هل الذين يعادون الشيخ الحبيب ويشتمونه بدعوى أنه يتسبب بالطائفية يعادونه حقاً لهذا السبب أم لأسباب أخرى كمعارضته للشخصيات التي يتبعونها؟
ولو كان الشيخ الحبيب معترفاً على سبيل المثال بشرعية النظام الإيراني ومرشده خامنئي ومع ذلك كان يجهر بثلب أعداء آل محمد (صلوات الله عليهم)... هل كان هؤلاء سيعادونه ويشتمونه ويفترون عليه كما يفعلون الآن؟ أم كانوا سيحترمونه ويمتدحونه كما يحترمون مثلاً الشيخ نمر النمر والشيخ حسن شحاتة لأنهما لم يعارضا خامنئي ونظامه على الرغم من تصريحاتهما «الطائفية» النارية التي تسببت بسفك دمهما ودماء الشيعة معهما؟
لقد قام الإعلامي فائز الجبوري بتجربة اجتماعية موثقة بالصوت والصورة أظهرت أن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء معاداة الشيخ الحبيب عند بعض الناس بعيدة كل البعد عن ادعائهم أن الشيخ يتسبب بالطائفية.
ذهب الجبوري إلى ما يسمى «المركز الإسلامي» في لندن الذي قام بتأسيسه علي خامنئي بواسطة وكيله محسن آراكي، والتقى بعدد من المترددين على هذا المركز الذين تمت تعبئتهم بالدعاية المكثفة ضد الشيخ الحبيب، وسألهم: «ما رأيكم بياسر الحبيب عندما يقول أن عائشة وطلحة والزبير أخبث من الكلاب والخنازير»؟
فوراً أجاب هؤلاء بهجومهم على الشيخ الحبيب وأن كلامه هذا مرفوض وهو يتسبب بالطائفية وسفك الدماء وأنه يجب احترام رموز الآخرين و... بل اتهم بعضهم الشيخ بأنه ليس بشيعي أصلاً وأنه مدسوس وسط الشيعة جاء من الجزيرة العربية وهو عميل لدوائر المخابرات العالمية!!
ولكن عندما فاجأهم الأخ الجبوري بأن صاحب تلك المقولة «عائشة وطلحة والزبير أخبث من الكلاب والخنازير» إنما هو خميني في إحدى كتبه... فجأة شعر هؤلاء بالإحراج وتغير كلامهم وبدأوا بالتبرير والمديح لخميني!! هنا ظهرت الحقيقة البشعة والكيل بمكيالين.
إن هذا يكشف عن أن الأسباب الحقيقية وراء معاداة هؤلاء للشيخ الحبيب ليست مبدئية بل سياسية أو حزبية أو تنافسية، إنهم يشتمون الشيخ لا لأنه يجهر بالبراءة وإلا لشتموا خميني ونمر النمر وحسن شحاتة وغيرهم ممن جهروا بالبراءة أيضاً في بعض تصريحاتهم، إنهم يشتمون الشيخ لأنه بكل بساطة لا يؤيد رموزهم ويحافظ على استقلاليته بعيداً عنهم ويحرص على قول الحق في القريب والبعيد.