اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
القول مني في جميع الاشياء قول ال محمد عليهم السلام فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق اجمعين سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين
في الحلقة السابقة ..
اوضحنا في المحاضرات السابقه أنّ بعض ضعاف الايمان والقلب الحريصون على الدنيا من المحسوبين علينا، ترى هؤلاء يتأثّرون بالموجات الفكريه والثقافيه الخارجيه، اعني تلك الموجات التي تأتي من خارج عالم التشيع، يتأثرون بها لأنهم يستشعرون النقص في نفوسهم لايمتلكون الثقه بالنفس ولايحتملون أن يبقو مختلفين عن المحيط العام والجو السائد الذي يرون انفسهم غير متجانسين معه ولذا فإنهم يحاولون التأقلم مع الآخرين، يحاولون التأقلم معهم في فكرهم في ثقافتهم في منطقهم.
سبب التنازلات المخزية ..
من هنا تبدأ التنازلات التنازلات عن كل مايعد مخالفه لما يحمله الآخرون، عن كل ما يعتبر مستهجناً عندهم ومن هذا الباب موضوع البرائه. البرائه من اعداء الله (تعالى) كأبي بكر وعمر وعائشه (لعنهم الله) هو امر مستهجن عند الآخرين، فهذا الذي يُنتسب للتشيع وهو ضعيف الايمان ضعيف الثقه بالنفس، هذا لايحتمل أن يُظهر تلك البرائه عن نفسه امامهم، ليظهر برائته من هؤلاء الظالمين ويكشف هذا الامر عن نفسه امامهم لايحتمل ذلك، لماذا؟ لأنه يرى نفسه انه سيكون منبوذا منهم، فلذلك تراه يتخلّى عن هذا الامر حتى ينسجم معهم او يتوائم عندهم، حتى يكون مقبولا عندهم فيأتي عليهم قائلا مايرضيهم عن ابوبكر وعمر وعائشه (لعنة الله عليهم)ويترضى عنهم.
هكذا يبدأ الامر ويتذرع صاحبه بالتقيه المغلوط مثلا او بالمداراه والمجامله، إلا انه سرعان ما يتأصّل هذا في نفسه وفي نفوس ابنائه واحفاده فيصبح جزءا حقيقيا من بنيانه الفكري والعقدي والثقافي، وحين ذلك يتميّع التشيّع وتتغير ملامحه وينشأ دين جديد او مذهب جديد يجمع بين الاضداد، ويكون خليطاً هجيناً من التشيّع وغيره كما هو حاصل اليوم من عودة نشوء الفرق البتريه المنحرفه. نحن لو فحصنا جيدا الافكار التي يحملها عوام الشيعه اليوم لإكتشفنا أنّ بعض منها قد تكون بفعل هذا العامل عبر الزمن، اي انها هذه الفكره او القناعه الكذائيه الموجوده حاليا ليست من التشيّع في شيء، بل هي تخالف التشيع لكنها اصبحت اليوم جزءا من الثقافه الشيعيه العامه، بسبب موجه ما جائت وطغت على بعض المجتمعات الشيعيه، فانجرف معها بعض الضعاف وتنازلوا عن بعض المتبنّيات الشيعية التي تخالفها، ولم يتصدّى لهؤلاء من به الكفايه او لم يستشعر هذا الذي يحمل هذه المتبنّيات لم يستشعر خطر هذا الامر فتساهل معه، ومن ثم وبسبب انفراد الضعاف بقيادة المجتمع الشيعي او بالتعبير عنه مع مرور الوقت صارت هذه الفكره الدخيله جزءا من الثقافه الشيعيه، وتاليا اصبحت جزءا من العقيده الشيعيه ينافح عنها المتحمسون من الشباب الشيعه بإستماته، ينافحون عنها دونما علم منهم انها اصلا ليست من التشيع في شيء، من هنا نحن بحاجه الى الوعي والتجديد، بحاجه الى غربه حقيقيه لكل مانحمله اليوم من افكار وقناعات لنحاول ارجاعها الى اصولها ومنابتها، فما نجده منه شيعي الاصل والمنبت ايضا اخذنا به وما لم نجده كذلك تنزهنا عنه ونقيّنا عقيدتنا وثقافتنا منه. لنضرب هنا مثالا:
