8 صفر الأحزان 1438
- الجزء الثاني للورقة البحثية:
*بدأ سماحته الحديث بذكر ملخص الورقة البحثية في الجزء الأول:
*ثم طرح سماحته تساؤل وأجاب عليه مستدلا بنصوص عديدة من مصادر المخالفين:
أن هنالك تساؤل مهم نطرحه في جلستنا لهذه الليلة، التساؤل يقول لماذا أفتوا لمثل هذا؟ ما هي العلة؟ ما هو السبب؟ الجواب إخواني ذلك للتعمية على فضائح أئمتهم، هنالك من أئمتهم من ثبت إنه ولد بعد مضي أبيه مثلا بسنوات! فماذا يقولون؟ يقولون إن أمه زانية؟ جاءت بولد بعد أربع سنوات مثلا؟ لا يمكنهم أن يقولوا هذا وينسبوا إلى أئمتهم إنهم أبناء زنا! فكأنهم للخروج من هذا المأزق قالوا الحمل يدوم في بطن المرأة الحامل مدة طويلة ليس تسع أشهر فقط، نعم الحالة الغالبة هي التسعة أشهر هذا في غالب الأحوال، أما هنالك استثناءات والاستثناء يدل على أن هذا المولود استثنائي! قد انضجته الرحم كما يقولون، بمعنى كل ما زادت مدة بقاءه في رحم أمه كل ما كان أكثر عقلا ونضوجا وعلما، ولهذا ولد أئمة المذاهب بهذه الطريقة لأنهم (أئمة مذاهب)! من أبرز من ذكر أنه قد ولد بعد فترة طويلة من مكوثه في بطن أمه هو (إمام المذهب المالكي مالك ابن انس)!
حتى يكون كلامنا موثقا نأتي بجملة من النصوص على هذه الحقيقة:
- أرجعوا إلى "وفيات الأعيان" لأبن خلكان، في ترجمته لمالك ابن أنس، قال: "وكانت ولادته في سنة خمس وتسعين للهجرة، وحمل به ثلاث سنين ...."(13).
- أرجعوا إلى "سير أعلام النبلاء" للذهبي، في ترجمته لمالك بن انس أيضا، قال: " قال معن، والواقدي، ومحمد بن الضحاك: حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين. وعن الواقدي قال: حملت به سنتين"(14).
*تعليق سماحته على ما نقله الذهبي:
روى عن معن القزاز والواقدي ومحمد بن الضحاك أن أم مالك حملت به لمدة ثلاث سنين، ثم روى عن الواقدي أيضا أنه قلل المدة إلى سنتين، ولاحظوا أن الذهبي من عادته حين ينقل أمرا يكون في قلبه شيئا من الريب اتجاهه فانه يعلق ويستدرك، ولكن في هذا الأمر لم يعلق، فهذا على الأصل والقاعدة كاشف عن اعتماده، مما يدل على ان الأمر مسلم عندهم.
- أرجعوا أيضا إلى كتاب جدا مهم وطالما استدللنا به وانتقينا فقرات كثيرة منه في محاضراتنا المفصلة حول شخصية مالك ابن انس، فهذا الكتاب إنما ألف لترجمة أعلام المذهب المالكي ورأسهم مؤسس المذهب على طبيعة الحال، الكتاب للقاضي عياض وهو مالكي المذهب بطبيعة الحال، قال: " واختلف في حمل أمه به فقال ابن نافع الصائغ والواقدي ومعن ومحمد بن الضحاك حملت به أمه ثلاث سنين وقال نحوه بكار بن عبد الله الزبيري، وقال أنضجته والله الرحم. وأنشد الطرماح: تظن بحملنا الأرحام حتى ... تنضجنا بطون الحاملات، قال ابن المنذر وهو المعروف وروي عن الواقدي أيضاً أن حمل أمه به سنتان. قاله عطاف بن خالد"(15).
*تعليق سماحته على ما نقله القاضي عياض:
حسب ما ينقل القاضي عياض أن رحم أم مالك انضجته وكأنها جعلته يطبخ جيدا لكي يخرج ليس كما نخرج نحن من بطون أمهاتنا، بل يخرج بعد ثلاث سنين ناضجا عالما أماما كمالك ابن أنس! كما هو المعلوم أنه يوجد حبوب منع الحمل ولكن في المقابل المفترض يصنعون حبوب زيادة مدة الحمل لإنضاج الولد في بطن أمه ولابد أن تكون الأم كـ "حاملة الفيل"! كما سبق ذكره الذي نقله القرطبي عن المبارك ابن مجاهد في ذكر القصة المشهورة عن امرأة محمد ابن عجلان التي تسمى "حاملة الفيل" تحمل وتضع في أربع سنين!
ثم ينقل القاضي عياض بيتا من الشعر قاله الطرماح أن الأرحام تظن أي تبخل وما تجود بنا وتخرجنا بعد تسعة أشهر بل تخرجنا حتى تنضجنا بطون الأمهات! ثم ينقل القاضي عن المنذر النيسابوري أن المعروف عن مالك ابن انس أنه بقي في بطن أمه ثلاث سنين، ثم ينقل عن الواقدي أن مالكا بقي في بطن أمه سنتان، قاله عطاف ابن خالد.
- أرجعوا إلى كتاب "سرح العيون شرح رسالة ابن زيدون" لجمال الدين ابن نباتة المصري، أيضا يترجم لمالك ابن انس فيقول: "هو مالك ابن أنس ابن أبي عامر التميمي، وكنيته أبوعبدالله، أمام دار الهجرة، ولد بالمدينة سنة سبع وتسعين، ويقال: أنه أدام في بطن أمه ثلاث سنين. وكان يقول: قد يكون الحمل ثلاث سنين، وقد حمل ببعض الناس ثلاث سنين – يعني نفسه"(16).
تعليق سماحته على ما نقله ابن نباته:
يروي ابن نباته أن المشهور عن المالكية أنهم يذهبون إلى أن أكثر مدة الحمل ثلاث سنين، هذا تبعا لإمامهم مالك ابن انس وهو يعترف على نفسه أنه بقي في بطن أمه ثلاث سنين! وكأنه بكلامه هذا يريد إيصال رسالة وهي "لا تظنوا بأمي سوء، فإنها لم تفعل الفاحشة بعد موت أبي! لأن الحمل قد يكون ثلاث سنين!
*بعد ما انتهى سماحته من إثبات الأدلة حول مدة حمل إمام مذهب المالكية انتقل إلى الإثبات نفسه مع إمام مذهب الشافعية، قال ما مضمونه:
الشافعي لا يختلف كثيرا عن سابقه وعن أستاذه مالك ابن أنس، لكم أن ترجعوا مثلا إلى كتاب "الغيث الذي انسجم في شرح لامية العجم" للصفدي وهو معروف من علمائهم الكبار صاحب كتاب "وفيات الاعيان" وغيره من الكتب، وهو أيضا من تلاميذ ابن تيمية والسبكي أيضا، شخصية مشهورة معتمدة عندهم. وكتابه هذا "للطغرائي" فيأتي به بكثير من الفوائد وكثيرا من المعلومات وكثيرا من الروايات، فيقول في هذا الكتاب:
"ومذهب الشافعية أن أكثر مدة الحمل أربع سنين وأقله ستة أشهر، وقد ولد الضحاك ابن مزاحم ستة عشر شهرا وشعبة ولد لسنتين وهرم ابن حيان ولد لأربع سنين ولذلك سمي هرما، ومالك ابن انس أكثر من ثلاث سنين والحجاج ابن يوسف ولد لثلاثين شهرا، يقال إنه كان يقول أذكر ليلة ميلادي. ويقال إن عبد الملك ابن مروان حمل به ستة أشهر والشافعي حمل به أربع سنين أو أقل، والحنفية يقولون للشافعية ما جسر أمامكم أن يظهر إلى الوجود حتى توفي إمامنا. ويجيبهم الشافعية بقولهم بل أمامكم ما ثبت لظهور إمامنا"(17).
