أوصلوا رسالتي للشيخ الحبيب بسرعة
سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
لقد هاجم المدعو كمال الحيدري في مقابلة له مع قناة الكوثر الإيرانية سماحتكم لقولكم بأن عائشة ارتكبت الفاحشة!!
وأخرجكم من التشيع وقال بأن التشيع منكم براء!!!!
بينما التشيع بريء من أمثاله المعتقدين بديانة وحدة الموجود!
وقد رددنا عليه وكشفنا عن تدليسه حينما نسب قول محقق البحار للمجلسي!!
وهذا هو ردنا عليه:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}
وقال تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}
وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}
وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
وقال تعالى {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}
هذه الآيات الكريمات تبين بأن التحريف من صفات اليهود وكذلك تصف المحرّفين بأن قلوبهم قاسية!!
والآيات الثلاث الأخيرة تحذر الذين يكتمون العلم وتوعدهم بالنار والوعيد فكيف بمن يحرّف هذا العلم ويدلس على الناس؟؟
والتدليس هو الغش والخداع قال رسول الله (ص) { من غشنا فليس منا}..
وعادة ما ينخدع الناس بمن يتظاهرون بالزهد والورع وهم من أخبث الناس!!
إن من أغوى الناس بعد رسول الله(ص) وجعلهم يصدقون بمسيلمة الكذاب هو رجل من الصحابة اسمه (الرجَّال بن عنفوة) وكان معروفاً بالورع والتقوى عندهم فلما قال انه سمع من رسول الله (ص) بأن مسيلمة نبي بعده فصدقه الناس لأنهم لم يكونوا يحتملون من هذا الرجل الكذب!!
قال محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية عن مسيلمة وأصحابه: ”شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، لكن صدقوا لمسيلمة أن النبي أشركه في النبوة، وذلك أنه أقام شهودا شهدوا معه بذلك، وفيهم رجل من الصحابة معروف بالعلم والعبادة يُقال له الرجَّال! فصدّقوه لما عرفوا فيه من العلم والعبادة“! (الدرر السنية ج9 ص387).
والموضوع الذي بين أيديكم إخواني وأخواتي حساس جداً لأنه يمس بل يقدح بعدالة الرجل ونزاهته!!
ولولا التدليس الواضح والخداع الفاضح للمؤمنين والمؤمنات لما تقدمنا خطوه واحدة في بيان تدليسه وخداعه.. ولأنه أيضاً قدح بغيره من العلماء وشنع عليهم أشد التشنيع!!
وقبل الدخول في صلب الموضوع نبين أولاً معنى التدليس؟
قال ابن منظور :( دلس ) الدَّلَسُ بالتحريك الظُّلْمَة وفلان لا يُدالِسُ ولا يُوالِسُ أَي لا يُخادِعُ ولا يَغْدُِرُ والمُدالَسَة المُخادَعَة وفلان لا يُدالِسُك ولا يخادِعُك ولا يُخْفِي عليك الشيء فكأَنه يأْتيك به في الظلام وقد دَالَسَ مُدالَسَةٍ ودِلاساً ودَلَّسَ في البيع وفي كل شيء إِذا لم يبين عيبه وهو من الظُّلمة والتَّدْلِيسُ في البيع كِتْمانُ عيب السِّلْعَة عن المشتري...)
المصدر : لسان العرب, ابن منظور.
ذم المدلسين:
قال الخطيب البغدادي في الكفاية ، في معرض التفرقة بين المدلس والمرسل أن الراوي لو بين انه لم يسمع الحديث من الراوي الذي دلسه منه وكشف ذلك يصبح الحديث مرسلا غير مدلس فيه ، لان الإرسال لا يرافقه الإبهام من طرف المرسل بأنه قد سمع الحديث ممن لم يسمع منه ، وانه قد التقى به ، والتدليس الذي نقلناه عن هؤلاء يتضمن الإرسال لا محالة ، من حيث ان المدلسين قد امسكوا عن ذكر من دلسوا عنه ، ويفترق هذا النوع عن المرسل من ناحية أنهم أبهموا السماع ممن لم يسمعوا منه لا غير ، ولم يظهر منهم إيهام السامع بأنهم قد التقوا بالراوي وسمعوا منه ، والذي يوهن الحديث المدلس فيه ، ملازمة التدليس لإيهام السامع انه قد سمع ممن لم يسمع منه ، ولأجل ذلك ذم العلماء من دلس في الحديث ، ولم يذموا من أرسله.
المصدر : دراسات في الكافي للكلني والصحيح للبخاري, السيد هاشم معروف الحسيني.
الحيدري مدلّساً!!
