27 صفر الأحزان 1437
إلى: كل من يريد محاربة الإرهاب وتجفيف المستنقع الفاسد الذي فرخ المجرمين امثال داعش وغيرها.
أولا اﻹستنكار من أول جريمة في الإسلام والبراءة من داعش ذلك الزمان الذي أسس الإسلام المزيف والذي فرَّخ داعش هذا الزمان! حتى تكونوا صادقين مع الله سبحانه وتعالى في دعواكم وإنكم حقا بالقول والفعل ضد الإرهاب وسفك الدماء وضد داعش اليوم لعن الله الحاضر والماضي منهم:
جريمة داعش الأولى:
أول جريمة كبرى انتهكت في الإسلام هي (قتل رسول الله صلى الله عليه وآله) ابحث أيها المسلم بتجرد عن الهوى والعاطفة ودع عنك الميل لتأييد الظالمين، يا من تملك الفطرة السوية انظر وتمعن في الروايات وستجد الجريمة الأولى وستعرف من هم داعش ذلك الزمان لعنهم الله.
وعليك أيها المسلم البراءة أولاً ممن قتل رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن تبرئ ممن يقتل ويسفك الدماء في الحاضر، لأنه سيد الخلق وأشرف دم على وجه الأرض وبلا شك أغلى من دماء الذين يقتلون اليوم.
نبدأ البحث بمصادر المخالفين كقرينة وشاهد على الجريمة:
1. هناك حديثا يروى في كتبهم، عن (عائشة) تبرّر فيه إقدامها على وضع (مادة غريبة) في فم رسول الله صلى الله عليه وآله حين كان مغشياً عليه في مرضه، فقد زعمت أن هذه المادة هي (لدود) أي دواء بمثابة الطعم!
وعندما أفاق النبي (صلى الله عليه وآله) واكتشف الأمر وسأل عن الفاعل قامت عائشة بإلصاق التهمة كذبا بالعباس بن عبد المطلب عمّ النبي!
إلا أنه (صلى الله عليه وآله) برّأ ساحة عمّه وأمر بأن تتناول عائشة ومن معها من نفس هذه المادة عقاباً، مفنّدا تبريراتها بأنها كانت تخاف عليه مرض ذات الجنب واصفا (ذات الجنب) بأنها من الشيطان!
وهذا تمام الحديث كما رواه البخاري: ”عن عائشة قالت: لددنا رسول الله في مرضه وجعل يشير إلينا أن لا تلدّوني.
فقلنا: كراهية المريض بالدواء!
فلمّا أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدّوني؟!
قلنا: كراهية الدواء!
فقال صلى الله عليه وسلم: لا يبقى منكم أحدٌ إلا لُدَّ وأنا أنظر، إلا العباس فإنه لم يشهدكم“!
مصدر الرواية:
- صحيح البخاري ج8 ص42.
- صحيح مسلم ج7 ص42. وغيرهما كثير.
2. وروى الحاكم أيضا وهو من كبار علماء المخالفين:
عن عائشة قالت: ”إن رسول الله كانت تأخذه الخاصرة فتشتد به وكنا نقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عرق الكلية، ولا نهتدي أن نقول الخاصرة أخذت رسول الله يوما فاشتدت به حتى أُغمي عليه وخفنا عليه، وفزع الناس إليه، فظننا أن به ذات الجنب (فلددناه)
ثم سُرِّيَ عن رسول الله وأفاق فعرف أنه قد (لُد) ووجد أثر ذلك (اللد). فقال: أظننتم أن الله سلّطها عليّ؟
ما كان الله ليسلّطها عليّ، والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحدا إلا لُدَّ إلا عمّي“.
مصدر الرواية:
- مستدرك الحاكم ج4 ص203.
3. وأيضا من مصادر المخالفين أن عائشة ناقضت نفسها بنفسها، ففي مرّة تزعم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد توفي من سمّ اليهودية قبل ثلاث سنوات! وفي مرّة أخرى تزعم أنه توفي بسبب إصابته بمرض ذات الجنب! مع أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد نفى إمكان أن يسلّط الله تعالى هذا المرض عليه باعتباره من الشيطان كما مرّ في الرواية السابقة!
فقد روى أبو يعلى عن عائشة قالت: ”مات رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب“!
مصدر الرواية:
- مسند أبي يعلى ج8 ص258.