*تعليق سماحته على ما نقله الصفدي:
الأسماء التي ذكرها الصفدي (الضحاك ابن مزاحم، شعبة، هرم ابن حيان) قد نقلناها الأسبوع الماضي والتي ذكرها القرطبي وبدء يعدد بمن طال به الحمل، ثم ذكر مدة حمل مالك ابن انس ثلاث سنين ولابد بطبيعة الحال من إضافة الطاغية المعروف "الحجاج ابن يوسف الثقفي" الذي ولد لسنتين ونصف! والمثير للسخرية انه كان يتذكر ليلة ميلاده وكأنه يدرك ورأى بالفعل طريقة خروجه من بطن أمه بعد سنتين ونصف! ثم نقل الصفدي أنه يقال إن عبد الملك ابن مروان حمل به ستة أشهر، ثم ذكر محل الشاهد الذي نريد من نقل هذه الرواية معرفة حاله وهو الشافعي إمام مذهب الشافعية فقد حمل به أربع سنين! أو أقل كما ينقل الصفدي.
ثم يبين الصفدي ما يجري بين الحنفية والشافعية من تراشق لفضي حول مدة حمل الشافعي، وكما تعلمون أن المذاهب الأربعة بينها صراعات وأحيانا تتطور إلى دماء وحوادث عنف وقتل فيما بينهم وهذا مذكور في التأريخ، فعادة كل جماعة من أهل مذهب معين كانوا ينرفزون المذهب الآخر ويؤذونهم بالكلام، فالحنفية يعلمون أن الشافعي قد طالت مدة حمله لأربع سنين، فاستغلوا هذه النقطة وبدوء يطعنون عليه.
فيقولون الحنفية للشافعية ما مضمونه "أن النعمان ابن ثابت إمام مذهبنا كان موجود فهو حافظ الدين وحافظ الشريعة، وأمامكم الشافعي الضال المضل طالت مدة حمله لأربع سنين وما جسر أن يخرج من بطن أمه إلى الوجود حتى توفي إمامنا أبي حنيفة" وكأنهم أرادوا القول إن سبب طول بقاء الشافعي في بطن أمه خوفا من تصدي أبي حنيفة لضلاله وانحرافه، ثم خرج بعدما علم أن أبا حنيفة قد مات! والشافعية أيضا يجيبون على الحنفية فيقولون لهم ما مضمونه، "أن أمامكم قد مات وما ثبت بعد ولادة إمامنا لأنه لا يستطيع أن يرد عليه".
بعد إثبات طول مدة حمل مالك والشافعي، يذكر سماحته مصدرا معتبر لأحد علمائنا الأبرار منقولا فيه ما ذكره الصفدي مع التعليق، قال سماحته:
هذا القول الذي ذكره الصفدي نقله صاحب "شجرة طوبى" وهو الشيخ محمد مهدي الحائري رحمة الله عليه من علمائنا، ينقل هذه القضية عن الصفدي وثم يعلق عليها: " اقول: حكاية الشافعي هذه في نهاية الغرابة لأنهم رووا ان أباه سافر عن امه وبعد أربع سنين رجع الى منزله فقارن رجوعه تولد ابنه الشافعي: وهذه الحالة العجيبة ما حكيت عن أحد من الانبياء وأوصيائهم، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين بل هي خاصة اختص بها الشافعي. وليت شعري كيف حكوا هذا عن إمام مذهبهم وبينوا له الحال في زمانه حتى ذهبوا الى هذا القول العجيب؟ أقول: وحيث لم يستنكفوا ولم يستقبحوا من نسبة القبيح الى أم بعض الخلفاء، والى خال المؤمنين معاوية، والى الشهيد بزعمهم طلحة ونحوهم وفي مجمع البحرين: رباب من نساء أهل مكة من المشهورات بالزنا هي وسارة وحنتمة وممن كن يتغنين بهجاء رسول الله فكان الاليق بحالهم أن لا يستقبحوا كون الشافعي ولد من القبيح لان الاعتبار عندهم بكونه في نفسه حسن الاخلاق عارفا بالعلم، وأما كونه طيب الاعراق طاهر الولادة فغير لازم كما أنهم لم يستنكفوا ولم يستقبحوا من نسبة الابنة الى بعض الخلفاء. قال السيوطي في حاشيته المدونة على القاموس عند ترجمة لفظة الابنة: انها كانت في خمسة نفر في زمن الجاهلية: احدهم فلان وقد صنف استاذنا المحقق صاحب التفسير الموسوم بنور الثقلين كتابا في أن هذه الحالة كانت مع الخلفاء الامويين والعباسيين بأجمعهم واستشهد بشواهد من الشعر والنثر على وجود تلك الصفة لكل واحد منهم. اقول: ويؤيده قول الصادق (ع) ان لنا حقا ابتزه منا معادن الابن، وفيه اشارة الى ان هذه الفضيلة ابتدأت من الفلاني، وانتهت بانتهاء خلفاء بني العباس. أقول: فإذا لا يبعد ممن كان خبيث الولادة، وبه غاية الفضيحة من أن يجترئ على الله ورسوله. ويظهر البدع، وينكر السنن، ويحرم حلال الله، ويحلل ما حرم الله يقول مالك بن انس فقيه السنة في المنظومة: "وجــــائز (فيك) غلام أمـــرد * لا سيما للرجــل المجــرد .... هذا إذا كان وحيدا في السفر * ولم تكن انثى تفي عن الذكر"(18).
مضمون تعليق سماحته على ما نقله الشيخ الحائري رحمة الله عليه:
علق الشيخ الحائري متعجبا على قول الشافعية في إمامهم أنه طالت مدة حمله أربع سنين! لماذا يبتدعون هذه الفكرة الخرافية بخصوص الحمل المستكن! حيث تطول مدته إلى خمس أو أربع سنين فرارا من إثبات عدم طهارة المولد والإقرار بأنهم أبناء زنا! ثم يخاطبهم الشيخ الحائري متعجبا: "أنتم تنقلون بأنفسكم وتنسبون القبيح لأم بعض الخلفاء! ثم يتهكم الشيخ الحائري فيجاريهم بقوله عن طلحة بـ "الشهيد" ومعاوية بـ "خال المؤمنين" أنهم أيضا يعترفون أنهما كانا ابن زنا، وقد أختصم في معاوية ستة أباء! وعمر ابن العاص أيضا ابن زنا وحتى عمر ابن الخطاب وأخته صهاك أبناء زنا، وهذا موجود لديكم، كما أن في مجمع البحرين ذكر أن هناك رباب من نساء أهل مكة من المشهورات بالزنا هي وسارة وحنتمة (أم عمر ابن الخطاب) فهن فواحش وماذا نتوقع منهن غير أن يهجين رسول الله صلى الله عليه وآله.
فلستم من الشيعة حتى يكون طهارة المولد شرطا في أئمتكم، وهو الشرط كذلك في إمام الجماعة ولا يصح الاقتداء بغير طاهر المولد أو تقليد مرجع لا يتوفر فيه ذلك الشرط، حتى وإن كان صالحا في نفسه لكنه غير طاهر المولد فلا يتبعه الشيعة هكذا جاء في الشريعة عندنا، وهذا الشرط غير لازم في الشريعة البكرية! فإنكم تنظرون للشخص بما هو فتجوزون الاقتداء به والصلاة خلفه وتقليده إلى غير ذلك، فقط إن كان متدينا وحسن الأخلاق وعالما فاضلا مثلا، وليس شرطا أن يكون طيب المولد وطيب الأعراق!
ثم إنكم لم تستنكفوا ولم تستقبحوا من نسب الابنة إلى بعض الخلفاء! أي لم تستقبحوا (المعاذة) التي أما يكونوا أبناء زنا أو أنهم منكوحون! والسيوطي في حاشيته المدونة على القاموس في ترجمته (للابنة) انها كانت في خمسة نفر في زمن الجاهلية: أحدهم فلان (أي عمر)!
ثم يقول الشيخ الحائري: وقد صنف استاذنا المحقق صاحب التفسير الموسوم بنور الثقلين وهو الحويزي عليه الرحمة، صنف كتابا في ان هذه حالة (الابنة) كانت مع الخلفاء الامويين والعباسيين بأجمعهم (كلهم منكوحون) واستشهد بشواهد من الشعر والنثر على وجود تلك الصفة لكل واحد منهم!
ثم يقول الشيخ الحائري: ويؤيده قول الصادق عليه السلام أن اللذين ابتزوا حقوق أهل البيت عليهم السلام هم أصحاب النطف القذرة، أبناء الزنا، المنكوحون الانجاس الارجاس، وفيه إشارة ان هذه الفضيلة ابتدأت من الفلاني (أي عمر ابن الخطاب في قضية يتداوى بماء الرجال) وعليكم الحساب من عمر إلى خلفاء بني امية، إلى آخر خلفاء بني العباس! كما مر في أحاديث سابقة انه ما تسمى أحدا بأمير المؤمنين إلا وكان ممن يأتي في دبره!
*ثم استرسل سماحة الشيخ الحبيب في تعليقه على ما نقله الشيخ الحائري عن استاذه المحقق الحويزي، مستنكرا على بعض خصومه من العمائم بالداخل الشيعي، قال ما مضمونه:
أن بعضا فيما يسمى بالداخل الشيعي تجد انه يألب علينا الناس بدعوى أن طرحنا ليس طرحا علميا وليس سليما وهذا طرحا بذائي على حد تعبيرهم، ويقولون لسنا ضد فلان لأنه يدعو لأهل البيت عليهم السلام أو حتى من يدعو إلى البراءة من أعدائهم لكنا ضد البذاءة، وما أهمية أن تقول إن فلان منكوح من حكام بني امية أو حكام السقيفة أو أن فلانة زانية أو ان هذا أمه من ذوات الرايات وذاك من معادن الابن إلى آخره من إشكالات.
نحن نقول اننا لا نستحي مما لم يستحي من تبيانه علمائنا الأبرار مثل الحويزي عليه الرحمة، إنه يصنف كتابا كاملا لأثبات ذلك كما ينقله الحائري في كتابه، هل كل هؤلاء بذائيون أيضا؟!
لنفترض أن هذا الأسلوب لا يعجبك فليس لك الحق أن تصادر حقنا إن اتخذنا هذا الأسلوب فهو كان لجمهرة من العلماء وهذه كتبهم وهذه مصنفاتهم، أنظر كيف استدل الشيخ الحائري في شجرة طوبي بهذا الموضوع وشنع على الشافعي وسخر منه ورماه بانه ابن زنا وأيضا ممن يسمون بالصحابة والخلفاء وذكر هذه الأمور.
هل لدى خصومنا فيما يسمى بالداخل الشيعي الشجاعة في أن يقولوا عن هؤلاء العلماء " بذائيون"! اذا لديهم الاستعداد وكانوا بالفعل مبدئيين عليهم أن يأثموا جمهرة من العلماء الكبار ويقولون انهم كانوا أيضا "بذائيون" واتبعوا المنهجية المتطرفة التي جاء بها فلان، بحيث يعملون اصطحاب قهقراني فيقولون أيضا هؤلاء تبع لهذا فيشطبون عليهم كلهم، حينئذ لا يسلم لهم أحد.
لا هكذا يا أخي، هذا أمرا مهم وقد سبق وفصلناه في محاضرات منهجية ولكن وآسفا على من لا يستمع جيدا ولا يبحث، نحن ذكرنا في محاضرات عديدة حول مصلحة تبيان هذه الحقائق وما أهميتها، هذه لها أهمية ولو لم تكن كذلك ما تأتي الحوراء زينب صلوات الله عليها وفي تلك الأجواء الخانقة في أجواء الحرب تقول "قتيل أولاد البغايا" لماذا تركز على هذه النقطة بالذات ولا أحد يجد منها بذائة والعياذ بالله.
هل تسمع أحدا يقول انه هذه بذائة؟! ويكفيك يا زينب أنك تقولين عنهم انهم خرجوا على الحسين وقتلوه! لماذا لابد أن تتعرضين للأعراض وللأصول والانساب! لماذا تمسين أعراضهم لماذا؟!
جيش يزيد عليه اللعنة كم كان عدده؟ عشرات الألوف كلهم زنتهم الحوراء زينب عندما قالت "قتيل أبناء البغايا" أي "كلكم أولاد زنا" " على العموم ولم تخص أحدا دون أحد.
الآن هل لأحد الجرأة ولا يخاف الله يأتي ويقول السيدة زينب عليها السلام ما كانت مهذبة وفي ألفاظ حسب تعبيرهم "نعوذ بالله"! أين هي البذائة في أن أحدا يذكر حقيقة هؤلاء؟ نعم كانوا بالفعل أبناء زنا، يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا ابن زنا. ما هو المانع أن يأتي أحدا ويفتش في حقائق هؤلاء الأرجاس قتلت الأنبياء والأوصياء عليهم السلام أو المحرفين بالدين؟!
هذا ابن حنفية ومالك أنظر كيف كان كلام أئمتنا فيهم، الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام دخل وجد هؤلاء أمثال الشافعي ومالك ومجموعة أخرى أمثال السفيان الثوري وائمة المذاهب عندهم، كانوا في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله ويكذبون على الناس، هذا يفتي وذاك يحلل ويحرم ويتصرفون في دين الله بأهوائهم، فالأمام الصادق عليه السلام ماذا قال وكيف وصفهم؟ قال ما مضمونه هؤلاء الأخابث الصادون عن دين الله! لو لا هؤلاء لاتبعنا الناس.
أخابث يعني ماذا؟ يعني أصولهم ونطفهم قذرة وأنجاس ليسوا طاهرين المولد، هؤلاء الذين صدوا الناس عن دين الله ماذا تتوقع منهم؟ أيضا قبل ذلك في زمن رسول الله الأعظم صلى الله عليه وآله قال نفس الكلمة في عائشة وفضحها هي وأباها وجها لوجه، قال لقد خبثت انت وأبوك! وغيرها من شواهد كثيرة استشهدنا بها، لكن واسفاه على من يأتي ويهول ويريد أن يألب الناس على هذه المنهجية التي نستطيع أن نقول انها لا تحيد عن منهجية آل محمد عليهم السلام شعرة، بحسب طاقة وسعنا في التأصيل لها كل ما قاله آل محمد عليهم السلام نقوله ولا نستحي منه، و كيف كان اسلوبهم في الدعوة أيضا نلتزمه نحن من جانبنا.
