السلام عليكم شيخ ياسر الحبيب
انا من المتابعين لكم بكثرة ولله الحمد
وقد سمعتكم مرة تنقلون رواية عن الامام الرضا ع بما معناها
ان من ذكر عنده الصوفية ولم ينكرها كان (( ما اتذكر الكلمة ولكنها سلبية)) ومن انكرها كان كمن جاهد مع رسول الله ص
السؤال هو انه حسب ما اعرف ان الصوفية قد نشأت في القرن الثالث الهجري
فكيف تأتي هاذه الرواية من الامام الرضا قبل وجود الصوفية نفسها؟؟
واسف على الاطالة
وشكرا جزيلا لكم
محمد القطيفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ أفاد أن القول بنشوء الصوفية في القرن الثالث وكأنه لم يكن لهم وجود قبل ذلك هو قول غير صحيح، نعم قد ظهر أمرهم ظهوراً كبيراً فيه وفي القرون التي تلته، إلا أنه سبق نشوءهم قبل ذلك وإن لم يكن الأسلاف على ما هم عليه الأخلاف، بمعنى أن الأخلاف تطوّروا عن أولئك في عقائدهم وأفكارهم وطقوسهم، فيما كان أكثر همّ الأسلاف إظهار الزهد بلبس الصوف تصنّعاً ورياءً.
ومن الأدلة على أن للصوفية في عصر الإمام الرضا (صلوات الله عليه) تواجداً؛ أنه التقى بهم واحتج عليهم منكراً تصنّعهم الزهد لمّا عابوا عليه ما يلبس، وذلك ثابت في بعض مصادر أهل الخلاف، فقد جاء في شرح النهج لابن أبي الحديد: «روي أن قوماً من المتصوفة دخلوا بخراسان على علي بن موسى فقالوا له: إن أمير المؤمنين - يعنون المأمون - فكّر فيما ولّاه الله من الأمور فرآكم أهل بيت أولى الناس أن تؤمّوا الناس، ونظر فيكم أهل البيت فرآك أولى الناس بالناس، فرأى أن يردّ هذا الأمر إليك، والإمامة تحتاج إلى من يأكل الجشب ويلبس الخشن ويركب الحمار ويعود المريض. فقال لهم: إن يوسف كان نبيّاً يلبس أقبية الديباج المزردة بالذهب، ويجلس على متكآت آل فرعون ويحكم. إنما يُراد من الإمام قسطه وعدله إذا قال صدق، وإذا حكم عدل، وإذا وعد أنجز. إن الله لم يحرّم لبوساً ولا مطعماً. ثم قرأ: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ». (شرح النهج لابن أبي الحديد ج11 ص34)
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
12 جمادى الآخرة 1431