5 شهر رمضان 1438
بعد اختراع الإنترنت ومحركات البحث ومنها (google)، ومواقع التواصل الإجتماعي، وعصر الفضائيات، والكتب الإلكترونية، أصبح الوصول الى المعلومة سهلاً ومتاحاً للجميع. وبذلك تحولت المجتمعات وحتى الأفراد، من طور القصور عن معرفة الحق، الى التقصير في البحث والقراءة لاكتشاف الدين المحمدي الأصيل.
فتجد الناس في هذا الزمان، وخاصة فئة الشباب منهم، يعرفون كل شاردة وواردة عن الممثل الفلاني، أو اللاعب الكذائي، في حين لا يعرفون شيئاً عن دينهم وعقيدتهم بل لا يحفظون شيئاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله، الإ من رحم ربي!
وإذا وجدت أحداً منهم يفقه شيئاً مما نقول، فإن جُل مايعرفه هو ما قد تعلمه في المدارس من منهج باطل، منهج لا ينقل إلا الأحاديث المكذوبة والضعيفة منها، لهذا تجد من تناقشه ويردد هذه الأحاديث أنها من المسلّمات، وحين تنقل له أنها أحاديث ضعيفة يصاب بالدهشة!
باعتقادي، أن جميع ما ذكرته آنفاً، سيكون حجة دامغة يوم القيامة على كل من يدّعي أنه قاصر، أو لم يكُ بمقدوره الوصول الى الحقيقة، عندما يقف بين يدي جبار السماوات والأرض في يوم المحشر العظيم.
تجربة شخصية..
بعد عام 2003 ودخول الإنترنت والقنوات الفضائية الى العراق، والتي لم نكُ نألفها أو نعرفها جيداً قبل هذا الوقت، وصعود الشيعة الى السلطة، انطلق الحديث عن التشيّع و"التسنن"، كان الدافع من وراء هذه القنوات دافع سياسي، ولكنهم ألبسوه لباساً دينياً عقائدياً، ولعمري أن ما قاموا به كان في نفع الشيعة والتشّيع (رب ضارة نافعة).
كان لهجوم القنوات الفضائية والمنتديات الخليجية، الدافع الأكبر لي للبحث عن ديني ومعتقدي، وكان أول سؤال طرحته على نفسي، لماذا أنا شيعي..؟ فكان الجواب لأنني ولدت هكذا، فتشيّعي وراثي، ورثته عن آبائي وأجدادي!
أحسبُ أن كل مسلماً، شيعياً كان أم مخالفاً (بكرياً)، أنه قد قرأ القرآن الكريم، ولابد أن تكون هذه الآيات قد مرت على مسامعه، يقول الباري عز وجل: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا). وكذلك في قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ).
بدأت البحث، أشكلت، وسألت، واشتبهت، وناقشت، حتى وجدت أن عقيدتي على حق، وديني على هدى، فاطمأن قلبي، وارتاح عقلي من تلك الأسئلة.. الأسئلة التي سأُجيب إذا ما سؤلت عنها يوم المحشر العظيم.
دعوة للبحث في الإسلام الحقيقي والإسلام المزيف..
إن الدعوة التي أطرحها اليوم، دعوة أخوية، وفي شهر مبارك، أرجو منها أن تصل الى كل من يريد، أن يكون صيامه وقيامه مقبولاً عند الله عز وجل. لهذا؛ لعل من الواجب على من يطلب القبول من الباري جل وعلا، أن يبحث أولاً في إسلامه، هل هذا الإسلام الذي يتبعه، هو إسلاماً حقيقياً، أم مزيفاً!؟
فإذا بحث بتجرّد سيجد ضالته لا محالة، فإذا كان على باطل سيعرف الحق، وإن كان على الحق، سيزداد يقيناً. وأول ما يجب أن ينطلق به الباحث باعتقادي؛ هو حديث الثقلين، وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه واآله قد ذكر فيه لفظ (الضلال)، وأن الأمة إذا تمسكت بما أوصى به لن تضل بعده أبدا.
(إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا).
المنصف حقاً، والباحث المتجرّد والمستمع الجيد، لا يتردد في اتباع أهل البيت عليهم السلام والتبري من أعدائهم لمجرد أن يسأل نفسه هذا السؤال!
لماذا أنا بكري (سني) أتبع أبي بكر وعمر وعائشة!؟
أقول للإنصاف، إن كل من سأل نفسه هذا السؤال سيجد الجواب واضحاً وضوح الشمس، لأن الله عز وجل لا يترك عباده في حيرة من أمرهم، بل نحن من نضع أنفسنا في هذه المتاهة والتي يصعب علينا الخروج منها بجهلنا تارة وعنادنا تارة أخرى، فنغلق أعيننا عن رؤية الحق، ونصم آذاننا عن سماعها. (جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا).
إن واحدة من الانحرافات التي قام بها رموز القوم أمثال أبي بكر وعمر وعائشة لهو كافٍ، للتبرؤ منهم ولعنهم، كما أمرنا القراآن الكريم (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا).
إشارات..
كثيرة هي الانحرافات والجرائم التي قام بها رموز السقيفة أمثال أبي بكر وعمر سنذكر بعضاً منها على عجالة، لتكون بداية للباحث عن الحق.
أولها: إن الأحاديث عن فاطمة الزهراء عليها السلام كثيرة، فهي كما قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله أم أبيها، وسيدة نساء أهل الجنة، وبضعة مني من أغضبها أغضبني، ومن آذاها فقد آذاني. وأنها عليها السلام ماتت واجدة (غاضبة) على أبي بكر وعمر، ولم تكلمهما حتى ماتت، وأمرت أن لا يحضروا جنازتها! والسبب غصب فدك منها، وهجومهم على الدار، وإسقاط جنينها المُحسّن عليه السلام.
ثانياً: رزية الخميس وتجرؤ عمر بن الخطاب على مقام رسول الله صلى الله عليه وآله ووصفه بالهذيان (إن الرجل ليهجر، أو غلبه الوجع) لهي كافية في النيّل من عمر، والتبرؤ منه ولعنه.
ثالثاً: أما عائشة فالحديث عنها يطول، ولكن تكفينا سورة التحريم، والتي نزلت فيها وفي حفصة، والمسلم المنصف (غير المعاند) سيجد أنها كافية للبراءة منهما، بعد أن طالبهما الله بالتوبة، بعد أن صغت (مالت عن الحق) قلوبهما. (إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)
فأين التوبة لعائشة وحفصة في القران!
أما من يقول؛ إنهما زوجات النبي صلى الله عليه وآله، ولا يجوز أن نتبرأ منهما، فإن القرآن الكريم يجيب عن هذا الإشكال وفي نفس سورة التحريم، حين ضرب الله مثلاً في عائشة وحفصة. (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).
إن الله عز وجل لم يدع للقوم ثغرة ينفذون منها، فالحق يعلو ولا يُعلى عليه، والشمس لا تغطى بغربال! فالشمس معروفةٌ بالعينِ والأثرِ.
بقلم: أمير الإبراهيمي