الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -
ملخّص الجلسة الثانية عشرة:
هنالك كما قدمنا كثيرٌ من الشواهد والمواقف التي تدلنا على أن هنالك علاقةً خاصةً وثيقة الصلة كانت تربط ما بين الطاغية الثاني عمر زاد الله عذابه وما بين كعب الأحبار اليهودي عليه اللعنة. فإن عمر لم يكن يكتفي فقط بالحرص على دعوة كعب الأحبار لأن يغدو من المسلمين؛ ولم يكن يكتفي بالسماح لكعب الأحبار بأن يحدّث المسلمين؛ ولم يكن يكتفي بسؤاله عن المعارف الدينية وعن تفسير الآيي والذكر الحكيم؛ بل كان يتعدى هذا الطور إلى حدِ أنه كان يتبنى ما ينطقُ به كعب الأحبار ويفتي بموجبه ويخطب به.
موضوع بحثنا في هذه الجلسة هو بيان هذه الأبعاد في طبيعة العلاقة التي كانت تربط ما بين الطرفين. نذكر ثلاثة شواهد تدل على أن عمر كان يتلقى تفسير القرآن الحكيم من كعب الأحبار، وكذا معرفةَ أمور الدين وشعائره أيضاً، فنضمُ هذه الشواهد إلى ما تقدم من شواهد في الجلستين الماضيتين.
في تفسير السيوطي المجلد 1 ص318: وأخرج الأزرقي والبيهقي عن عطاء "أن عمر بن الخطاب سأل كعبا فقال أخبرني عن هذا البيت ما كان أمره؟ فقال: إن هذا البيت أنزله الله من السماء ياقوتة حمراء مجوفة مع آدم فقال: يا آدم إن هذا بيتي فطف حوله وصل حوله كما رأيت ملائكتي تطوف حول عرشي وتصلي ونزلت معه الملائكة فرفعوا قواعده من حجارة ثم وضع البيت على القواعد فلما أغرق الله قوم نوح رفعه الله إلى السماء وبقيت قواعده".
وفي تفسير السيوطي المجلد 1 ص326: وأخرج الأزرق "عن ابن عباس قال إن عمر بن الخطاب سأل كعباً عن الحجر الأسود فقال مروة من مرو الجنة".
تعليقان على هاتين الروايتين:
1- هذه المفاهيم والمعلومات -البيت الحرام، الحجر الأسو- يفترض أن تكون معلومةً بما يناهز البدهي عند المسلمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومعاصريه، فإن مفتتح هذه الدعوة الإسلامية ومبدأها كان في مكة المكرمة. وهؤلاء قوم قد عاصروا الرسول صلى الله عليه وآله في المرحلتين فهم من المهاجرين. والبيت ليس بخافٍ على أحد مدى أهميته في الإسلام. الحج وشعائره ومعالمه والمسجد الحرام والكعبة المشرفة والحجر الأسود أمور محط النظر، فلماذا لم يتوجه عمر بن الخطاب بمثل هذه الأسئلة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله؟ لماذا لم نجده يسأل الرسول عن قصة البيت وما كان أمره وعن قصة الحجر الأسود. لماذا يتأخر في توجيه الأسئلة ويسأل بها رجلاً يهودياً مندساً في أوساط المسلمين، وإن أحسنا به الظن وقلنا أنه ليس بمندس؛ فلا أقل من كونه لا يعلم الجواب الصحيح لأنه لا هو بنبي ولا بوصي ولا هو بعالم من علماء المسلمين ولا هو بصاحب للنبي قد تقلى العلم منه، فكيف يمكن أصلاً أن نسأله عن مثل هذه المفاهيم؟!
فما سر توجيه عمر بن الخطاب مثل هذه الأسئلة إلى مثل هذا الشخص؟!
2- التعليق الثاني موجه لكعب الأحبار: لو كان الأمر كما تدعي من أن هذا هو بيت الله وأنه نزل مع آدم في صورة ياقوتة حمراء مجوّفة و... فإذا كانت هذه المعلومات التي تعرفها لخبرتك في اليهودية؛ فلازم ذلك وجودها في الكتب اليهودية، ومعنى ذلك أن بيت الله الحرام يُفترض أن يكون مقدساً في اليهودية! والحال ليس كذلك!
لمزيد من التفصيل راجع الجلسة الثانية عشرة من الليالي الرمضانية لسنة 1438: