بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك ظاهرة خطيرة في مجتمعنا الشيعي وتنتشر كثيرا في السعودية ... وهي تصدر من الكثير من الشيعة هناك وأخذت بالانتشار في بقية مناطق الشيعة وتجمعاتهم الأخرى، ألا وهي : وصف المتمسكين بالثوابت الشيعية أنهم سلفيوا الشيعة أو وهابية الشيعة، وكذلك وصف من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أ و من يدعوا لضرورة التمسك بالحجاب بصورته الصحيحة أو غيرها من الثوابت الشيعية فيقوم الشيعة الآخرون بوصفه بالسلفي -سلفية الشيعة- أو بالوهابي ، أو بالمتشدد على اقل تقدير ... هل لديكم معرفة بتاريخ تغلغل هذا الفكر في المجتمع الشيعي؟ وما موقفكم منه؟ وما الموقف والحكم الشرعي المرتبط بذلك؟ وما هي الأحكام الفقهية ذات العلاقة؟ وما هي كلمتكم للمؤمنين الذين ينبزون بهكذا ألقاب؟ وما هي كلمتكم لمن يصف بعض المؤمنين بأنه سلفي أو وهابي أو متشدد؟
وشكرا لكم ... نسألكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ علق بالقول: إن من الطبيعي أن ترى مثل ذلك من الذين يريدون الانسلاخ من الثوابت الدينية وتمييع العقيدة والشرع، فهؤلاء عندما يعجزون عن مواجهة صلابة المؤمنين بالمنطق العلمي فإنهم يلجأون إلى تسقيطهم بالسخرية والسباب والتنابز بالألقاب، كما فعل مشركو قريش حين وصموا النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) بأنه ساحر مجنون - والعياذ بالله - وحاولوا الحطّ من شأنه بنبزه بابن أبي كبشة، وكما حاول المنافقون السخرية منه بقولهم عنه أنه أذن وغير ذلك.
وهؤلاء حمقى، فإن في وصفهم المؤمنين الخُلَّص بسلفية الشيعة لا يشينهم، حيث أرادوا أن يذموا فمدحوا! فإن الشيعي اليوم يفخر بأن يكون على عقيدة وثبات وإيمان أمثال سلمان والمقداد وأبي ذر وعمار والأصحاب الخيرين للأئمة الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام) والعلماء المتقدمين الذين كانوا في ثباتهم على التولي والتبري والتمسك بحرفية الأحكام الشرعية والإصرار على العمل بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. كانوا في ذلك مضرب الأمثال، فهؤلاء سلفنا الذين نفخر بهم، وأعظم مدح لنا أن يُقال أننا نمضي على منهاجهم.
نعم، إن هؤلاء الحمقى مثلهم كمثل بني أمية (لعنهم الله) الذين كانوا يقصدون ذم مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) حين يكنونه بأبي تراب، والحال أنهم مدحوه من حيث لا يقصدون!
ولو كان هؤلاء يتحلون بالروح الإسلامية وبالقدر الأدنى من المسؤولية لواجهوا المؤمنين الخُلَّص بالمنطق العلمي، فليأتوا مثلاً ليطرحوا نقاشاً عن هذه الأمور التي يستبشعونها ليعرف المجتمع هل أنها من قبيل الغلو والتشدد أم أنها من صلب العقيدة والشرع؟ ولكي يتمكن المجتمع من تحديد هل أن هؤلاء المستبشعين من (المعتدلين المتوازنين) أم من (المميعين المنسلخين)؟
وهذه الظاهرة التي بدأت بالانتشار كما تقولون تستدعي من المؤمنين الخُلَّص التمسك أكثر بالعقيدة والأحكام والأخلاق الإسلامية، ليرى الناس الفرق بينهم وبين هؤلاء السفهاء.
وليس وصفنا لهم بالسفهاء تجنيا منا عليهم، بل هو وصف شرعي لهم، لأن الذين يتنازلون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من الضرر والتضييق هم سفهاء بنص إمامنا الباقر صلوات الله عليه، فقد قال: «يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون، يتقرّأون ويتنسكون، حدثاء سفهاء، لا يوجبون أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء وفساد علمهم». (وسائل الشيعة للحر العاملي)
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
19 رجب 1431