فنّد الشيخ الحبيب دعوى علماء وكهنة البكرية بزعمهم أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله قد أمر أبا بكر بأن يصلي بالناس إماماً في مرضه، وذلك في الجزء الثاني من سلسلة "محاولات البكرية للخروج من أزمة الشرعية" والتي تتضمن عرض سماحته لأوراقه البحثية الصادمة التي تكشف عن مقدار الغش والخداع ومحاربة السنة في الديانة البكرية، وهي سلسلة منبرية تكميلية لسلسلة "أهل السنة أم أهل الخدعة؟".
وبيّن الشيخ الحبيب في الجزء الثاني الذي حمل عنوان "أقيسة باطلة" أن الروايات التي تدعي ذلك كلها عن طريق عائشة بنت أبي بكر لعنهما الله، وأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كان يتهمها في زعمها ذاك، كما جاء في شرح النهج لابن أبي الحديد. وأشار الشيخ إلى أن الروايات الأخرى راجعة إلى عائشة أيضاً، كالرواية التي يرويها أبو موسى الأشعري، وقد تنبّه ابن حجر العسقلاني لذلك في فتح الباري.
كما تطرق الشيخ إلى سيرة الراوي أبي بردة بن أبي موسى الأشعري المخزية، والذي توثقه الطائفة البكرية، رغم كونه ناصبياً مبغضاً لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام كما جاء في شرح النهج لابن أبي الحديد المعتزلي.
وبيّن الشيخ الحبيب فساد قياس الطائفة البكرية أمر الإمامة على أمر الصلاة طبقاً لقواعد البكرية أنفسهم، وذكر قول ابن حزم في كتاب "الفصل في الملل والأهواء والنحل" ورفضه لهذا القياس الباطل، ومحمد أبو زهرة في كتاب "تأريخ المذاهب الإسلامية".