انتشر في الآونة الأخير مقطع فيديو لكمال الحيدري في برنامج مطارحات في العقيدة شنع فيه على العلماء الذي ذموا عائشة ولم يلقبوها بأم المؤمنين!!
وكذلك مقطع آخر حمل فيه حملة شديدة جداً على الذين قالوا بزنا عائشة!!
ثم نقل بعض أقول علماء الطائفة الذين نفوا إمكانية وقوع الفاحشة من عائشة واعتمادهم على قول ابن عباس : ما زنت امرأة نبي قط!!
ومع أن هذا قولٌ لأبن عباس وليس حديثاً لأحد المعصومين (ع) إلا أن الحيدري تعامل معه وكأنه نص شرعي قطعي الصدور لا يمكن الحياد عنه!!! ومخالفته مروق من الدين!!
إن قضية عائشة قد أثبتت إن اغلب من يترنمون بقول(نحن أتباع الدليل أينما مال نميل) هم في حقيقة الأمر أتباع التهليل والتطبيل!!
عندنا نحن الشيعة الامامية إجماع العلماء ليس حجة ما لم يكن كاشفاً عن كلام المعصوم!
نحن لسنا كالمخالفين نتعامل مع تراث الأسلاف على انه مسلمات لا مجال لمراجعتها والتمحيص والتحقيق فيها.
بل إن فخر مدرسة أهل البيت في حركة البحث والتحقيق والتمحيص المستمرة والدؤوبة فإن جاء اليوم من يضرب بالحجة والدليل والبرهان أقوال من سلف فإننا نذعن للحجة والدليل.
_ كمال الحيدري يتحدث عن نفي أسلافنا نسبة الزنا لزوجات الأنبياء وهذا المطلب أجنبي عما نقول!
فنحن نقول بوقوعه بعد استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله حيث بانت عائشة من رسول الله(ص) بخروجها على وصيه الشرعي وقامت بتزويج نفسها من طلحة كما فعلت قتيلة بنت قيس الكندية كما تذكر مصادر المخالفين.
ولنسأل كمال الحيدري عن قوادة امرأة لوط أليست طعنا في عرض لوط عليه السلام؟ أيوجد اليوم من يرضى بالزواج من امرأة بهذا المستوى من التدني الأخلاقي؟
إن سألته يجيبك كلا فزوجتي عرضي ومن يطعن فيها يطعن في! وذلك كان يقع على حياة لوط عليه السلام والمرأة تحت عصمته! فأيهما أعظم خطباً, أن تقول إن امرأة نبي كانت تمارس القوادة على حياة نبي وهي على عصمته أم إن تقول إن زوجة نبي بعد وفاته وخروجها عن سلطته وبينونتها منه زوجت نفسها لرجل مخالفة حكم الله تعالى عليها بتحريم زواجها بعد رسول الله باي رجل كما فعلت اثنتان غيرها من النساء وهما أسماء بنت النعمان وقتيلة بنت قيس كما ورد عن المعصوم عليه السلام وتوجد قرينة من مصادر القوم على تزويج قتيلة وهي كافية في إثبات المطلب. (هنا الرابط)
كمال الحيدري كان همه فقط الاستعراض أمام الجماهير ولم يتناول تلك الرواية الواردة في تفسير القمي باسلوب علمي وهو يدعي العلمية فقد دلس إذ انه لم يبين للعوام البسطاء أن روايات التفسير هي مما لا يتم التشدد في سندها وهذا حتى عند المخالفين!
والمنهج المعروف هو عدم التشدد في فحص الأسانيد لما لا يترتّب عليه حكم تكليفي خاص أو عام، وهو مبنى جمع من الأعاظم كما يظهر من مسلك الفقيه الهمداني (قدس سره) صاحب المصباح وغيره من الأعلام، بل هو يعتبر أن مثل هذا التشدد لن يبقي على شيء من التراث إذا ما جرى إعماله، وستكون حيثيات قضية مظلومية الزهراء (صلوات الله عليها) مثلا غير ثابتة، وهكذا سائر قضايا التاريخ، وإنما الحاصل الآن أن مثل هذه القضايا تثبت بالقرائن والنظائر وما أشبه مما يورّث الاطمئنان، وهو مسلك أهل التحقيق اليوم.
لذا فإن محاولة خدش رواية علي بن إبراهيم (رحمه الله) من جهة السند أو التشكيك في نسبة التفسير إليه لا يغيّر من الأمر شيئاً. على أن هذا التفسير عند الرجاليين أيضا محل توثيق، وليراجع في هذا رأي السيد الخوئي، وجمع من العلماء يوثّقون جميع مشايخ علي بن إبراهيم باعتبار أنه لا ينقل إلا عن ثقة.