التأثّر بالموجات الطاغية .. مثال
لقد رأيتم ماجرى حين اعلنّا البرائه من القاتله الخائنه المدانه من فوق سماوات عائشه بنت ابي بكر (لعنهما الله) في الاحتفال الذي نظّمناه بمناسبه ذكرى هلاكها في 17 من رمضان الماضي. رأيتم كيف ضج بقايا ابنائها وهاجوا وماجوا لأنّا اعلنا الحق وقلناها صريحتا عائشه في النار. أن يضج اتباع عائشه (لعنهم الله جميعا) فهذا ليس بغريب، انما الغريب أن يسطف معهم من يزعم انه من اتباع محمد (صلى الله عليه و آله و سلم)، من يزعم انه يتبع آل محمد (صلوات الله و سلامه عليهم) ماشأن هذا الانسان بأن يدافع عن عائشه (لعنة الله عليها) ضد اخوانه المؤمنين ما الذي دفعه على ذلك ؟
الذي حمله على ذلك توهّمه أنّ عائشه عرض لرسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)، ومهما يكون من خروجها على امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام)، فإن كونها عرضا للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم) يفرض علينا أن نحتشم عن المس بها او عرضها، هكذا هو يتصور الانسان الشيعي البسيط. لم يلتفت هذا الانسان الشيعي المسكين الى أنّ هذا الذي يعتقده مبني على توهم باطل يناقض ما نطق به الله (تعالى) وما نطقت به الاحاديث الشريفه. لم يلتفت مثلا أنّ المرأه التي تبين عن زوجها عند الإرتداد فلا تبقى عرضا له، وعائشه (لعنة الله عليها) محكوما بالرتدادها بإجماع الشيعه، لم يلتفت الى هذا. لم يلتفت بأن الاحاديث الشريفه نطقت بإسقاط امومة المؤمنين منها وبرائة الله ورسوله والائمة الطاهرين (صلوات الله و سلامه عليهم) منها، وانها قد فجرت في طريق البصره وأن امير المؤمين (عليه افضل الصلاة و السلام) ارجعها صاغره مهانه وفرض عليها الاقامه الجبريه.
لا انه ارجعها معززه مكرمه كما يقول بعض الجهله والمغفلين، لم يلتفت الانسان الشيعي البسيط من هذه النقاط وكثير غيرها.. مما رددنا به في كتابنا الفاحشه الوجه الآخر لعائشه، او ضمن سلسلة التعليقات على الضجه المفتعله من انصار عائشه (لعنة الله عليها). الآن نحن لسنا في معرض تفصيل هذه النقاط لأنّا قد فصلناها سابقا هناك.. انما نحن في معرض الاستشهاد بأن هذه الفكره أنّ عائشه (لعنة الله عليها) عرض النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) فلا يجوز الطعن فيها بهذا اللحاظ، هذه الفكره انما هي فكره دخيله تسربت الى الثقافه الشيعيه للعوامل التي ذكرناها، ولولا أنّ حملت التشيع الاصيل سكتوا منذ بدأ تسرب هذه الفكره الى محيطنا الاجتماعي فلم يثيروا هذه البحوث العلميه التي اثرناها ولم يكشفوا عن الاحاديث الشريفه التي نسفت كل توهم لبقاء ادنى صله بين النبي الاعظم (صلى الله عليه و آله و سلم) والخائنه عائشه (لعنها الله)، لولا سكوتهم ولولا تقصيرهم في هذا الشأن لما تأصّلة هذه الفكره المغلوطه في مجتمعنا، حتى صارت جزءا من عقيدة البعض مع الاسف الشديد.
