السلام عليكم
أرجوا أن يطلع الشيخ على هذه الرسالة
الشيخ الحبيب ياسر الحبيب هذا رسالة لك من أحد المستبصرين الفلسطينيين من ذوي العهد الجديد بمذهب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام فأنا أولا أشكرك على هذه الجهود العظيمة التي يندر وجودها في العالم الشيعي في هذه الظروف الراهنة وأرجوا من الله تعالى أن يوفقني للقائك لأنني مصر على مؤازرتكم و مساعدتكم
ومن منطلق خبرتكم الواسعة في هذا المجال أطلب منكم المساعدة في موضوعين:
الأول: وهو أنني في فلسطين مع حداثة سني (17عام) أحاول في طل السبل و الطرق في نشر مذهب أهل البيت عليهم السلام وإظهار الحق للعامة مع ما يحمله هذا الأمر من خطورة لي في هذا الفترة.
و قد واجهتني مشكلة في نهاية المطاف مع بعض الاخوة الذين اعترفوا لي بكل صراحة أنهم قد تبين لهم أن الشيعة على صواب وأن السنة على خطأ ولكنهم لا يجرأون على التشيع والاستبصار دون سبب يذكر سوى الخوف من هذا المرحلة الانتقالية، فما العمل مع هؤلاء الاشخاص؟
والأمر الآخر هو أنني منذ تشيعي وأنا أحظى بكرامات غالية جدا من أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم فقت كنت أراهم دائما في عالم الرؤيا وبشكل كبير وكان لذلك أثر كبير في حياتي ولكنني الآن لا أحظى بهذا الأمر وهذه مشكلة تؤلمني جدا، فما هو الحل برأيك لرجوع تلك الكرامات؟
وأنا يا شيخ دائما اعتبر نفسي ممثلا لمذهب أهل البيت عليهم السلام في مديتني (الخليل) لهذا ينعكس هذا الأمر على مجالات حياتي المختلفة لأكون نموذجا لا مثيل له لكي أسعد قلوب أئمتني عليهم السلام فيني.
وأنا أؤكد لك بانه لا يوجد في فلسطين أحد أحب إليه من التعمم مثلي وادعوا الله أن يوفقني لذلك لكي أفرح قلوب أئمتني عليهم السلام و أقصم ظهر أعدائهم في أن التشيع في فلسطين كبير.
وشكرا
المستبصر الفلسطيني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ يبلغكم وإياه تحياته الخاصة، وقد دعا لكم وله وسيواصل الدعاء لكم إن شاء الله تعالى بأن ينصركم الله لنصرة آل محمد المظلومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
أما بالنسبة للموضوع الأول، فالذي يراه الشيخ هو أن يكتم وإخوانه إيمانهم ويتشيّعون سراً، لأن الأوضاع في فلسطين ليست مستقرة، وذئاب الصهاينة وكذلك النواصب كثيرون، فلا يُؤمن جانبهم قبل أن تكون للمؤمنين شوكة وقوة، فهذه مرحلة انتقالية ليعمد فيها إخواننا المؤمنين المتشيعين في فلسطين إلى العمل غير اللافت للأنظار في سبيل نشر التشيع، وينبغي لهم أن يواظبوا على قراءة آيات وأدعية الحفظ حتى يحفظهم الله تعالى من كيد الأعداء، ومنها آية الكرسي إلى قوله تعالى: ”هم فيها خالدون“، وآية: ”فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين“ وآية: ”إن وليي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم“، ودعاء: ”بسم الله خير الأسماء بسم الله رب الأرض والسماء.... إلخ“ ودعاء: ”يا من تحل به عقد المكاره... إلخ“ ودعاء: ”إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء... إلخ“.
وأما بالنسبة للموضوع الآخر المتعلق بالمنامات والرؤيا الصالحة، فإنه ما من ضمانة لأن تتواصل، بل قد تنقطع لحكمة إلهية ما، ولا يكشف ذلك عن كون الإنسان قد ابتعد عن طريقهم (عليهم السلام) بالضرورة، بل قد يكون الأمر ذا متعلق غيبي، فلا يقلق. المهم أن يعمل هذا الأخ العزيز بوظائفه الدينية وأن يكون نعم الداعي إلى سبيل الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، ونعم المناصر لأهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ويوصيه الشيخ أيضاً بأن يعكف على التحصيل العلمي ولو عبر شبكة الإنترنيت، حتى يصل إلى مرحلة تؤهله لأن يكون مرشداً دينياً لأهل فلسطين، وعالما شيعيا يُشار إليه بالبنان، وما ذلك على الله بعزيز.
وفقه الله لجوامع الخير في الدنيا والآخرة.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
18 شهر رمضان المبارك 1430