كنا ومازلنا في غير مقام الإنكار لحقيقة أن ما نمنهجه ونطرحه يتسبب في إيلام وإيذاء مشاعر بعض أتباع الطوائف الدينية، سيما أهل العامة، إذ كنا قد أدركنا ذلك سلفا كتحصيل حاصل حتى قبل أن نخطو خطوة عملية واحدة، أي قبل الإعلان عن قيام هيئة خدام المهدي (عليه السلام) وقبل تأسيس أجهزتها وإطلاق مشاريعها وإصدار إصداراتها.
وبطبيعة الحال؛ كانت ردود الفعل التي تردنا من أبناء العامة تنبئنا عن حجم الألم والأذى الذي طغى على مشاعر معظمهم بسبب ما ننشره ونروّجه من مفاهيم عقيدية ونتاجات فكرية، وقد بدا لنا ذلك الحجم مهولا حقا، إلا أنه لم يزدنا إلا عزيمة وإصرارا على مواصلة الدرب وتحمّل المشقة رغم المخاطر التي توجّهت صوبنا والأضرار التي لحقت بنا!
ولا شك أنهم اليوم يتساءلون عن سبب هذا الإصرار؛ سيما وأن هذا الإصرار يبعث في النفوس تساؤلات شائكة عدّة من قبيل: إلى أين يريد أن يوصلنا هؤلاء وما الذي يريدونه بالتحديد؟ هل هم جماعة تكفيرية؟ هل عندهم نزعات عنفية؟ هل يسعون إلى تقويض أسس السلم الأهلي؟ هل هم مدفوعون من الخارج؟ هل يريدون العودة بنا إلى زمن الاحتقان الطائفي؟ هل لديهم تنظيمات وخلايا سرية؟ هل فكرهم قائم على إلغاء الآخر؟ هل يربّون جيلا على حسب مقاييسهم ليستولوا على الأوضاع مستقبلا؟ كيف يؤّمنون أنفسهم مع كل الضربات والملاحقات الحكومية التي تطالهم؟ هل لديهم اختراقات للأجهزة الحكومية إلى درجة إخراج من يشاؤون من السجن ومن البلاد؟ هل لديهم قدرة على غسيل الأدمغة أو التنويم المغناطيسي إلى درجة تغيير عقيدة أفراد من غير الشيعة وتجنيدهم لصالحهم؟
هذه مجرد عينة من التساؤلات ”المريبة“ التي شاعت كثيرا في الآونة الأخيرة، والتي أظهرت مدى الدهشة التي انتابت الآخرين من قيام هذا التيار فجأة وتصدّره لساحة الأحداث، تلك الدهشة التي جعلت كثيرين يضطرون للقفز عاليا على الواقع لتحليل بقاء نشاط هذا التيار رغم كل المحاولات التي بُذلت للقضاء على نشاطه، فكانت هذه الأسئلة نماذج لما رَشُح عن هذا القفز الخيالي.
أما إنْ أريدَ الواقع بما هو واقع؛ فنقول جوابا لهؤلاء المتسائلين والمرتابين والمتألّمين: إنكم لن تعرفوا حقيقة إرادتنا وما نشعر به، كما لن تعرفوا سبب إصرارنا وعزيمتنا؛ إلا إذا استوعبتم – جيدا وبتجرّد موضوعي - هذا التسلسل التاريخي المجمل للأحداث منذ فجر الخليقة، فمنه ستفهمون كنه خدام المهدي (عليه السلام) ومنه ستدركون الأبعاد التي يتحرّكون فيها، ومنه أيضا ستستوعبون أن مشاعر الألم التي اعترتكم إنما جاءت من تعلّق بالوهم! كالمريض النفسي الذي يتألم بشدّة من قص ورقة بالمقص وهو يصرخ قائلا: ”لا تقطعوا يدي! إنكم تؤلموني“! والحال أن أحدا لم يلمس يده وإنما أحسّ بالألم لتعلّقه بالوهم ليس إلا.
إن التاريخ في تسلسله يجدّد نفسه ويجدّد لنا العبر والدروس، فدعونا نلقي نظرة عليه.
