السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم من يقع في شرك الغلو بالإمام علي عليه السلام أي يقول بربوبيته؟ وما هي الطرق الممكنة لهداية المغالين إنْ وُجدوا؟
ما هي الأدلة على لعن محمد بن نصير من قبل الأئمة؟ وكيف نرد على من يقول بسفارته وبابيته؟
نرجو إجابة سماحتكم رعاكم الله وحفظكم بعينه
ياسين العلوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أفاد الشيخ بأن القائل بربوبية علي (عليه السلام) كافر، وإن وُجد فينبغي السعي إلى هدايته بإقناعه بالأدلة العقلية والشرعية على استحالة كون الممكن المحتاج إلهاً ورباً واجباً غنياً، وعلي (عليه السلام) كان ممكناً له صفات الممكنات من احتياج إلى أكل وشرب ونوم، ومن هذه صفته لا يكون ربّاً والعياذ بالله. قال تعالى: ”مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ“ (المائدة: 76) فتأمل في قوله تعالى: ”كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ“ فهو يشير إلى هذا الدليل المزبور في الرد على النصارى القائلين بألوهية المسيح وأن مريم أم الإله.. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
أما الأدلة على أن محمد بن نصير الفهري النميري كان غالياً ملعوناً فإنها موجودة في الكتب الرجالية، وفي مقدّمتها رواية الكشي عن العبيدي قال: ”كتب إليّ العسكري (يقصد الإمام الهادي عليه السلام) ابتداءً منه: أبرأ إلى الله من الفهري، والحسن بن محمد بن بابا القمي، فابرأ منهما، فإني محذّرك وجميع مواليَّ وإني ألعنهما عليهما لعنة الله، مستأكليْن يأكلان بنا الناس، فتّانيْن مؤذييْن، آذاهما الله وأركسهما في الفتنة ركسا! يزعم ابن بابا أني بعثته نبيا، وأنه باب عليه لعنة الله، سخر منه الشيطان فأغواه، فلعن الله من قبل منه ذلك، يا محمد؛ إن قدرتَ أن تشدخ رأسه بالحجر فافعل، فإنه قد آذاني آذاه الله في الدنيا والآخرة“. (رجال الكشي ج2 ص805).
ومنها لعن السفير أبي جعفر محمد بن عثمان العمري (سلام الله عليه) له، فقد روى الشيخ الطوسي عن أبي طالب الأنباري قال: ”لمّا ظهر محمد بن نصير بما ظهر؛ لعنه أبو جعفر رضي الله عنه وتبرأ منه، فبلغه ذلك، فقصد أبا جعفر رضي الله عنه ليعطف بقلبه عليه أو يعتذر إليه، فلم يأذن له وحجبه، وردّه خائبا“. (الغيبة للطوسي ص398). ومن المعلوم أن لعن السفير لأحد أو ثناءه على أحد لا يكون صادراً إلا من الإمام المهدي عليه السلام.
ويكفي في كونه منحرفاً ملعوناً استفاضة ذلك عند الطائفة المحقة خلفاً عن سلف، بمن فيهم من أهل الوثاقة والجلالة والتثبت كالمشايخ العظام.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 12 ذي القعدة 1430