المطلوب من الانسان الشيعي الواعي أن يعرض هذه الفكره وغيرها على الاصول الشيعيه الصحيحه، عند ذاك يمكنه أن يكتشف بسهوله ما إذا كانت هذه الفكره جائت من المحيط الشيعي الصافي ام جائت من مستنقع المخالفين الآسم. المشكله هي كما بيّنا انه احيانا تطغى موجه دخيله علينا فيتأثر منها بعضنا مما هو ضعيف الايمان والقلب والشجاعه، فيحملون تلك الموجه يحملون افكار تلك الموجه وسط تراخ من الذين يحملون التشيع الاصيل، ولذا تميل الكفّه دائما الى اولئك الحاملين للأفكار الدخيله، سيما مايتاح لهم من وسائل التعبير عن تلك الافكار. لماذا تتاح لهم وسائل الاعلام ووسائل التعبير؟
لأنهم منسجمون مع البكريين ولذا يفتح البكرييون اعلامهم لهم فيستطيعون التعبير كما يشاؤون، وينطقون بإسم التشيّع كما يشاؤون وكما يحلو لهم، ويصل صوتهم للجميع عند ذلك يسمع الرجل الشيعي البسيط رجل الشارع الشيعي يسمع هذه الانحرافات ممن يتّزي بزي علماء الشيعه، فيظن أنّ هذا هو الدين هذا هو المذهب فيحمل هذا الانسان البسيط تلك الافكار ويعتقد بها ايضا، ويشب عليها الصغير ويهرم عليها الكبير فتغدوا جزءا من الكيان الثقافي العام، فإذا اردت بعد كل هذه السنين أن تقتلع هذه الفكره الدخيله من هذا الكيان فإنك تجد صعوبه شديده في ذلك، لماذا ؟
تأصّل الباطل في الأذهان ..
لأن الفكرة قد تأصّلة في الاذهان ,المسأله هي مسألة مد وجزر في مرحلة ما من مراحل التاريخ الشيعي تجد الشيعيه ملتزمين التزاما شديدا بهويتهم الرافضيه متمسكين بأشد التمسك بعقائدهم وافكارهم الاصيله وما ذلك إلا لأن قياداتهم تكون في تلك المرحله قيادات واعيه شجاعه تتصدى لأي انحراف ولكل ماهو دخيل من الافكار والثقافات، وإن كان في ذلك ازهاق النفس ونيل الشهاده لكن في مرحله اخرى يقع جزر فتجد الشيعه قد تناسوا هويتهم الرافضيه، وتسربت الى اذهانهم بعض عقائد الاخرين وافكارهم وطريقة تعاطيهم مع الشخصيات والقضايا، فيصبح الانسان الشيعي شيعيا بإسمه لكن بكري بفكره ومنطقه. اضرب لكم مثالا قد يثير تعجبكم:
حتى بني اميّة عليهم اللعنه صاروا عرضا للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم) ..!
اليوم انتم لاتتعجبون مما يزعم أنّ عائشه (لعنة الله عليها) عرض للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم) ومما يقول لايجوز الطعن فيها لأنها عرض للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم)، انتم لاتتعجبون من ذلك لكنكم تتعجبون لامحاله مما يزعم أنّ نساء بني اميه عرض للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم)، فلايجوز الطعن فيهم لاشك انكم تتعجبون إذا ماقال معمم لكم ذلك الكلام. هل تعلمون أنّ بعض شباب الشيعه في مرحلة من مراحل تاريخنا كانوا يحملون هذه الفكره ايضا، كانوا يعتقدون إنّ نساء بني اميه اعراض نبينا (صلى الله عليه و آله و سلم) وكانوا ينقمون على علمائنا وشعرائنا المساس بأعراض بني اميه ويهاجمونهن، مثلا السيد حيدر الحلي (رضوان الله (تعالى) عليه) الذي قد نظم اشعارا يطعن فيهن بأعراض بني اميه (لعنهم الله) في بداية الخمسينيات الميلاديه من القرن الماضي، وجّه استفتاء الى محمد حسين آل كاشف الغطاء التي تبوء المرجعيه العليا آنذاك في النجف الاشرف هذه الاستفتاء تجدونه مع جوابه في كتاب جنة المأوى .