اذا كان البعض ناقص العلم أو ناقص الروح الشجاعة هذه ليست تثريب علينا أبدا، ناقص علم ويأتي يستدل مثلا بقول "اني اكره لكم ان تكونوا سبابين" وفي نفس الوقت لا يلتفت إلى سباب أمير المؤمنين عليه السلام في نفس نهج البلاغة لما سب أهل الشام وقال عنهم "طغام لئام" أي "سفلة لئام" ثم طعن أيضا في أعراضهم وفي انسابهم حين قال صلوات الله عليه "جمعوا من كل شوب والتقطوا من كل أوب" - مضمون كلامه الشريف - أرجع إلى نهج البلاغة أنظر الأمير عليه السلام ماذا قال في المغيرة عليه اللعنة "يا ابن اللعين الابتر والشجرة التي لا أصل لها أنت تكفيني .. الى آخره" أو مثلا لما يأتي ويصف عثمان لعنه الله "بالدابة" ويقول "إلى أن جاء ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه" أي أن عثمان همه فقط الأكل وإخراجه من دبره بشكل مستمر! هل هذا سب أم ماذا تعتبرونه؟!
هذا أعظم سب، إذا تقيس هذا الكلام على موازين لغة العرب وأعرضه على أي أديب أو لغوي، يقول لك هذا ليس مجرد سب فحسب بل من أفحش السب! هل أمير المؤمنين عليه السلام متناقض والعياذ بالله؟! من جهة يقول "لا تكونوا سبابين" ومن جهة يسب بعشرات الموارد! واقعا سبب اعتراض المخالفين على "نهج البلاغة" يقولون هذا كتاب سباب! كمثال "محمد عبده" الذي نقل هذه الاعتراضات عن أئمة أهل الخلاف الذين يقولون هذا كتاب سباب!
عجبا لهؤلاء الذين على رؤوسهم عمائم ولا تقرأ وأن قرأت لا تفهم وأن فهمت لا تعمل! والمشكلة هي أن الحسد يدخل والنميمة والقيل والقال والتنافس الغير الشريف والافتراء والبهتان والتسقيط والتهم المعلبة!
لذلك ترون لماذا نحن متأخرين! المهم لا يحق لأحدا ينكر علينا هذه المنهجية وإن لم تعجبه، لأنه على الأقل فيها أصولها الشرعية أيضا، في سير اعلامنا كصاحب نور الثقلين المعروف، صنف كتاب كاملا فقط كانت وظيفته وهدفه في اثبات ان كل من تسمى بأمير المؤمنين زورا بخلاف أمير المؤمنين الحق علي عليه السلام، هؤلاء جميعا ابناء زنا ومنكوحون! ونحن ماضين على هذا الأسلوب.
الآن لا تروق لك، ليس لك حق تبهت الآخر أو أن تكفره أو ترموننا بالضلال، وإلا تشجعوا وأرموا علمائنا الأقدمين بمثل ذلك، إذا كان ليس لديكم استعداد تنطلقوا مثل علمائنا الأقدمين فأنا لدي الاستعداد فأنتم جبناء لا تكملون الطريق.
واللطيف والمثير للسخرية يقولون هذا النهج ينفر عن التشيع! ونحن أكثر جهة شيعت الكثير من الناس، لا يعلمون أن الناس يريدون الكلمة الصادقة حتى وإن كانت حادة، فقط اثبت لهم أن عمر ابن الخطاب كان مأبونا، اثبت لهم وأقرن ذلك بالأدلة، وأقرن ذلك أيضا بما فضحه الله في كتابه وبما فضحه به رسول الله صلى الله عليه وآله بسيرته الاجرامية وبأعماله المنافقة، أقرن هذا كله وتجد من هو قابل للهداية من أهل الخلاف يتشيع ويقول لك "رحم الله والديك" هذا الذي نريده.
وترى المتشيعين يهجون عمر ابن الخطاب هجاء عجيب وغريب لأنهم يكتشفون حقيقته النجسة وهذا هو واقعه فماذا نفعل به، وتتذكرون في أيام الليالي الرمضانية رجل من رجال القانون من مصر اعلن تشيعه وقال قصيدة عصماء، حقيقة هزتني وأنا ضابط نفسي طوال إلقائه القصيدة، ذكرنا بدعبل الخزاعي وبالسيد الحمييري وبالكميت ابن زيد بهؤلاء الأفذاذ من رجال التشيع وأصحاب الائمة عليهم السلام، من الشعراء الذين كانوا يهجون أعداء آل محمد بأحد لسان.
ومن يقول حدية اللسان وسلاطته في مواردها الشرعية أمر قبيح؟! من هذا الغبي الذي يقول هذا الكلام؟! في نهج البلاغة أمير المؤمنين عليه السلام يمتدح الأنصار بأي شيء؟ يقول: "والسنتهم السلاط" هذه تعتبر خصلة ممدوحة أن يجعل المؤمن لسانه حادا سليطا ليس على الأبرياء ولا على المخدوعين وعلى الأتباع، بل على رموز الطغيان والنفاق والاجرام، هذا أمر حسن ومحبب في الإسلام لأنه يسهم في تعرية هذا الرمز المنافق والمنحرف والطاغي المجرم، وبالتالي الناس تتركه، هذا الواقع.
*ثم يكمل الشيخ الحبيب تعليقه على ما ختم به الشيخ الحائري من أبيات شعرية في المنظومة المالكية:
قال الشيخ الحائري أنه لا يبعد ممن كان خبيث الوالدة وليس غريبا عليه ان يتجرأ على الله ورسوله ويظهر البدع وينكر السنن ويحرم حلال الله ويحلل ما حرم الله كالشافعي وغيره، ثم يستشهد بيتين في المنظومة المالكية المنسوبة في مذهب مالك، وأنا لا أستطيع ذكر صدر البيت الأول واكتفي بعجزه وبالبيت الثاني أو دعونا نذكر البيت الأول بس نحذف منه كلمة وجائز (كذا) الغلام الامرد * لا سيما للرجل المجرد .... هذا إذا كان وحيدا في السفر * ولم تكن انثى تفي عن الذكر، كم كان الشيخ محمد مهدي الحائري بذائي مع الأسف! من علمائنا الأقدمين ويأتي بهذا الكلام وفي البيت الأول كلمة جدا شديدة! أرى أنه لا يصح أن نذكرها خاصة في مثل هذا اليوم ذكرى شهادة الإمام الصادق عليه السلام.
*بعد انتهاء سماحته من التعليق على ما نقله الشيخ الحائري عليه الرحمة، أكد على بيان السبب الرئيسي لابتداع تلك الفكرة الخرافية في طول مدة الحمل المستكن لسنوات عديدة، قال:
إذن القضية واضحة، لما هؤلاء حكموا بجواز بقاء الحمل في رحم الأم لسنوات طوال؟ للتعمية أو للتغطية على فضائح أئمتهم انهم خبيثو الولادة وأبناء زنا، وإلا كيف للمرأة أن تأتي بولد بعد مضي زوجها أو طلاقه أو غيابه بعد سنوات طوال! لابد خلال فترة غياب زوجها أنها فعلت المنكر!
