سلام عليكم مولانا
من المعروف ان الانسان عندما يبتليه الله ببلاء او مصيبة او مرض و حسب احاديث اهل البيت عليهم السلام فان ذلك يكون رحمة من الله لتطهير الانسان من ذنوبه و ليغفرها الله له
و من الملاحظ ان معظم الاشخاص المتقدمين في السن يموتون في مرض عضال او بعد صراع مرير مما يطبق قول الله انه يخرج الانسان مطهرا من ذنوبه من هذه الدنيا فهذه الرحمة الالهية تتجلى بصورة المرض
سؤالي هنا,,في احاديثنا الموتورة ان من عبد الله و قام ليله و نهاره و صام ايامه و لم يوالي مولانا امير المؤمنين عليه السلام فلا يقبل منه عمل الا بولاية علي عليه السلام,,(بين هامشين انا لا اشك بالولاية و احقيتها) و لكن نرى ان المخالفين في العقيدة و الذين يتبعون ملل الاسلام الأخرى و لكن لا يكرهون و لا يسبون عليا, و لكن لا يوالونه و لا يعتقدون بالامامة نرى ان الله عز و جل يبتليهم بمرض او علة تصيبهم في حياتهم او عند مماتهم,هنا الا يطبق نفس ما يطبق على جميع البشر من الرحمة الالهية؟؟
اليس كل من ابتلاه الله هو رحمة له لتخفيف عذابه و ذنوبه؟ اذا اليس هناك تناقض لو ان الانسان لم يوالي عليا عليه السلام و الائمة من بعده فلا يقبل له عمل و لا يدخل في رحمة الله؟
كيف يمكننا ان نوفق اذا ما بين الاحاديث التي تقول ان من والى عليا عليه السلام فلن يرى النار؟؟ ماذا يحل بالمخالفين الذين لا يوالون عليا و لكن يرسل الله رحمته عليهم اخر عمرهم ليخرجهم من الدنيا مطهرين؟
ان رحمة الله واسعة و تشمل جميع مخلوقاته و لكن اريد توضيحا في هذه المسألة
جزاكم الله خير الجزاء
رضا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله لكم الأجر في مصابنا الجلل بسيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره وسبي نسائه وعياله , جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع إمام هدى منصور من أهل بيت محمد عليهم الصلاة والسلام.
ليست علة كل ابتلاء يتعرض له الإنسان هي تطهيره والتكفير عن ذنوبه، وعليه فلو سلمنا جدلا بأنّ ما أصاب المخالف البكري العامي من مرض قبل موته ليس عذابا معجلا و إنما من قبيل حط بعض الذنوب عنه لانه لربما ارتكب بعض الامور الجيدة فإنّ هذا لا يعني بالضرورة عدم تعرضه للعذاب الأخروي و إنما قد يكون بلاؤه الدنيوي سببا في "تخفيف" شيء من عذابه الأخروي لا رفعه مطلقا
إنّ عذاب الدنيا مقابل عذاب الاخرة لا شيء فبهذا يكون الله تعالى قد رحمه و خفف عنه بعض عذاب الاخرة. هذا والله تعالى ورسوله أعلم
وفقكم الله لمراضيه. والسلام.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
25 محرم 1432