ماذا جاء في ذلك الاستفتاء؟
جاء فيه: "سيدي اننا في عصر بغيض والشبان به دوما ينقمون على العصر الماضي وعاداتهم واخلاقهم وثقافتهم، ويزعمون انهم اسمى علماً وفهماً وقد اعترض فرد من بعضهم على بيتين من قصيدة السيد حيدر الحلي وهي قوله متهجّما على بني اميه وآل سفيان ماساً في عرضهم [يدّعي المعترض ان هذا خطا من السيد الحلي لان نساء بني اميه وعرضهم عرض النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) حيث بنو اميه وبنو هاشم من ابو واحد واخوان ومن يمس بعرض بني اميه ويقول فيهم الفحش فقد مس النبي (صلى الله عليه و آله و سلم)] ولم يقنع [اي لم يقنع هذا المعترض] أنّ الاسلام فرّق بين المسلم والكافر وبين الاخ واخيه وبين الولد وبنيه فهل من رد شاف ادبي وحكمي وفلسفي لإقناع هذا المجادل الذي درس في مدارسنا وكرس حياته في طلب العلم ولم يقنع بأي رد مع العلم هو جعفري المذهب وعائلته رفيعه ولكنه يجهل امورا ويجادل بأخرى".
كان هذا نص الاستفتاء المرسل الى محمد حسين آل كاشف الغطاء
فأجابهم ومما جاء في جوابه قال :" وردني كتابك تذكر فيه أنّ بعض الشباب يعترض المرحوم السيد حيدر في قدحه بأعراض بني اميه وتهجمه عليهم لأن نساء بني اميه وبناتهم عرض النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) وإن هاشم واميه من اب واحد، ولا ضرو أن يعترض هؤلاء الاغرار الناشئه الذين لاخبره لهم بالسيره ولابالتاريخ والامور الضروريه من احواله الجاهليه والاسلام، وإنّ الذي ذكره علماء التاريخ من رجال السنه وشعرائهم وكتابهم من فضائح بني اميه ومخازيهم والقدح في اعراضهم وبيان عهرهم وفجورهم اكثر مما ذكره علماء الشيعه وشعرائهم بكثير، وقضايا هند ام معاويه زوجه ابي سفيان وفجورها قد نظمه الشعراء في زمن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) شعرها شاعر النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) حسان ابن ثابت بقوله:
لمن الصبي بجانب البطحاء ملق عليه غير ذي مهد
بخلت به هيفاء انسة من عبد شمس صلت الخد
[يعني ناعمة الخد] في اشعار كثيره [والكلام كله لمحمد حسين ال كاشف الغظاء]
في اشعار كثيره كلها مخزيه ومارواها إلا علماء السنه وشعرائهم، ولماذا نذهب بعيدا الى ثلاثة او اربعة عشر قرنا وهذا الشاعر الفحل الذي لم يبعد عن عصرنا بقرن واحد وهو عبد الباقي وهو سني عمري فاروقي يقول في الباقيات الصالحات من جملة ابيات مشهوره:
واحربا يا آل حرب منكم ياآل حرب منكم واحرباه
فيكم وعنكم وبكم ومنكم ما لو شرحناه فضحنا الكتب
فرحمة الله على السيد حيدر فإنه اقصى ماصنع بشعره انه فضحهم ولكن العمريه فضح الكتب بفضايحه، قل لذلك الجاهل لو كانت نساء اميه عرض النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) لنها شاعره حسان عن التعرض لها [المفروض ان يقول لهن] وما لنا نذهب بعيدا وهذا كتاب الله العظيم يقول لنبيه نوح (على نبينا و آله و عليه الصلاة و السلام) إنّ ابني من اهل فنفاه الله (تعالى) عنه بقوله :{انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح}، ولكن اكثر شبان هذا الزمان يدخلون المدارس ويخرجون بعد 6 سنوات او اكثر يحملون الشهاده او الدكتورا، لايحفظون ولا آيه من القرآن حتى فاتحة الكتاب لأن الشيطان والتمدد الغربي بحمد الله قد اسقط عنهم كل تكليف وكل ادب اسلامي [من الواضح انه يقول هذه العباره الاخيره على سبيل التهكم]، اما معاويه فلي فيه رأي خاص قد انفردت فيه على الضاهر وهو أنّ هند حملت به من الخليفه الثاني عمر (لعنة الله عليه) [فيكون معاويه ابن عمر وليس ابن سفيان ولعل هذا بالفعل مايفسر سبب اهتمام عمر ابن الخطاب الكبير والواضح والمنقطع النظير بمعاويه بالذات (لعنهم الله جميعا)]
ولا ادري اكان ذلك في الجاهليه او الاسلام [وهنا يوجه الرجل مطعنا شديدا لعمر وهند (لعنهما الله) انه كانا يقدمان على الزنا والفجور في الجاهليه وكذلك في الاسلام ولذلك لا ادري متى حملة هند من عمر بمعاويه هل الجاهليه ام في الاسلام] ولكن ولده بلاريب [يعني معاويه ولد عمر بلاريب (لعنهم الله جميعا)] ولي على ذلك شواهد كثيره لامجال لذكرها في هذه اللمحه العابره ولو وجدت متسعا من الوقت ومهلتا من الاشغال وفتره من الاسقام لشرحت لك قدرا وافيا من فضائح بني اميه ومخازيهم" .