وللعلم هذا الأمر أعترف به بعض أعلامهم، أن الأئمة الذين يقتدون بهم سوءا في الامامة الدينية أو الامامة في الصلاة ونحو ذلك، هؤلاء كانوا أولاد زنا ولذلك رخصوا في الاقتداء بولد الزنا! هذا موجود لديهم.
مثلا أرجعوا إلى كتاب "مصنف أبي شيبة" وهذا كما تعلمون أستاذ البخاري وشيخه، يقول: "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بُرْدٍ أَبِي العلاء، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: " كَانَ أَئِمَّةٌ مِنْ ذَلِكَ الْعَمَلِ " يَعْنِي مِنْ أَوْلَادِ الزِّنَا "(19).
*تعليق سماحته على ما نقله أبي شيبة في مصنفه، بدأ في بيان حال بعض الرجال الذين نقلوا الرواية، قال:
وكيع هذا من ائمتهم ومحمد ابن شهاب الزهري معروف لديهم وهو من الكبار التابعين، لم يكن لديهم مشكلة في الاعتراف أن لهم أئمة من ذلك العمل أي أبناء الزنا! طبيعيي المذهب الذي نشئ بصنيعة حكومات فاسدة كان يقوم عليها من الاخابث من أبناء الزنا والمنكوحون والانجاس المنافقون، هناك تساهل لديهم في مثل هذه الضوابط وهذا طبيعي لأنهم ليسوا اتباع مذهب الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم، نحن اتباع آل محمد الطبيبين الطاهرين صلوات الله عليهم ولذلك عندنا ضوابط في هذا الشأن حسب ما قرره ائمتنا عليهم السلام.
عادة تطرح شبهه، ما هو ذنب الذي يولد من الزنا؟ انه لم يتركب شيء حتى يولد من الزنا؟
نقول: أولا نحن لا نعرف كل ملكات الأحكام، نحن علينا التعبد بما قاله الأئمة المعصومين عليهم السلام، قالوا وسمعنا وأطعنا وعلينا التسليم، نعم الذي يلد من الزنا ليس عليه ذنب ولكن الشرع هكذا قال "لا يقتدى بولد الزنا" لمجموعة أحكام من أهمها انه قد يكون أنزع للفساد باعتبار حاله، هناك بحث عميق في الحكمة الإلهية حول أسباب الولادة من الزنا، نحن نقول مثلا بناء على علم الكلام عندنا أن ولد الزنا يكون أقرب للفساد وليس شرطا أن يكون فاسد بل أقرب لذلك، لماذا؟ لأنه وردت عندنا آثار وأدلة على أن الله عز وجل بعلمه أن فلان مثلا ممن سيخلقهم سيأتون في تاريخ كذا بعمل معين.
أي أن فلان من الناس يوم من الأيام لما يكبر ويرشد سوف يختار طريق الفساد، يصبح مثلا شخصية كمعاوية ابن سفيان! هذا في علم الله قبل أن يخلق معاوية، لأنه باختياره يصبح طاغية ويحارب الأمير ويقتل الحسن بالسم عليهما السلام، ويحدث الفتنة في الإسلام، ولأن الله عز وجل يعلم أن هذا المخلوق سيختار هذا الشيء فلا يوفق أبويه أن يلدانه ولادة طاهرة، يجعله ممن يعبث بهم الشيطان فيولد لغير رشدة أي يولد لزنية اجلكم الله.
هذا في علم الله سبحانه وتعالى، نحن نسميه على نحو "المقتضي" لا "العلة التامة" يعني كونه ابن زنا لا انه علة تامة لفساده، وإلا يقع إشكال في العدل الإلهي "والعياذ بالله"، والعدل أصل من أصولنا بخلاف أهل الخلاف، فيكون اشكال إذا كان "علة تامة" بل هو "مقتضى" من المقتضيات.
إذا بحثتم جيدا في آباء الائمة الاربعة كمالك والشافعي وابن حنبل دائما تجدون هناك غموض في آبائهم، مجهولين غير معروفين جيدا! هنالك اضطراب كبير في البحث في أصلهم، وما تأريخهم؟ وما هي حياتهم؟ وماذا فعلوا ولم يفعلوا؟ لا يوجد وضوح حول هذه الأمور! والقدر المشترك بين هؤلاء الأربعة انهم جميعا كانوا من تربية أمهاتهم! أما آبائهم فقد توفوا قبل ولادتهم أو أما غابوا عنهم، فجميعهم أميين بمعنى "تربية الأم" فقط، مثلا الشافعي يقولون وضعته أمه في غزة ثم أتت به إلى مكة حتى يعرف نسبه! فعرف انه من سلالة "شافع" وهو مولى لأبي لهب لعنه الله من خدمه واستلحق بهم كموالي ثم أصبحوا عربا بالولاء لا بالأصل. ونفس الحالة تجدونها عند مالك ابن انس.
وابن حنبل ليس اسم والده "حنبل" بل هذا اسم جده، والده اسمه أما "عبد الله" أو "محمد"، فلماذا ينسب إلى جده؟! لأنهم لا يعرفون والده والمعروف جده فقط "حنبل"! فالقدر المشترك أن آبائهم مجهولين وهؤلاء إنما ولدوا وتربوا في حجور أمهاتهم، ويقال انهم ولدوا بعد سنين من غياب آبائهم ومكثوا في بطون أمهاتهم!
وبناء على هذا تأسس فقه المذاهب الأربعة على جواز بقاء الولد في بطن أمه سنين عديدة! وحسب قول ابن باز ليس له حد، لعشرة أو عشرين إلى أجلا غير مسمى! فالمرأة تتزوج الثاني والثالث والرابع ثم يأتيها ولد وتنسبه للأول! فهذه الخرافة التي عندهم كلها بسبب مذهب البدعة والأكاذيب والانحراف.
*ثم يستدل سماحة الشيخ الحبيب بما هو ثابت عندنا في الرد على خرافة المخالفين حول أقصى مدة الحمل، قال ما مضمونه:
أما عندنا فالوضع مختلف، نحن عندنا أقصى مدة الحمل تسعة أشهر، نرجع إلى أئمتنا الأطهار عليهم السلام نجد ماذا يقولون فليس لديهم هذه الخزعبلات وهذه الخرافات، أنقل لكم روايتين فقط كلتاهما من كتاب معتبر عندنا ومن أهم الكتب الأربعة الشهيرة التي عليها المدار في الاستنباط والاستدلال، وهو كتاب "تهذيب الاحكام" لشيخ الطائفة الطوسي أعلى الله درجاته، قال: " وعنه عن حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن ابي حمزة عن محمد بن حكيم عن ابي الحسن عليه السلام قال قلت له: المرأة الشابة التي تحيض مثلها يطلقها زوجها فيرتفع حيضها كم عدتها؟ قال: ثلاثة اشهر، قلت: فإنها ادعت الحبل بعد ثلاثة اشهر قال: عدتها تسعة اشهر، قلت: فإنها ادعت الحبل بعد تسعة اشهر قال: إنما الحبل تسعة اشهر، قلت: تتزوج؟ قال: تحتاط بثلاثة اشهر، قلت: فإنها ادعت الحبل بعد ثلاثة اشهر قال: لا ريبة عليها تزوج إن شاءت"(20).
