السلام عليكم سماحة الشيخ ياسر الحبيب لدي كم سؤال عن واقعة كربلاء:
1- كم استغرقت مدة سفر الامام الحسين ؟
كل مدة ما جرا مصيبة الحسين وعليه وعلي اهله ؟ في غضون شهور او كم سنه؟؟
2-عن فاطمة الكبري بنت الام الحسين (ع) ه
هل تركها الامام عند ام سلمه ؟ أو تركها عند الخدم والجواري؟
3- هناكتب تقرأها في مجالس النسائيه وفيها يجيبون قصص وروايات مالها من السند
مثلا عن تفصيل الاكفان قبل السفر من قبل السيده زينب و ما فصلت كفن للحسين (ع) و كما نعلم ان شهداء كربلا لم يكفنوا
او ان زينب فصلت ملابس السود للنساء و لم تفصل لفاطمة الكبري لأنها لم تذهب معهم الي كربلا
أو روايه اخري أن فاطمه الكبري سوت زواج للقاسم و علي الاكبر قبل السفر .
وروايه يقولون ان يزيد طلب السيدة زينب (س)ببزواج !!
وان فاطة الزهراء تسمع وتري مصيبة الي ستجري للحسين وهو في بطنها و تبكي الزهرا و تشق جيبها وجزت شعرها (هل هذة صحيحه؟)
وروايه تقول السيدة زينب تعاتب ابوها
في انه يرىد الزواج بام البنين و تالي تعاتب ام البنين و..
و كما نعلم وتعلم ان هذه الروايات لم يكونوا صحيحين بل اساطير و نرجوا همنك ان توجه المشاهدين وان هذا الاسطورات يعضب الله ورسوله (ص) .
نشكركم شكرا جزيلا علي المجهود ربنا يحفظكم و يرعاكم
ام عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ج1 تذكر الروايات أنّ خروجه عليه السلام من المدينة كان في السابع والعشرين من رجب فتكون رحلته عليه السلام من حين رحيله إلى حين استشهاده قد استغرقت خمسة أشهر وثلاثة عشر يوما أو اثنا عشر يوما بحسب كون شهر ذي الحجة تاما أو ناقصا.
ج2 ليس من الثابت انّ فاطمة العليلة هي فاطمة الكبرى فهناك أخبار تشير الى أنّ فاطمة الكبرى قد كانت مع الحسين عليه السلام في كربلاء. فيُحتمل أن تكون العليلة بُنية أخرى من بنيات الحسين عليه السلام رغم أنّ المؤرخين يذكرون أنّ لدى الحسين بنتا واحدة باسم فاطمة.
الرواية التي وردت بشأن العليلة تقول أنها فاطمة الصغرى والمشهور أنّ فاطمة الصغرى هي رقية عليها السلام. لكن لا مانع أن تكون هناك ثلاث فاطمات ومن الممكن أن تكون هذه هي الوسطى وقد سمتها الرواية الصغرى في مقابل فاطمة الكبرى الزهراء عليها السلام.
كل ما ورد في شأن فاطمة العليلة عليها السلام جاء عن طريق رواية واحدة عن المفضل بن عمر عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ولكن لا مانع من حصول الشياع لدى الخطباء من خلال رواية وإن لم تكن متواترة.
تذكر تلك الرواية أن فاطمة بنت الحسين الصغرى كانت في المدينة فإذا بغراب حطّ على حائطها وكان مضرجا بدماء الحسين عليه السلام ولكنّ الرواية لم تتعرض لسبب بقائها في المدينة سوى أنها ذكرت أنّ تلك البنية كانت عليلة.
أما مع من تركها الحسين عليه السلام فلم تذكر الرواية ذلك ولكن لا مانع من القول بأنه تركها برعاية أي من نساء البيت العلوي.
إن ثبت أنّ الحسين عليه السلام ترك تلك البُنية فالامام اعرف بما يفعل وهذا يعني أنه لا ضرر كان سيلحق بها.
ج3 قصة الاكفان الخمسة التي يذكرها الخطباء ومفادها أنّ جبرائيل عليه السلام نزل بخسمة أكفان من السماء لرسول الله وخديجة وعلي وفاطمة والحسن عليهم الصلاة والسلام وليس من بينها كفن للحسين عليه السلام في إشارة الى كونه عليه السلام سيُقتل مظلوما غريبا في كربلاء مرملا بدماه لم نعثر على مصدرها ولكن لا مانع من قبولها ولو على سبيل الحكاية التصويرية بغرض الابكاء على سيد الشهداء عليه السلام.
قد كُفن رسول لله والزهراء وعلي والحسن عليهم السلام وهم شهداء وكانت أكفانهم من الجنة فليس ما ذكرتموه سببا يدفع قبول تلك القصة ولو من باب الحكاية.
ج4 لسنا نعلم مصدر هلعكم من تلك القصص سواءا ثبت انّ لها مصدرا في التاريخ أو كانت على سبيل الحكاية التصويرية؟
لا إشكال في القول بأنّ زينب عليها السلام فصلت ثيابا سوداء لكل النسوة عدا العليلة كناية عن الاستعداد لما ستواجهه الحوراء وبقية بنات الرسالة في ذلك السفر من مصائب واحداث لن تواجهها العليلة أو انّ فاطمة العليلة أقامت زفافا للاكبر والقاسم قبل رحيلهما تلهفا وتحسرا عليهما.
هذه الحكايات التصويرية في التراث الحسيني كاشفة عن الحس الولائي الجياش في التفاعل مع القضية الحسينية ومصائب العترة الطاهرة.
فلا داعٍ لتهويل القضية من قبلكم
ج5 كلا لم يكن ذلك ليزيد لعنه الله . الحوراء عليها السلام كانت على ذمة عبدالله بن جعفر. لربما ما يُنقل في بعض كتب القُراء يعنون به أنه أراد تطليقها من زوجها قهرا ومن ثم الزواج بها ومثل تلك النوايا القذرة لا يُستبعد صدور مثلها عن يزيد الفاجر غير أنّ ذلك لا مصدر له حسب علمنا.
ج6 نعم كانت البتول تبكي على الحسين عليه السلام وهو لا يزال جنينا وفيها نزل قوله تعالى: " حملته أمه كرها ووضعته كرها"
وما الغريب في كون البتول عليها السلام تشق جيبها وتنشر شعرها حزنا على مصاب سبط رسول الله صلى الله عليه وآله؟
لم نعثر على رواية تذكر أنّ الزهراء فعلت ذلك حين علمت بما يجري على الحسين وهي حامل به ولكنّ امرا كهذا وإن كان مما يُذكر في المجالس الحسينية من باب الحكاية التصويرية فلا إشكال فيه.
ج7 ليس الأمر كما تذكرونه ولكنّ ما يُذكر في المجالس الحسينية العكس وهو أنّ أم البنين عليها السلام كانت خجلة من دخول بيت الزهراء وطلبت من أمير المؤمنين عدم تسميتها بفاطمة مراعاة لمشاعر ابناء الزهراء عليها السلام وأنّ زينب عليها السلام كانت في استقبالها. لربما فهمتم الامور على نحو خاطيء.
ج8 نوجه النصيحة بالتأني في النظر لما يُطرح في المجالس الحسينية وعدم المبادرة الى التشنيع عليه ومحاولة استيعاب ثقافة التراث الحسيني والتعاطي معها بروحية إيمانية.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
11 جمادى الاخرة 1433 هـ