حكى لنا التاريخ أن الله تعالى أرسل آدم (عليه الصلاة والسلام) ليؤسس جنسا بشريا يعبد الله وحده، ولكنه بعد أن توفي؛ نشب الصراع بين أبنائه، واستطاع أبناء اللعين قابيل – الذي قتل أخاه الصالح هابيل – امتلاك القوة بالإجرام والبطش، فقهروا الوصي الشرعي لآدم، وهو ابنه شيث هبة الله (عليه السلام) ونفوه وأبناءه المؤمنين الموحّدين الذين كانوا على دين أبيهم آدم إلى إحدى الجزر النائية وعزلوهم هناك! ثم أشاع أبناء قابيل في ما بينهم أن الله أمرهم بعبادة النار، فعبد أبناؤهم النار بدلا من الله تعالى!
وحكى لنا التاريخ أن المؤمنين القلائل الذين بقوا أوفياء لآدم واتبعوا أوصياءه الشرعيين؛ استمروا في الصبر والتحمّل والتحدي إلى أن أرسل الله نوحا (عليه الصلاة والسلام) ليصحّح المسيرة البشرية فيقضي على عبادة الأصنام الخمس ”ودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسر“، ومهما بذل نوح من جهود لهداية الناس قابلوه بالازدراء والتحقير، فأجرى الله فيهم الطوفان ليغرقهم وأصنامهم التي يعبدونها من دون الله. وأنجى الله نوحا ومن معه من المؤمنين القلائل، ولكن بمجرد أن توفي نوح (عليه السلام) لم تمضِ مدة طويلة حتى نشب الصراع في أبنائه وأحفاده، وأهمل الناس الوصي الشرعي لنوح، وهو ابنه سام (عليه السلام) فلم يأخذوا منه معالم دينهم، حتى عادوا بعد فترة وجيزة إلى عبادة الأصنام الخمس نفسها من جديد بعدما نقّبوا عنها بين الرمال وعثروا عليها بعد إذ أغرقها الطوفان!
وحكى لنا التاريخ أن المؤمنين القلائل الذين بقوا أوفياء لنوح واتبعوا أوصياءه الشرعيين؛ استمروا في الصبر والتحمّل والتحدّي إلى أن أرسل الله تعالى إبراهيم (عليه الصلاة والسلام) ليصحح المسيرة البشرية وينقيها من الكفر والشرك، ولكنه بعدما توفي، نشب الصراع بين أحفاده فقام أبناء إسحاق (عليه السلام) الذين مالوا عن دين أبيهم وجدّهم بالبطش بالأوصياء الشرعيين لإبراهيم (عليهم السلام) فقتلوهم وأذاقوهم ألوان العذاب، وشرّدوهم في البلاد، ثم اخترعوا لهم دينا آخر يختلف عما جاء به إبراهيم وإن نسبوه إليه زورا!
وحكى لنا التاريخ أن المؤمنين القلائل الذين بقوا أوفياء لإبراهيم واتبعوا أوصياءه الشرعيين؛ استمروا في الصبر والتحمّل والتحدّي إلى أن أرسل الله تعالى موسى (عليه الصلاة والسلام) ليصحح مسيرة البشرية، سيما مسيرة ذرية إسحاق التي ضلّت وتاهت، ولكنه بعدما توفي، نشب الصراع بين أمته واستطاع المنافقون منهم جرّ زوجته صفوراء بنت شعيب لمحاربة وصيّه الشرعي، وهو يوشع بن نون (عليه السلام) ورغم أن يوشع انتصر عليهم إلا أنهم تحيّنوا فرصة موته لينقلبوا عليه وعلى دين موسى من جديد، وتم لهم ما أرادوا إذ بطشوا بأوصياء موسى وقتلوهم ونفوهم حتى اخترعوا لأنفسهم دينا آخر وأوهموا الناس أنه دين موسى نفسه، ثم جعلوا الحكومة بيد قبائلهم يتداولونها ويتلقّفونها تلقّف الكرة حتى أفسدوا العباد والبلاد وقتلوا من الأنبياء سبعين ألف نبي دون أن يهتزّ لهم جفن!