*تعليق سماحته على الرواية الأولى التي نقلها الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه:
امرأة شابة هي في سن من تحيض ويطلقها زوجها وحيضها يرتفع أي ينقطع عنها الحيض فتكون عدة الطلاق ثلاثة أشهر وإذا كانت تحيض فتكون عدتها ثلاث حيضات حتى اذا كانت أقل من ثلاثة أشهر، إذا طلقت ولم يأتيها الحيض لأكثر من ثلاثة أشهر وثم ادعت انها حبلى فتكون عدتها تسعة أشهر إلى أن تضع وليدها لأنه خاصة في ذلك الزمان لا يضبطون الحساب جيدا وما كان هناك فحص أو "سونار" وإن أرادت أن تتزوج فتحتاط بثلاثة أشهر فيكون المجموع سنة كاملة باعتبار أنها أقصى مدة الحمل وهذا استثناء نادر، وسوف أنقل الدليل على هذا الاستثناء في الرواية الثانية التالية:
"وعنه عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن ابن علي عن ابان عن ابن حكيم عن ابي ابراهيم عليه السلام أو ابيه عليه السلام، انه قال: في المطلقة يطلقها زوجها فتقول أنا حبلى فتمكث سنة قال: إن جاءت به لأكثر من سنة لم تصدق ولو بساعة واحدة"(21).
* تعليق سماحته على الرواية الثانية المنقولة في نفس المصدر:
الرواية عن الإمام الكاظم "أبي إبراهيم" أو عن أبيه الإمام الصادق عليهما السلام، وضح أن الحمل يستحيل أن يزيد عن سنة ولو بساعة، وليس كمثل فتوى المحكمة الشرعية بمكة المكرمة الذين جلبوا العار لنا أمام العالم وخلطوا الانساب كما ذكرناه آنفا!
فأين حكمهم من حكم أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين قالوا إذا جاءت المرأة بولد بعد سنة ولو بساعة واحدة فلا تصدق وعلى هذا تكون زانية، وأولئك من جهلهم وعدم ابصارهم قد خلطوا الانساب ودمروا العوائل والأصول فقد حكموا لامرأة مطلقة اسمها "خديجة" جاءت بولد بعد أربع سنين ونسبوه لزوجها الذي طلقها! كذلك حكموا لأختها التي جاءت بولد بعد خمس سنين من وفاة زوجها! ما هذه العائلة الشريفة؟!
إذن استفاد الفقهاء عندنا من هذه النصوص التي جاءت عن أئمتنا عليهم السلام فقالوا أن القاعدة هي أقصى مدة الحمل تسعة أشهر فقط، نعم قد تزيد أيام أو لأسبوع أو أسبوعين هذا معقول، على أقصى تقدير تطول المدة إلى سنة باعتبار أصل الحمل تسعة أشهر بالإضافة إلى ثلاثة أشهر، تسمى "بأشهر الارتياب" بحيث تأخر انعقاد النطفة، فمن الممكن أن المرأة بسبب بعض الظروف في الهرمونات تتأخر عندها الولادة أما اقصى من هذا لا يكون ولو بيوم واحد بعد السنة.
*بعد تعليق الشيخ على الروايتين، يأتي برواية أخرى نقلها الشيخ أبي الصلاح الحلبي رضوان الله تعالى عليه، أيضا تبين أقصى مدة الحمل، واسترسل سماحته عندما جاء باسم الشيخ الحلبي ردا على خصومه، قال ما مضمونه:
أنقل لكم بعض أقوال علمائنا وفقهائنا الأبرار رضوان الله تعالى عليهم، ارجعوا إلى كتاب "الكافي في الفقه" ليس الكافي للكليني، بل هو كتاب آخر للشيخ أبي الصلاح الحلبي رضوان الله تعالى عليه، لنحرق قلوب أهل العوالم الأخرى الثاني والثالث والرابع ونسميه الشيخ العظيم "المجاهر بالبراءة" زعيم الحلبيين أيام ما كانت حلب يوجد بها حوزة عليمة عظيمة للشيعة والتي كانت تخرج افذاذ العلماء رجال وليسوا انصاف ولا أرباع رجال! في ذلك الزمان كانوا يجاهرون بالبراءة قبل أكثر من ألف سنة ثم انقرضوا بسبب المجرمين الذين قتلوهم واجتاحوا حلب، الآن في هذا الزمان ثلث حلب شيعة ولابد أن نرجع البقية فيرجعون لأصولهم.
فهذا الشيخ أبي الصلاح الحلبي من فقهائنا الاقدمين "جدا عظيم ومجاهر بالبراءة" لديه كتاب فقه موسوعي يقول: "أكثره تسعة أشهر والريب ثلاثة أشهر فتصير الغاية في الحمل سنة كاملة. فإذا طلق الرجل زوجته أو مات عنها وتزوجت وجاءت بولد لأقل من ستة أشهر، فإن كان لمدة طلاقها أو الوفاة عنها سنة فما دونها فهو لاحق بالأول"(22).
أيضا أنقل لكم كلمة لفقيه آخر من الحلبيين وهو "ابن زهرة الحلبي" رضوان الله عليه في كتابه "غنية النزوع" المشهور بالغنية، يقول إن فقهاء الشيعة أجمعوا على أن أقصى مدة الحمل في العادة تسعة أشهر ويضاف ثلاثة أشهر الارتياب، يقول: " وأكثرهفيغالبالعادة تسعة أشهر، بلا خلاف، وينضافإليذلك أشهر الريب، وهيثلاثة أشهر، وهيأكثر أيامالطهر بينالحيضتين، فتصير أكثر مدة الحملسنة، بدليلإجماعالطائفة، و لأنما ذهبنا إليهمنأكثر مدة الحملمجمععليه"(23).
بعد ذلك ذكر سماحته أتصال أحد شيوخ المخالفين بالأسبوع الماضي الذي قال بأن أحد علماء الشيعة المعروفين قال بما يقولون حول أقصى مدة الحمل، ورد سماحته على هذه الشبهة وبين أن ذلك افتراء وكذب على علمائنا الأبرار، قال ما مضمونه:
تذكرون في الأسبوع الماضي اتصل علينا أحد شيوخ المخالفين وهو الشيخ عبد العزيز الشريف المكنى بأبي عائشة (إمام مسجد السهلي بالرياض) وكان من جملة ما ذكره قال إن المسألة ليست بذات شأن وهينه ولا تحتاج إلى كثير من هذا التشنيع وخاصة انه من فقهائكم من قال بهذا أيضا بخصوص أقصى مدة الحمل أنها تطول عن التسعة أشهر والسنة والسنتان والثلاث والأربع والسبع وليس للمدة نهاية! واستشهد بالشريف المرتضى علم الهدى رضوان الله تعالى عليه، وإذا تذكرون قد بينت أن هذا غير صحيح ونقلك فيه خطأ.
وهذه مشكلتي مع من يناقشنا من أهل الخلاف، حتى نقلهم لا يكون دقيق وأنا أعلم ماذا يصنعون يقومون بالبحث في صفحات الإنترنت هنا وهناك ويرى شخص من مشايخ المخالفين الذين لا يفهمون لغتنا الفقهية ولا يتابعون جيدا فيلتقط له كلمة من هنا وهناك من بعض علمائنا وفقهائنا ويتصور انه ظفر بشي وتوصل إلى أمر مهم الذي يعتقد انه يحرج التشيع! الطريقة ليست بهذه البساطة لابد أن تحقق وتكون متفقه لذلك، نصيحتي لمن يريد المناظرة والمجادلة أن يتثبت ويتوانى قبل أن يفضح نفسه ويبين مدى جهله في لغة فقهاء الشيعة. المتصل ذكر الشريف المرتضى وبينت له أن هذا اشتباه لديك ووعدت بأن أحضر بالنص كاملا وأوضح مورد الاشتباه بالأسبوع اللاحق وها أنا أفي بما وعدت.
