شيخنا الحبيب ياسر الحبيب حفظه الله وسدده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجوركم بمصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام
انتشرت في هذه الأيام رواية عن الإمام الصادق عليه السلام مفجعة، تصف بشيء من الدقة الحال التي صار عليها جسم أبي عبد الله الحسين عليه السلام بعد تعدي بني أمية عليهم اللعنة على حرمات الله في كربلاء يوم عاشوراء، ولم ينقل للرواية مصدر ومع ذلك لم أشكك فيها فليس فيها ما ينتقص من عظمة أهل البيت عليهم السلام ولا ما يتعدى حدود الله أو ما يخالف القرآن (حسب رؤيتي القاصرة)، ولكن أخوة لنا مؤمنين اعترضوا على بعض مواقف الرواية، وها أنا أعرضها عليكم حتى تنورونا مثابين بنص الرواية ومصادرها وما إذا كانت صحيحة أم لا وما إذا كان في بعض مواقفها ما لا يليق بالله عز وجل أو بالإمام الحسين عليه السلام
الرواية:
عن الإمام جعفر الصادق وبينما هو جالس مع أصحابه وذكر عاشوراء وماذا حدث للحسين إذ قال: "أحدثكم بحديث يهتز منه عرش الجليل سبحانه وتعالى، عندما سقط جدي الحسين ولما خرّ صريعا من على ظهر جواده إلى الارض متعفرا ، جلس الشمر لعنة الله عليه على صدر جدي الحسين وهو عطشان و اكبه على وجهه وجعل يقطع أوداجه بالسيف وهو ينادي واعطشاه وبقى جسده الطاهر رمية فعند ذلك، أوحى الله تعالى الى جميع المخلوقات على الارض والسموات أن أنظروا الى حبيب رسول الله صلى الله عليه واله في هذه وهو صابر على نكبات الدنيا وأهوالها فأوحي إلى مــلك المـــوت أن اقبض روح الحسين فقال عزرائيل: "أعوذ بالله بأن تأمرني فلا أأتمر، ولا ألبي نداءك، وأنا متوقف حائر في أمر ابن حبيبك،أفكّر يا رب، ولكن أتوسل إليك بحبيبك وصفيك ونبيك نبي الرحمه أن تقبل عذري في قبض روح حبيبك وابن حبيبك الغريب العطشان المظلوم اللهفان، فقال الجليل لأي شيء تلتمس مني في ذلك يا عزرائيل، فقال يارب لم يبقى عضوا سالما للحسين حتى اقبض منه روحه، وأنا خجلان من رسول الله واستحي من أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء، وتأمرني يارب أن أقبض روحه، فصاح الرب: يا ملك الموت من رأسه، فصاح ملك الموت : انت العالم به أنه رمي بسهم في عينيه، قال الرب: من فمه، فقال: آه واحسرتاه عليه قد رمي بسهم في فمه وتكسرت أسنانه، قال الرب: من صدره، فقال: أصابته أربعة الاف جرح في صدره فقطعوا صدره، قال الرب: من جبهته، فقال : أصابته حجر في جبهته، قال الرب: من خاصرته، فقال: أصابه طعنة في خاصرته فانكب من اجلها على وجه الثرى، فأوحى الله تعالى إلى سكان السموات والارض خطابا بغضب يا أيتها الأمة الطاغية الظالمة لابن بيت نبيها وعزتي وجلالي إني أباهي بقتله وهو الذي فدى بنفسه لأجلكم، اعلموا أن ما من أحد بكى عليه وزاره أو تباكي عليه للأجله اقشعر بدنه وارتعدت فرائصه إلى حرمت النار على جسده وادخلته جنتي ولو أتى بوزر الثقلين من الأنس والجن، ثم قال الجليل أنا بنفسي أقبض روح الحسين، يا ملك الموت ويا ملائكتي يا سكان السموات والأرض ويا مالك خازن الأرض، ويا حملة العرش أنزلوا إلى أرض كربلاء، فإذا قبضت روح الحسين، فعزوا محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء وابكوا وحثوا التراب على رؤوسكم، فلما وصلو إلى أرض كربلاء وإذا بالشمر اللعين يحز رأس سيدنا الإمام الحسين، فأوحى الله إلى روحه يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي فخرجت روح مولانا الحسين فنادت الكائنات وا إماماه واحسيناه واذبيحاه واقتيلاه.
انتهت الرواية
هذا وندعو الله أن يحفظك ذخراً ونسألكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الشهداء ومولى الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
لم يجد الشيخ رواية بهذا النص أو المضمون في مصادرنا، والظاهر أنها من المنسوجات النثرية التي أُريدَ بها الإبكاء، ولا تجوز نسبة قول إلى الله تعالى أو النبي أو الإمام (عليهما السلام) على هذا النحو التخيّلي بما يظهر أنه رواية.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 3 صفر المظفر 1431