بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و أل محمد
السلام عليكم يا سماحة الشيخ و رحمة الله و بركاته
سماحة الشيخ لدي إستفسار و ارجوا من سماحتكم الرد
كيف نستغيث بالرسول صلى الله عليه وأله و سلم و أهل البيت عليهم السلام و هل هم يروننا و يسمعوننا لكي يجيبوا علينا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ،
نعم إنهم (عليهم السلام) يروننا ويسمعوننا، فقد روى ابن فهد الحلي (رضوان الله عليه) عن الصادق عليه السلام: «منكان له الى الله تعالى حاجة فليقف عند رأس الحسين عليه السلام ويقول: يا أباعَبْدِ اللهِ، أشْهَدُ أنَّكَ تَشْهَدُ مَقامي وَتَسْمَعُ كَلامي وَأنَّكَ حَيٌّعِنْدَ رَبِّكَ تُرْزَقُ فَاسْأَلْ رَبَّكَ وَرَبِّي في قَضاءِ حَوائِجي. فإنه تُقضىحاجته إن شاء الله تعالى». (مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج19 ص345)
ولو لم يكن الأموات يشعرون لما خاطب النبي (صلى الله عليه وآله) قتلى بدر من المشركين، وهذا ثابت في مصادر العدوأيضاً. فقد روى مسلم «عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَنَادَاهُمْ فَقَالَ يَاأَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَيَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْحَقًّا فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا فَسَمِعَ عُمَرُقَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِكَيْفَ يَسْمَعُوا وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا؟ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِيبِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ وَلَكِنَّهُمْ لَايَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا فَأُلْقُوا فِيقَلِيبِ بَدْرٍ». (صحيح مسلم 5121)
بل إن الميت يسمع خفق نعال منحوله فكيف بسلامه وكلامه؟ فقد روى مسلم «عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَنِعَالِهِمْ إِذَا انْصَرَفُوا». (صحيح مسلم 5116)
فإذا كان الميت المشرك يرى ويسمع فكيف بالمؤمن؟ فكيف بسادة المؤمنين من النبي الأعظم وعترته الطاهرين عليهم السلام؟
وفقكم الله لكل خير
مكتب شيخ الحبيب في لندن
ليلة 20 جمادى الاولى 1432