المسألة أخذوها من "رسائل المرتضى" التي تسمى بـ "الموصليات" تحت عنوان أقل مدة الحمل وأكثرها، فماذا وجدوا هناك؟ وجدوا أن المكتوب كلمة (وذكر) فتصوروا أن هناك من الشيعة ذكر ذلك الأمر وأقر به! وفرحوا بهذا وكأنهم حصلوا على رأي من بعض الشيعة مطابق لرأيهم كالشافعي ومالك على سبيل المثال حول مسألة أقصى مدة الحمل! ولكن الواقع مخالف لتصورهم هذا، فالمذكور هو السؤال وليس الجواب، فلما تأتي لجواب السيد المرتضى علم الهدى تفهم ما المقصود.
السؤال هو كالتالي: "....... وذكر أن من الشيعة من يقول: سنتان، ومنهم من يقول: ثلاث. ومنهم من يقول: أربع. ومنهم من يقول سبع. قال: وروى أصحاب الحديث منهم أدهم بن حيان ولدته أمه لثمان سنين وقد تقر. ثم قال: ولا يكون أكثر من تسعة أشهر".
جواب السيد المرتضى: " وأما أكثر الحمل فالمشهور عند أصحابنا أنه تسعة أشهر. وقد ذهب قوم إلى سنة من غير أصل معتمد، والمشهور ما ذكرناه. وأما ما حكي عن الشيعة خلافا، وزعم أن بعضها يقولون سنتان، وبعضهم يقول ثلاثا، وآخرون أربع، فهو وهم وغلط على الشيعة، لأن الشيعة لا تقول ذلك. وإنما يختلف فيه مخالفوهم من الفقهاء، فمذهب الشافعي وأصحابه أن أكثر الحمل أربع سنين. وزعم الزهري والليث وربيعة أن أكثره سبع سنين. وقال أبو حنيفة والثوري أن أكثره سنتان. وعن مالك ثلاث روايات: إحداهن مثل قول الشافعي، والثانية خمس سنين، والثالثة سبع سنين. فهذا الخلاف على ما ترى هو بين مخالفينا. والحجة المعتمدة في هذه كله: هو إجماع الفرقة المحقة، ولا شبهة في أن المعتاد في أكثر الحمل هم تسعة أشهر، وما يدعى من زيادة على ذلك هو إذا كان صدقا. شاذ نادر غير مستمر ولا مستدام، وأحكام الشريعة تتبع المعتاد من الأمور لا الخارق للعادة والخارج عنها"(24).
*ثم قال سماحته معلقا على ما ذكره السيد الشريف المرتضى علم الهدى رضوان الله تعالى عليه:
جاء في أول الجواب "وبالله التوفيق" ثم يفصل السيد مسألة أقل مدة الحمل ويدعمها بالأدلة ولما يأتي بمدة أكثر الحمل يقول "أن المشهور عند اصحابنا انه تسعة أشهر وقد ذهب قوم إلى سنة من غير أصلا معتمد والمشهور ما ذكرناه"، فالشريف المرتضى في هذا المصدر حتى السنة لا يميل اليها لأنه ليس هناك أصل معتمد والمشهور فقط تسعة أشهر لا غير. وفي مصدر ثاني قد تراجع عن هذا القول وقال قد تكون السنة اقصى مدة الحمل ولا أكثر من هذا. ثم يقول انه زعم أن بعض الشيعة يقولون إن الحمل يطول إلى سنتان! والبعض قالوا ثلاثا! وآخرون أربع! وهذا الزعم غير صحيح وهو موجود عن المخالفين وليس الشيعة، لأن امامهم الشافعي طال به الحمل أربع سنين! فلابد أن يقولون بذلك! كذلك الحنفية والمالكية كلا ذهب إلى حسب أقصى مدة حمل أمامهم!
ثم قال الشريف المرتضى" والحجة المعتمدة في هذه كله: هو إجماع الفرقة المحقة، ولا شبهة في أن المعتاد في أكثر الحمل هم تسعة أشهر، وما يدعى من زيادة على ذلك هو إذا كان صدقا. شاذ نادر غير مستمر ولا مستدام، وأحكام الشريعة تتبع المعتاد من الأمور لا الخارق للعادة والخارج عنها"، وهذا تمام كلامه فأين ذهب الشريف المرتضى إلى ان الحمل قد يطول إلى سنوات؟! أو نقل عن بعض فقهاء الشيعة انه يطول إلى ثلاث وأربع وسبع؟!
لا يوجد هكذا قول بل على العكس نفى وقال إن إجماع الشيعة هو تسعة أشهر وإذا زاد عن ذلك فهذه حالات نادرة شاذة والشريعة لا تأتي وتؤسس على الحالات الشاذة.
وحتى يتضح المراد أكثر نرجع إلى كتاب آخر للشريف المرتضى وهو "الانتصار" في ص 154، يقول: "مما انفردت به الإمامية القول: بأن أكثر مدة الحمل سنة واحدة، وخالف الفقهاء في ذلك. فقال الشافعي: أكثر الحمل أربع سنين. وقال الزهري والليث وربيعة: أكثره سبع سنين. وقال أبو حنيفة: أكثره سنتان. وعن مالك ثلاث روايات إحداها مثل قول الشافعي أربع سنين والثاني خمس سنين والثالث سبع سنين".
إذن ليس لدينا فقيه شيعي يقول إن أقصى الحمل يطول لأكثر من سنة، بل قالوا بالتسعة أشهر، وقالوا بالسنة التي يتضمنها مجموع أشهر الارتياب الثلاثة ولا أكثر من هذا. الآن يأتي أحمق من أولئك ويخرج له مسألة ولا يأتي بالجواب أو لدرجة أنه لا يتصفح قليلا ويرى الجواب، فهذا في الحقيقة أمر عجيب!
*بعد أن انتهى سماحته من الرد الوافي على المتصل، جاء بخبر في التاريخ الإنساني الحديث تدعيما لقول الشيعة أن هناك حالات نادرة استثنائية حول أكثر مدة الحمل وهي السنة، قال ما مضمونه:
هل يا ترى بالفعل في التاريخ الإنساني وخاصة الحديث أن هناك امرأة جاءت بولد طال حمله لسنة؟! الجواب (نعم) وهي حالة نادرة حدثت في أمريكا تحديدا في سنة 1945 م، وقد نشرتها في حينها مجلة أمريكية مشهورة ومعروفة، الخبر يقول:
"The record for the longest pregnancy that resulted in a live birth belongs to Beulah Hunter, a 25 year old woman from Los Angeles. When she delivered a daughter, Penny Diana Hunter, in 1945, the child appeared absolutely normal. This shocked her doctor, who stated that Hunter’s last menstrual period had been a staggering 375 days ago"(25).