وحكى لنا التاريخ أن المؤمنين القلائل الذين بقوا أوفياء لموسى واتبعوا أوصياءه الشرعيين؛ استمروا في الصبر والتحمّل والتحدّي إلى أن أرسل الله تعالى سليمان (عليه الصلاة والسلام) ليصحح مسيرة البشرية وليخلّصها من الانحراف بقوة الحكم والسلطان الذي سلبه المنحرفون عن الدين، ولكنه بعدما توفي، نشب الصراع بين قومه الذين انقلبوا على وصيه الشرعي آصف بن برخيا (عليه السلام) فعزلوه وأتباعه، ثم نصبوا لأنفسهم حاكما يدعى (رحبعام) كان بالأمس القريب ملعونا على لسان سليمان ومنفيا من قبله إلى مصر! فجعلوه خليفته بدلا من أوصيائه الشرعيين حتى عاث في الدين فسادا وأخربه من جديد!
وحكى لنا التاريخ أن المؤمنين القلائل الذين بقوا أوفياء لسليمان واتبعوا أوصياءه الشرعيين؛ استمروا في الصبر والتحمّل والتحدّي إلى أن أرسل الله تعالى عيسى (عليه الصلاة والسلام) ليصحح مسيرة البشرية ويعيدها إلى التوحيد والدين الحق، ولكنه بعدما رفعه الله إليه، نشب الصراع بين أتباعه الذين خذلوا وصيّه الشرعي شمعون الصفا (عليه السلام) واتبعوا أحد ألدّ أعدائه سابقا وهو (بولس) الذي تلطّخت يداه بدماء الشهداء من المؤمنين بعيسى! فكان في بادئ الأمر متعصبا لليهودية يقتل كل شخص آمن بالمسيح، ويضطهد أتباعه اضطهادا عظيما، ومع هذا التفّ الناس حوله بعد ثلاثين سنة من ارتحال عيسى للسماء واعتبروه خليفة عيسى بدلا من خليفته الشرعي لأنه تساهل مع أحكام شريعتهم وأباح لهم الكثير مما كان يحرّمه عليهم وصيه شمعون حتى صنع لهم دينا آخر منسوبا لعيسى وعيسى بريء منه!
وحكى لنا التاريخ أن المؤمنين القلائل الذين بقوا أوفياء لعيسى واتبعوا أوصياءه الشرعيين؛ استمروا في الصبر والتحمّل والتحدّي إلى أن أرسل الله تعالى محمدا خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) ليصحح مسار البشرية كافة ويعيدها إلى عبادة الله الواحد عبادة صافية نقية من كل رجس ودنس وانحراف، ولكنه بعدما استشهد مسموما، نشب الصراع بين قومه، فخذلوا وصيّه الشرعي وابن عمّه علي بن أبي طالب (عليهما الصلاة والسلام) ونصبوا بدلا منه أحد أكبر المنافقين وهو المدعو أبو بكر بن أبي قحافة ليكون خليفته! فقام وقرينه المدعو عمر بن الخطاب وأشياعهما بتحريف الدين الذي جاء به هذا النبي الخاتم. ثم استعان المنافقون بزوجته عائشة بنت أبي بكر لمحاربة الوصي الشرعي علي، ورغم أنه انتصر عليهم إلا أنهم تحيّنوا فرصة مقتله فاضطهدوا أبناءه الأوصياء الشرعيين من بعده وقتلوا أتباعهم ونكّلوا بهم أيما تنكيل، وأصبحت خلافة هذا النبي وميراثه بيد أعدائه بالأمس كبني أمية وآل أبي سفيان!
وحكى لنا التاريخ أن المؤمنين القلائل الذين بقوا أوفياء لمحمد (صلى الله عليه وآله) واتبعوا أوصياءه الشرعيين؛ استمروا في الصبر والتحمّل والتحدّي ومازالوا كذلك حتى يأذن الله لخاتم هؤلاء الأوصياء - وهو المهدي من آل محمد - بالظهور والنهوض لاستلام القيادة الإسلامية العالمية وإعادة البشرية من جديد إلى دين الله الحق وتنقيته من شوائب الانحراف التي علقت به.