وبغض النظر عن أي الفريقين أصاب وأيهم أخطأ ولكن ما الداعي للتدليس والخداع ياكمال الحيدري؟؟؟
أليس التدليس سلاح العاجز الذي لا يمتلك الدليل؟؟؟
لقد نسب الحيدري قولاً للمجلسي بينما كان التصريح لمحقق الكتاب عبد الرحيم رباني الشيرازي!!
قال الحيدري في الدقيقة 8:48 : عن المجلسي: بحار الأنوار ,ج22 ص240 بعد أن ينقل قولاً لما ورد في بعض تفاسير الشيعة أنظروا ماذا يقول (أي المجلسي) : فيه شناعة شديدة ، وغرابة عجيبة ، نستبعد صدور مثله عن شيخنا علي بن إبراهيم بل نظن قريبا انه من زيادات غيره ، لان التفسير الموجود ليس بتمامه منه (قدس سره) ، بل فيه زيادات كثيرة من غيره ، فعلى أي هذه مقالة يخالفها المسلمون بأجمعهم من الخاصة والعامة وكلهم يقرون بقداسة أذيال أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) مما ذكر ، نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهن لمخالفتها أمير المؤمنين على ( عليه السلام ) . انتهى
لقد لفت انتباهي قراءة كمال الحيدري في هامش كتاب بحار الأنوار وليس في المتن فأسرعت لمكتبة والدي (حفظه الله) وأخرجت الجزء المذكور وفتحت الصفحة المذكورة من بحار الأنوار وهنا وقعة الصدمة حينما اكتشفت بأن الحيدري مدلس نسب كلام المحقق للمجلسي !!
وهنا أنقل لكم نص كلام المجلسي لكي تعرفوا الاختلاف بين نفس المحقق ونفس المجلسي .
قال المجلسي : قال علي بن إبراهيم في قوله : \" وضرب الله مثلا \" : ثم ضرب الله فيهما مثلا فقال : ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما \" قال والله ما عنى بقوله : \" فخانتاهما \" إلا الفاحشة ، وليقيمن الحد على فلانه فيما أتت في طريق البصرة ، وكان فلان يحبها ، فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان : لا يحل لك أن تخرجين من غير محرم ، فزوجت نفسها من فلان ثم ضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إلى قوله : \" التي أحصنت فرجها \"
قال : لم ينظر إليها \" فنفخنا فيه من روحنا \" أي روح الله مخلوقة \" وكانت من القانتين \" أي من الداعين.
بيان (بيان المجلسي) : قوله : أربعة ، أي أبو بكر وعمر وبنتاهما ، قوله : إلا الفاحشة ، لعلها مؤولة بمحض التزويج قوله : وليقيمن الحد ، أي القائم ( عليه السلام ) في الرجعة ، كما سيأتي ، والمراد بفلان طلحة كما مر ما يومي إليه من إظهاره ذلك في حياة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي هذا الخبر غرائب لا نعلم حقيقتها ، فطوينا على غرها والله يعلم وحججه صلوات الله عليهم جهة صدورها. انتهى
فالمجلسي (رحمه الله) وضع احتمال وقوع الفاحشة بالتزويج حينما قال : قوله : إلا الفاحشة ، لعلها مؤولة بمحض التزويج...)
وكذلك أضاف قرينة أخرى حينما قال: قوله : وليقيمن الحد ، أي القائم ( عليه السلام ) في الرجعة...)
أما نفس صاحب التعليق في الهامش مختلف تماماً!!
وبعدها علمت بأن محقق هذا الجزء من الكتاب هو : عبد الرحيم رباني الشيرازي وهو صاحب النص الذي ذكره الحيدري!!
فهل تبقى ثقة لهذا المدلس المخادع كمال الحيدري بعد هذا التدليس الواضح؟؟؟
وهذا هو (رابط المقطع) الذي دلس فيه الحيدري ونسب كلاماً للمجلسي الدقيقة 8:48
وسأرفق لكم صور الوثائق المصورة من بحار الأنوار
ملاحظة: هذه الطبعة من بحار الأنوار قديمة من زمن بداية الثورة وكانت الكتب في تلك الحقبة من التاريخ تطبع بأسماء مستعارة لدخولها السعودية ولكن من الجزء والصفحة تعرف بأن الكتاب بحار الأنوار وكذلك سوف أرفق أسم الكتاب من الداخل.
ولكم تحياتي ونسألكم الدعاء
أبو مهدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وصلت رسالتكم للشيخ شاكرا ومقدرا وداعيا لكم بكل خير، وقد أكبر فيكم الوعي ودعا لكم بالتأييد والتسديد وأن يجعل الله ما تقومون به في ميزان حسناتكم.
شكرا لتواصلكم.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 13 ذي الحجة 1431