في سنة 1945 ميلادي في أمريكا –لوس انجلس، تفاجئ الدكتور عندما ولدت امرأة بعد سنة وعشرة أيام أي بعد 375 يوم، علما بأن حسابات الدكتور كانت من آخر دورة شهرية! وبالطبع الحسابات آنذاك غير دقيقة ولا توجد أجهزة، لذلك لما جاء الدكاترة قالوا ان حملها أقل من سنة ولكن بسبب اختلاف الحسابات فكان سنة وعشرة أيام. فهي اقل من سنة ولكن ممكن يكون أكثر في حالات نادرة جدا. نعم هذا يوافق قول الائمة الطاهرين عليهم السلام الذين قالوا أن اقصى مدة الحمل سنة فقط لا يزيد عن ذلك لو لساعة، ولو زاد لا تصدق المرأة. فهذا العلم الحديث أيضا اثبت ما يأتي عن ائمتنا الاطهار عليهم لأنه لا تنافي بين الشريعة والعلوم الحديثة التجريبية.
أما عند المخالفين التنافي موجود، كل مذاهبهم ذهبت إلى أن اقصى مدة الحمل تعدت السنة، الحنفية (سنتان)! المالكية تعددت الاقوال إلى (ثلاث سنين وأربع وخمس وسبعة)! الشافعية (أربع سنين)! الحنابلة (ثلاث سنين)! جميعهم أكثر من سنة، والعلة في ذلك هو ما حكيناه لكم خلال الورقة البحثية، وهذه هي العلة الواقعية في القضية، فهنالك فضحية ترتبط بأئمتهم كما ذكر الزهري "كان كثير من الائمة من ذلك العمل" فابتدعوا تلك الخرافة للتبرير والدفاع عن طهارة مولد أئمتهم.
*ثم ختم سماحته الورقة البحثية حول خرافة المخالفين في أقصى مدة الحمل، أن كل ما ذكره المخالفين عن أئمتهم يهون ولكنهم فتحوا بخرافتهم هذه باب الطعن في رسول الله صلى الله عليه وآله من قبل النصارى الحاقدين، قال ما مضمونه:
لو كان الأمر يقتصر على أئمة مذاهبهم فالأمر سهل، ولكن المشكلة مع الأسف وهي حقيقة جدا مؤلمة أن أعداء الإسلام وخاصة من النصارى الحاقدين قد هتكوا رسول الله صلى الله عليه وآله بمقتضى هذه الأمور التي قالوها المخالفين، حيث يرمون رسول الله صلى الله عليه وآله-والعياذ بالله والعياذ بالله والعياذ بالله-بانه ليس طاهر المولد!
فإنه بحسب بعض التواريخ البكرية وبعض المقاربات التاريخية عندهم، يزعمون انه قد حمل برسول الله صلى الله عليه وآله مع عمه حمزة عليه السلام في نفس الوقت، ثم ولدا وتأخرت ولادة النبي صلى الله عليه وآله عن عمه حمزة عليه السلام بأربع سنين! أي أن حمزة عليه السلام أكبر من النبي صلى الله عليه وآله لأنه بقي في بطن أمه كل تلك المدة! وعلى هذا يأتون بأقوال الشافعي والأكاذيب التي توجد لديهم.
أنا الآن لست في وارد رد هذه الشبهة والافتراء الذي أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله المعاييب وفتح الباب لهؤلاء الحاقدين في ان يطعنوا في سيد الخلق لأن فيها تفصيل، ولكن لكي تتبدى هذه الشبهة في اذهان بعض الناس، أقول بكلام قاطع "هذا كله هراء" فإن حمزة عليه السلام ولد قبل أن يتزوج عبد الله بآمنة عليهما السلام.
وضريبة هذه المطاعن التي تسدد لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله هي ان بعض النصارى الحاقدين يقرؤون الإسلام من المنظار البكري المنحرف الذي اتى بهذه الخرافات وهذه الترهات والسخافات التي تضحك علينا الأمم، أما لو قروء الإسلام واخذوا سيرة النبي من أبنائه الطاهرين عليهم الصلاة والسلام فلا يجدون في هذه السيرة إلا الصفاء والنور والطهر والمثل والأخلاق العظيمة والمكارم، فلذلك نحن نجاهد من أجل تبديد هذه الصورة، ونحن نريد بصريح العبارة أن ننزع الشريعة عن المذهب البكري ونقول للناس هذا ليس هو الإسلام، ولا تتلقوا الإسلام من مذهب صنيعة الحكومات والطغاة المنحرفين والمأبونين أولاد الزنا وأهل الخرافات، لا تأخذوا الإسلام وتقيموه بناء على هؤلاء، خذوا ممن يمثل الإسلام بحق وهم أئمة اهل البيت الطاهرين عليهم السلام، حاسبونا على الإسلام الذي جاءنا من أئمة اهل البيت عليهم السلام، لا تحاسبونا على إسلام آخر زائف لا نقر ولا نعترف به.
يعني الحمل والفصال سنتان ونصف فقط، أي الحمل مع الرضاعة ولا يطول أكثر من ذلك، فكيف يصبح الحمل فقط مدته سنتان وثلاث وأربع وخمس! ماذا تبقى لفصاله أيضا؟!
إذن القضية جدا واضحة، وآسفا على من يعرض عن القرآن الحكيم ويأخذ بأقوال أبي حنيفة ومالك! فكل واحد من هؤلاء يريد أن يجر النار إلى قرصه لكي يبرر فضيحته! فالمسألة لا تحتاج إلى جدال ولا إلى أخذ ورد فالقرآن الكريم واضح وسنة نبينا صلى الله عليه وآله واضحة، فلا يوجد عندنا حديث نبوي أن الحمل يطول لسنوات، ولا توجد أحاديث ممن يمثلون رسول الله وهم الائمة الطاهرين عليهم السلام قالوا بذلك!
الموجود لدينا فقط تسعة أشهر وللحالات النادرة سنة (9 + 3 أشهر الارتياب) وعلى التحقيق ليس شرطا بالفعل من انعقاد النطفة إلى الولادة أن يطول إلى سنة كاملة فهذا لعله مستحيل، ونحن اذن لابد من أن نبدد هذه الترهات وهذه الأكاذيب خاصة انها جعلت هنالك ثغرة إباحية في الدين، بحيث تسمح لأي امرأة منحرفة انها تفعل ما تشاء بعد طلاق زوجها لها، ومن ثم تذهب إلى المحكمة وتأتي بول تدعي انه من الزوج الأول وتريد أن ترث منه خصوصا إذا كان لديه أموال طائلة! هل هذا دين أم ماذا؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(14) سير أعلام النبلاء للذهبي، المجلد 8-ص132.
(15) ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، المجلد 1-ص111/ باب مولد مالك.
(16) سرح العيون شرح رسالة ابن زيدون لجمال الدين ابن نباته المصري، المجلد 2-ص 165.
(17) الغيث الذي انسجم في شرح لامية العجم للصفدي، المجلد 1-ص195.
(18) شجرة طوبي للشيخ محمد مهدي الحائري "رحمة الله عليه"، المجلد 1-ص69.
(19) مصنف أبي شيبة، الجزء 2-ص632 / باب من رخص في إمامة ولد الزنا.
(20) تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة الطوسي "أعلى الله درجاته"، المجلد 8-ص129.
(21) نفس المصدر.
(22) الكافي في الفقه للشيخ أبي الصلاح الحلبي "رضوان الله تعالى عليه"، الحمل وأكثر مدته.
(23) غنية النزوع لأبن زهرة الحلبي "رضوان الله تعالى عليه"، ص387.
(24) رسائل الموصليات للشريف المرتضى "رضوان الله تعالى عليه"، المجلد 1-ص191.
(25) مجلة التايم الأمريكية، الخبر بتاريخ 5 مارس/آذار 1945 ميلادي.