فهذا هو التسلسل التاريخي لعلاقة البشر بالله تبارك وتعالى، كل أمة انقلبت على نبيها وولاة أمورها الربانيين، بينما كانت كل فرقة مؤمنة من تلك الأمم تنتظر مجيء مصلح يصلح ما أفسده الكفرة والمنافقون والضالون من الدين والدنيا، وخلال كل فترة من فترات الانتظار؛ كانت تلك الفرق المؤمنة تسعى لهداية الضالين والمنحرفين والمنخدعين، وكان مناوئوهم يجابهونها بحملات حربية ضارية باسم الدين أيضا، وعلى مختلف الجبهات والأصعدة، ولم يكن لها إلا أن تصبر وتحتسب، وتتحمل، وتتحدى الواقع، لأن الأمل يحدوها بتحقيق هداية من هم حولها من الناس.
بطبيعة الحال تعرّض المؤمنون والأوفياء للشرعية الإلهية على الأرض لشتى صنوف العذاب، ولمختلف أنواع الإشاعات الكاذبة التي لم يسلم منها حتى أنبياء الله! ودائما في بداية الطريق.. كان المؤمنون يتسببون في إيلام غيرهم ممن شبّوا وشابوا على أديان منحرفة واتباع رموز ذات قداسة عندهم، فلم يكن المخدوعون يتحمّلون أن يسمعوا من المؤمنين الحق والصدق، ولم يكن عندهم الاستعداد لأن يتحمّلوا إهانة آلهتهم، أو الشخصيات الكبرى التي كانوا يظنون أن لها الفضل في توجيههم نحو الله! والحال أنها أبعدتهم تماما عن الله.. باسم الله!
غير أن المؤمنين صبروا وتحمّلوا، وأدركوا حقيقة أن عملية التغيير للواقع الانحرافي المتراكم منذ قرون يحتاج إلى صبر طويل، وأن الخطوات الأولى لا شك ستتسبب في إيلام مشاعر المخدوعين لأنهم سيسمعون كلاما ينسف جميع ما تركّز في أذهانهم من مسلّمات عقيدية. وهذا هو ما حصل مع نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث كان مشركو قريش يضيقون ذرعا ”بمحمد هذا الذي يعيب آلهتنا ويذكرها بسوء“!
وطفق المشركون بخيالهم يقفزون على الواقع محاولة لتحليل أسباب هذا الإصرار المحمّدي العجيب على مواصلة طريق المناقضة للوضع القائم رغم كل العذاب الذي صبّوه عليه، فزعموا أنه يريد الملك! وزعموا أنه يريد الشهرة! وزعموا أنه يريد المال! وزعموا أنه يريد أن يغدو كاهنا! ثم لمّا لم يجدوا شيئا من تلك الافتراءات ينطبق عليه لم يجدوا حلا للريب الذي اعترى نفوسهم المريضة سوى القول: ”إن محمدا قد جُنّ.. أو هو ساحر“!! نعوذ بالله.
ولو أمعن هؤلاء المشركون النظر وتفكّروا قليلا بروّية، لعلموا أن محمدا هذا لم يعب آلهتهم ولم يسئ إلى دينهم ولم يتسبب في إيذاء مشاعرهم إلا لأنه يحبّهم.. نعم يحبّهم، فلا يريد لهم البقاء متعلّقين بالوهم، الوهم بأنهم يعبدون الله عن طريق الأصنام.. والحال أنهم يعبدون الأصنام فقط!
