السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو رد كم على هذه الروايه التي يحتجون بها على ان اهل البيت يدخل فيهم ال عقيل و ال عباس و ال جعفر
(علي بعدي أفضل أمتي ، وحمزة وجعفر أفضل أهل بيتي بعد علي) بحار الأنوار 19/225
وفي غزوة بدر لما نُقل عبيدة بن حارث بن عبد المطلب إلى رسول الله جريحاً يحتضر قال: { يا رسول الله! ألست شهيداً؟ قال: بلى، أنت أول شهيد من أهل بيتي } تفسير القمي (1/256) - بحار الأنوار (19/ 225)
اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي فانظروا كيف تخلفونني فيهما. قلنا : فمن أهل بيته ؟ قال : آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس .(بحار الأنوار 25/237)
محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء جواب الشيخ على سؤالكم كالتالي:
لم يأتِ العدو بطائل بإشكاله السخيف هذا، فإنّا نقول بإلحاق جماعة من الصلحاء - من بني هاشم وغيرهم - بأهل البيت (عليهم السلام) على نحو التنزيل الاعتباري، وما ذاك إلا لتقواهم وصلاحهم واجتهادهم، فقد قال الصادق عليه السلام: «من اتقى منكم وأصلح فهو منا أهل البيت. قيل له: منكم يابن رسول الله؟! قال: نعم منا، أما سمعت الله قول الله عز وجل: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ؟ وقول إبراهيم عليه السلام: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي»؟ (دعائم الإسلام للقاضي المغربي ج1 ص62) وقال الرضا عليه السلام: «من كان منا لم يطع الله عز وجل فليس منا، وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت». (معاني الأخبار للصدوق ص106)
ولهذا ألحقوا (عليهم السلام) بهم أمثال سلمان مع أنه فارسي، بل وسعد الخير مع أنه أموي، فكيف بمثل حمزة وجعفر وعبيدة (عليهم السلام) وهم من بني هاشم؟
والعدو الجاهل لم يتعقّل الفرق بين قوله وقولنا في هذا الإلحاق، فالفرق الأول أنه يعمّ آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس بعنوان أهل البيت، ونحن لا نعمّ بل نخصّ منهم المنصوص عليه والمُلحق بهم لطاعته وصلاحه وتقواه وجهاده رجوعاً إلى كلية النص أيضاً على ما سبق.
والفرق الثاني أنه فهم هذه الأحاديث التي نقلها على أن دخول أمثال حمزة وجعفر وعبيدة إنما هو لمكان انتسابهم إلى عشيرة النبي (صلى الله عليه وآله) لا لمكان طاعتهم وصلاحهم وتقواهم، ونحن لا نقول بذلك، إنما نقول أن دخولهم هو لأجل هذا الأخير دون إغفال شرف انتسابهم إلى العشيرة الهاشمية، إلا أنه بمجرده لا يكفي لصدق عنوان أهل البيت عليهم، وإلا لدخل فيه أمثال الفاسق الظالم هارون (لعنه الله) إذ هو من آل العباس! فهل سمعتَ قائلاً يصدق في مقالته أن هارون العباسي صاحب ليالي ألف ليلة وليلة هو من أهل البيت؟!
ومن جهالة العدو أنه تصوّر أن الرواية الأخيرة التي نقلها والتي أرجعها إلى بحار الأنوار هي من رواياتنا، وهي التي تفيد دخول جميع آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس تحت عنوان أهل البيت، والحال أن الرواية من رواياتهم لا رواياتنا! وإنما أوردها العلامة المجلسي في بحاره عن كشف الغمة للإربلي الذي نصّ في خطبة كتابه على نقله من كتب الجمهور! وهذه الرواية هي من تلك الكتب!
ثم لا تغفل عن أن العدو بتر من الرواية الأولى تتمة مهمة حتى يفهم القارئ أن حمزة وجعفر أفضل أهل البيت بعد علي، فيوقع الشك في نفس المسلم في أفضلية الزهراء والسبطين والأئمة المعصومين (عليهم السلام) على حمزة وجعفر! والحال أن تتمة هذا المقطع من الرواية صريح في أن حمزة وجعفر (عليهما السلام) إنما هم دون هؤلاء جميعاً في الفضل، فالنص هو: «علي بعدي أفضل أمتي، وحمزة وجعفر أفضل أهل بيتي بعد علي وبعدكِ - والخطاب للزهراء عليها السلام - وبعد ابني وسبطي حسن وحسين وبعد الأوصياء من وُلد ابني هذا، وأشار إلى الحسين، منهم المهدي، إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا». (بحار الأنوار ج28 ص53 عن إكمال الدين للصدوق).
شكرا لتواصلكم.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
17 شعبان 1432