السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالوقت الذي يقوم فيه الشيخ ياسر بالدفاع عن ال البيت خرج لنا اصحاب التقية التي كانت نائمة منذ مئات السنين لكي يعلنو الحرب فقط على اتباع اهل البيت.
الان اثارو شبهة واتمنى من جنابكم الكريم الاجابة
بعض الشيعة يرددون عن مقولة للامام علي وانا لا اعلم مدى صحتها تقول:
ان الامام علي خاطب النبي وقال ان الله طهر نعلك فكيف لايطهر عرضك. لكن المعلوم لكل شيعي ان المطهرون هم اهل البيت فقط ,ان كانت هذه الرواية صحيحة فماهو تفسيرها؟
انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا كيف اصبح بعض المتشيعين الان ينسبون التطهير لغير اهل البيت؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بمراجعة الشيخ،
ليس هناك حديث بلفظ: «إن الله طهّر نعلك فكيف لا يطهّر عرضك» عن الإمام علي عليه الصلاة والسلام، إنما الموجود حديث موضوع آخر مشابه لهذا اللفظ أدرجه بعض أهل البدعة في مصنفاتهم التي لا يعتد بها في مثل هذا أصلاً.
والحديث مضافاً إلى كونه بلا سند ولا نظائر ولا معضدات فإن متنه يشهد على أنه موضوع، ولم يدع أحد أنه حديث معتبر أو صحيح بمن في ذلك علماء أهل البدعة لعلمهم بأن هذا الحديث موهون وليس بشيء، وعليه من المضحك أن يأتي بعض البتريين والمنحرفين عن التشيع الأصيل بمثل هذا الحديث في مقام الاستدلال والاحتجاج مع أنه أصلاً ليس بحديث من طرقنا ولا يحتج به أحد بمن فيهم أبناء عائشة.
تجد هذا الحديث المكذوب في كتاب تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس للدياربكري (ج1 ص476) تحت عنوان: «كلام عمر وعثمان وعلي في حق الإفك» ونصه هو التالي:
«وروي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم في تلك الايام كان أكثر أوقاته في البيت فدخل عليه عمر فاستشاره في تلك الواقعة، فقال عمر: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري! والله أنا قاطع بكذب المنافقين لأن الله عصمك عن وقوع الذباب على جلدك لأنه يقع على النجاسات فيتلطخ بها فلما عصمك الله تعالى عن ذلك القدر من القذر فكيف لا يعصمك عن صحبة من تكون متلطخة بمثل هذه الفاحشة؟ فاستحسن صلى الله عليه وسلم كلامه!
وقال عثمان: إن الله ما أوقع ظلك على الارض لئلا يضع إنسان قدمه على ذلك الظل أو تكون تلك الأرض نجساً فلمّا لم يمكن أحدا من وضع القدم على ظلك كيف يمكن أحدا من تلويث عرض زوجتك!
وقال علي: يا رسول الله كنا نصلى خلفك فخلعت نعليك في أثناء الصلاة فخلعنا نعالنا فلما أتممت الصلاة سألتنا عن سبب الخلع فقلنا: الموافقة، فقلت: أمرني جبريل بإخراجهما لعدم طهارتهما، فلما أخبرك أن على نعلك قذرا وأمرك بإخراج النعل عن رجلك بسبب ما التصق به من القذر فكيف لا يأمرك باخراجها بتقدير أن تكون متلطخة بشيء من الفواحش»؟!
وتجد الجزء الأخير من هذا الحديث الموضوع بلفظ آخر في كتاب السيرة الحلبية للأمين والمأمون لعلي بن برهان الدين الحلبي ج2 ص306 حيث قال: «ودخل عليه صلى الله عليه وسلم علي كرم الله وجهه فاستشاره فقال له علي كرم الله وجهه: أخذتُ براءة عائشة من شيء هو أنّا صلينا خلفك وأنت تصلي بنعليك ثم إنك خلعت إحدى نعليك فقلنا ليكون ذلك سنة لنا قلت: لا إن جبريل عليه السلام أخبرني أن في تلك النعل نجاسة، فإذا كان لا تكون النجاسة بنعليك فكيف تكون بأهلك؟! فسُرَّ صلى الله عليه وسلم بذلك»!
ومن الواضح لكل من يشتغل في العلم أن هذا الحديث مكذوب وهو من نسج الخيال، لأن لغته بعيدة تماماً عن لغة عصر النبي صلى الله عليه وآله، كما أنه لا يُعرف في شيء من الأصول المعتبرة ولا يُعرف له إسناد أو اشتهار أو حتى نظائر.
وأضف على هذا أن هذا الحديث مبني على أن حادثة الإفك والمبرأة فيها هي عائشة كما يعتقد أهل البدعة، أي أن هذا الحديث مبني على دعوى عائشة أنها هي المبرأة وأن قضية الإفك كانت فيها، بينما الحقيقة التي أخذناها عن أئمتنا (عليهم الصلاة والسلام) أن حادثة الإفك كانت في مارية القبطية (عليها السلام) وهي المبرأة فيها لا عائشة كما زعمت، فكيف يردد الجاهلون والمنافقون هذا الحديث المكذوب وينسبونه إلى مولانا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام؟! وبماذا يجيبونه (عليه الصلاة والسلام) يوم القيامة عندما يسألهم: كيف نسبتم لي حديثاً مكذوباً لم أقله؟! ألا يخافون الله؟! ألا يستحون؟! هل كل هذا من أجل أن يرضى عنهم أنصار راكبة الجمل الأدبب التي نبحتها كلاب الحوأب؟!
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 19 محرم 1431