بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد والعن أعداءهم من الآن إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي الى سماحة الشيخ وفقه الله لما يريد هو أنك بينت في احدى اجاباتك حول آية ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ...) بأن
(( وعلى كل حال؛ فلو تنزّلنا وقلنا أن (من) ههنا بيانية فلا دلالة في الآية على عدالة وعدم إمكان ارتداد جميع الذين يسمّونهم (صحابة) زعموا! وذلك من نفس بيان هذا الأحمق نفسه، فقد قال: ”وتأمل بعض من صفاتهم في الآية: 1. محبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم. 2. شدتهم على الكفار. 3. تراحمهم فيما بينهم. 4. ملازمتهم للركوع والسجود. 5. ابتغاؤهم الفضل من الله والرضوان. 6. أن الله يغيظ بهم الكفار“.
وهذه الصفات لا يمكن انطباقها كلها على جميع الذين يسمّونهم (صحابة) لأنهم تقاتلوا وقتل بعضهم بعضاً، فقد تقاتل علي (عليه السلام) مع عائشة وطلحة والزبير لعنهم الله، وكذا تقاتل مع معاوية لعنه الله، وقتل عبد الرحمن بن عديس البلوي وعمرو بن الحمق الخزاعي عثمان بن عفان، وقتل أبو الغادية عمار بن ياسر، وهكذا.. فهل يقول عاقل بأن هؤلاء كانوا جميعاً ”رحماء بينهم“؟! كيف وقد تقاتلوا وقتل بعضهم بعضاً وهذا خلاف التراحم؟! وإنكار ذلك أو التشكيك فيه حرفة العاجز.))
سؤالي هو أن هؤلاء المخالفين حينما نبين لهم وقوع القتال بين الصحابة مما ينافي قوله ( رحماء بينهم ) كما وضحت شيخنا بخصوص ما جرى في حروب أمير المؤمنين ومقتل عمار بن ياسر وغيرها من الشواهد ، فإنهم يقولون نعم نحن لا ننكر وقوع القتال بين الصحابة وهذا حاصل لا ينكره أحد لكن القرآن شهد لهم بالإيمان حتى ولو تقاتلوا كما في قوله تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ....) فيقولون أن الأية رغم حديثها عن القتال إلا أنها أثبت صفة الإيمان لكلا الطائفتين !
فبم تردون شيخنا على ما طرحوه ؟؟
أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم.
بمراجعة الشيخ أفاد أن الرد هو في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ" (النساء: 137)
ففي هذه الآية وصف الله الذين يخاطبهم بـ (الذين آمنوا) ما يعني أنهم قد آمنوا بالفعل، فكيف يطلب منهم بعد ذلك أن يؤمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزَّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل؟ إنهم مؤمنون أصلاً، قد شهد لهم بالإيمان، فكيف يطلبه منهم؟
والجواب: إنه شهد لهم بادعاء الإيمان لا حقيقته في نفوسهم جميعاً، فمنهم المدعي دعوى صحيحة بأن يكون مؤمنا في الظاهر والباطن، ومنهم المدعي دعوى كاذبة بأن يكون مؤمنا في الظاهر كافرا في الباطن، أي منافقاً. ولأنهم جميعاً (أي المؤمنون حقا والمنافقون) مختلط بعضهم ببعض؛ خاطبهم بهذا الخطاب طالباً منهم جميعاً الإيمان الحقيقي.
فكذلك قوله تعالى: "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ" (الحجرات: 10)
إنه تعالى هنا لا يشهد للطائفتين بالإيمان الحقيقي في نفوسهم، إنما يشهد بادعائهم الإيمان، فكأنه يقول: وإن طائفتان ممن ادعى الإيمان اقتتلوا فأصلحوا بينهما" والإيمان هنا ليس إلا دعوى الإسلام في الظاهر، وهذا حق فإن البغاة كانوا على ظاهر الإسلام والإيمان، إلا أنهم ما كانوا في نفوسهم كذلك وإلا لما خرجوا على إمام الحق (عليه السلام) وقتلوا المؤمنين ممن شهد لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالجنة كعمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 17 جمادى الأولى 1431