وهكذا لو أمعنتم – أعزاءنا – النظر وتفكّرتم قليلا في أمرنا، لعلمتم أننا لم نعب رموزكم المقدسة ولم نسئ إلى مذهبكم ولم نتسبب في إيلام مشاعركم إلا لأننا نحبكم.. نعم نحبكم، فلا نريد لكم البقاء متعلّقين بالوهم، الوهم بأنكم تعبدون الله عن طريق أبي بكر وعمر.. والحال أنكم تعبدون أبا بكر وعمر لأنهما حرّما حلال الله وحلّلا حرام الله وقلبا أحكام الله، ومن حيث لا تشعرون تركتم ما أمر الله به وأخذتم بما أمر به أبو بكر وعمر وأضرابهما الذين جعلوكم تسيرون في طريق تظنونه الإسلام لكنه بعيد عنه بعد الأرض عن السماء! ولو دققتم في الفوارق بين إسلام محمد وأهل بيته (صلوات الله عليهم) وإسلام أبي بكر وعمر (عليهما اللعنة) لعرفتم ماذا نعني، فالأول أنتج العلم والحضارة والتقدّم والرقي، والآخر أنتج الجهل والتخلّف والإرهاب والإجرام.. والعمليات الانتحارية!
نحن اليوم نعيش وإياكم في زمن الانتظار لظهور حجة الله على أرضه (عليه الصلاة والسلام) تماما كما عاش أسلافنا في أزمان الانتظار لظهور بعض الأنبياء والأوصياء (عليهم الصلاة والسلام)، وفي هذه المرحلة نريد لكم النجاة، ونريد لكم أن تتبيّنوا طريق الحق، وتستنيروا بضيائه، لا أن تبقوا على الدين المنحرف الذي خُدعتم به. والذي يحبّكم حقا هو الذي يوعّيكم بذلك، لا الذي يشارك في تغييب الحقيقة عنكم، لتخسروا آخرتكم بعد دنياكم، وعندئذ لا ينفع الندم.
إننا لا نتقصّد إيلام مشاعركم ولا إيذاء خواطركم، لكن ذلك يقع في نفوسكم لا إراديا بسبب ما عشتم فيه من بيئة أهملت توعيتكم وراكمت عليكم كثيرا من المفاهيم المغلوطة التي حرمتكم من الحقيقة.
كل ما نرجوه منكم عندما يصلكم شيء منّا لامس المحظورات عندكم؛ أن لا تفزعوا، وأن تعطّلوا – ولو قليلا – مشاعركم وعواطفكم، وتحاولوا ملاحظة ما وصلكم بتجرّد موضوعي، لتروا هل أنه كان موافقا للدليل أم لا؟ فإذا وجدتموه كذلك فاستجمعوا شجاعتكم، واخطوا خطوتكم الجريئة بترك الضلال والتمسك بالهدى، هدى محمد وآله أرواحنا فداهم، كما فعل الملايين قبلكم ومازالوا.. ونحن منهم! فلم يكن آباؤنا وأجدادنا إلا على ملّتكم، ثم بعد ذلك اهتدوا بنور الولاية المحمدية العلوية الفاطمية، وانظروا حولكم وستجدون الآلاف كل عام يخطون هذه الخطوة الشجاعة ويعلنونها مدويّة: ”أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدا رسول الله.. أشهد أن عليا ولي الله“. وفي ”المنبر“ وحدها لاشك أنكم رأيتم العشرات من هؤلاء، وقد وُثِّقت تجاربهم لتكون الحجة عليكم.
إن الخدام سيظلون يحبّونكم، ويرجون لكم الخير، ويدعون الله تعالى أن تركبوا معهم في سفينة النجاة، سفينة محمد وأهل بيته الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، ولولا ذاك لما خاطروا بحياتهم، ولولا هذا الأمل بإصلاح الأمة وإعادتها إلى ولاية أهل البيت (عليهم السلام) لما سمعتم عنهم خبرا، ولما تألمتم أبدا!
عذرا على الآلام.. فإننا لا نقصدها لكم، ولكنها تأتي عرضيا، تماما كما يفعل الطبيب مع مريضه، يحاول أن ينقذه بمعالجات معينة، فيتسبب في إيذائه وإيلامه أولا، لأن المعالجة تقتضي ذلك ليس إلا.
عذرا على الآلام.. فإننا تألمنا قبلكم ولكننا تجاوزناها بعزيمة البحث عن الحق والوصول إلى الله تعالى. ولأننا نحبكم.. نؤلمكم!