أمروك بالبراءة منهم.
سيفيدكم الاطلاع على هذا الجواب
نأمل منكم متابعة هذه السلسلة التي تشيع بسببها الكثيرون بحمد الله تعالى ومن خلالها ستعرف كيف ومن أين ومتى ولماذا بدأ الخلاف وما هو؟
لا تستعجل أيها المحترم وخذ وقتك في الاستماع للآخر لتتمكن من تكوين فكرة ناضجة تامة تخولك بإطلاق حكم دقيق وصحيح.
شكرا لتواصلكم
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
27 رمضان 1433 هـ