ضمن الجزء الثالث من سلسلة "محاولات البكرية للخروج من أزمة الشرعية" المنبرية، الذي طُرح مساء السبت الماضي الحادي عشر من شهر ربيع الآخر 1439، بيّن الشيخ ياسر الحبيب لجوء قسمٌ من أهل الخلاف لمحاكاة الطائفة الشيعية المنصورة بقولهم أن خلافة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بالنص والتعيين، وذلك من خلال وضع أحاديث تنص على خلافة أبي بكر بن أبي قحافة لعنه الله، وهو ما أسماه الشيخ الحبيب بالتسنن الشيعي!
وذكر الشيخ الحبيب مجموعة من الأحاديث الموضوعة التي يسوقها أهل الخلاف للتدليل على أن أبا بكر معيّن من قبل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، حيث فنّد هذه الأكاذيب بالاستدلالات العلمية والمنطقية.
وبيّن الشيخ الحبيب تناقض أهل الخلاف من رفضهم للأحاديث والروايات الشريفة الجلية التي دلت على تعيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام خليفة للرسول صلى الله عليه وآله، وتمسكهم بروايات مكذوبة وموضوعة في أبي بكر لعنه الله، ما يدل على أن البكريين يستشعرون في أنفسهم الفقر والعجز.
وأشار الشيخ الحبيب إلى قول القرطبي في كتاب "المفهم" بقوله "لو كان عند أحد من المهاجرين والأنصار نص من النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم على تعيين أحد بعينه للخلافة لما اختلفوا في ذلك ولا تفاوضوا فيه، قال: وهذا قول جمهور أهل السنة".
ووعد الشيخ الحبيب أن يأتي بالرد على الإشكال القائل بأن كلام القرطبي ينسحب أيضاً على الروايات والأحاديث في تعيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام، وذلك في محاضرة يوم السبت القادم.