والحاصل من ملاحظة كل هذا عدم الشك في أن (لعائشة) دوراً أساسياً في قتل النبي صلى الله عليه وآله، وقد وقع هذا بمعونة صاحبتها (حفصة)، وبأمر من أبويهما (أبي بكر وعمر) عليهم جميعا لعائن الله. وليس مستبعدا أن يأمر (أبو بكر وعمر) بتنفيذ مثل هذه الجريمة الكبرى في حق رسول الله صلى الله عليه وآله، فإنهما قد حاولا من قبلُ مع عصبتهما من المنافقين أن يقتلا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بعد الرجوع من تبوك.
4. وقد روى المخالفون ذلك عن أحد كبار محدّثي المخالفين، وهو (الوليد بن جميع).
حيث قال ابن حزم أنه: ”روى أخبارا فيها أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وإلقاءه من العقبة في تبوك“!
مصدر الرواية:
- المحلّى لابن حزم ج11 ص224.
والآن نأتي لمصادرنا المعتبرة التي تؤكد تلك الجريمة البشعة الداعشية والتي تفصح وتفضح قتلة رسول الله صلى الله عليه وآله:
فلقد أخبرنا أهل البيت (عليهم السلام) بأن جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) قد مضى مسموماً شهيداً، وأن اللتين سمّتاه هم داعش ذلك الزمان: (عائشة وحفصة بأمر أبويهما أبي بكر وعمر لعنهم الله لعن عاد وثمود إلى قيام يوم الدين).
1. روى المفسّر العياشي (رضوان الله تعالى عليه) عن عبد الصمد بن بشير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:
”تدرون مات النبي (صلى الله عليه وآله) أو قُتل؟ إن الله يقول: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، فُسَمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه! فقلنا: إنهما وأبويهما شرّ من خلق الله“!
مصدر الرواية:
- تفسير العياشي ج1 ص200.
2. وروى أيضا عن الحسين بن المنذر قال: ”سألت أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام عن قول الله: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، القتل أم الموت؟ قال: يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا“! (المصدر نفسه).
3. كما روى علي بن إبراهيم القمّي (رضوان الله تعالى عليه) في تفسيره أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لحفصة في مجريات قصّة التحريم:
”كفى! فقد حرّمت ماريّة على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا، وأنا أفضي إليك سرّا فإنْ أنتِ أخبرتِ به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!
فقالت: نعم ما هو؟
فقال: إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي (غصبا) ثم من بعده أبوك.
فقَالَت (حفصة): مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا؟
قَال (رسول الله صلى الله عليه وآله ): نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ.
فأخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: إن عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها، فاسأل أنت حفصة.
فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟
فأنكرت ذلك وقالت: ما قلت لها من ذلك شيئا!
فقال لها عمر: إنْ كان هذا حقاً فأخبرينا حتى نتقدّم فيه (نُجهز على النبي سريعا)!
فقالت: نعم! قد قال رسول الله ذلك! فاجتمعوا أربعةً على أن يسمّوا رسول الله“!
مصدر الرواية:
-تفسير القمي ج2 ص376.
هذا الذي أخبرنا به الأئمة الأطهار (عليهم السلام) من أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قُتل؛ يوافق نصّ القرآن الحكيم، فإن الله تعالى يقول: ”وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ“. (آل عمران: 145).
والمعنى الواضح فيها أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيُقتل وسيعقب ذلك انقلاب الأصحاب على أعقابهم أي ارتدادهم عن الدّين وبعد ذلك قتلوا بضعته الزهراء ووصيه أمير المؤمنين وسبطاه الحسن والحسين والتسعة المعصومين عليهم صلوات الله وسلامه ولازالت داعش تقتل وتسفك دماء شيعتهم.
فقوله تعالى: ”أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ“ معناه: ”أَفَإِنْ مَاتَ (بَلْ) قُتِلَ“ لأن (أو) هنا للإضراب حيث إن الله سبحانه لا يشكّ. ونظيره قوله تعالى: ”وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ“، (الصافات: 148) بمعنى أنه أرسله إلى مئة ألف بل يزيدون.
نكرر أيها المسلمون يا من تدعون تطبيق سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أردتم حقا القضاء على داعش هذا الزمان، لابد أن تحققوا في جريمة اغتيال نبيكم وتبرؤون إلى الله تعالى من قتلته وتظهرون براءتكم من داعش ذاك الزمان الذين لازلتم تتبعون سنتهم وتترضون عنهم وتدافعون عنهم.
إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم والله ولي المؤمنين وهو الهادي من الضلال.