هذه الصوره ماذا تكشف لنا ؟
تكشف لنا مع تنامي المد القومي في تلك الحقبه تأثّر الشيعه حتى صار بعضهم يستهجن الطعن في اعراض نساء بني اميه بدعوى انهن اعراض للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم)، يعني ذلك أنّ هند بنت عتبه اكلة الاكباد مثلا لايجوز المساس بعرضها ولايجوز انها فاجره من ذوات الرايات لماذا ؟ لأنها عرض رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)، انتم الآن تضحكون على هذا الكلام وتعتبرونه من السفاهه ولكن بعض شيعة الخمسينيات كانوا يعتبرونه كلاماً سليماً كلاماً شرعياً واخلاقياً، كما أنّ بعضكم اليوم يعتبر الاعتراض على الطعن والمساس بعرض عائشه (لعنة الله عليها) كلاما سليماً وشرعياً واخلاقيا، ولكن سيأتي فيما بعد من الشيعه إن شاء الله (تعالى) ثم يضحكون على هذا الكلام ويعتبرونه من السفاهه الامر هو الامر..
السبب الذي دفع بعض من الشيعة يعتقدون أنّ نساء بني اميه العاهرات لعنهم الله عرض للنبي الاعظم (صلى الله عليه و آله و سلم) والعياذ بالله ..
السبب الذي دفع بعض الشيعه في الخمسينيات الى الاعتقاد بحرمة المس بأعراض بني اميه هو نفس السبب الذي دفع بعض شيعة زماننا الى الاعتقاد بحرمة المس بعرض عائشه وحفصه (لعنة الله عليهما)، انه الخضوع للثقافات الدخيله والأخذ بالأفكار المستورده والانسياق بعلم او بغير علم الى ماهو رائج دون عرضه على الكتاب والسنه واصول هذا الدين العظيم. هذا نطرحه كنموذج على تباعيه بعضنا لأفكار الغير دون شعور، وهذا مايحملنا مسؤليه عظيمه في أن نتصدى لكل فكره دخيله ولكل ثقافه دخيله وهذا مايدفعنا الى الاصرار على شيوع ثقافة النيل من اعداء الله (تعالى) لماذا نصر على ذلك ؟
لأن هذا الاصرار هو الذي يشكّل ضمانه على أن لا ينجرف شباب الشيعه الى ثقافة الآخرين، فيستسهلون امر القبول بالشخصيات التي جسدت العداء لله ولرسوله ولاهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام) ويستمرؤونها محترمه مبجله على الملأ العام، فيُطمس دين الله يُطمس منهج الحق لأن الذين يحملون المنهج الباطل او الذي يتشخص فيهم المنهج الباطل يبقون محترمين مبجلين، هذا فيه تهديد مباشر للمنهج الحق.
فالإصرار على شيوع ثقافة النيل واللعن والتبري هو لهذه الحكمه، لهذه الغايه. أن تتشكل هذه الضمانه لهذا كان علمائنا الابرار يبدون اصراراً عجيبا على شيوع ثقافه النيل واللعن حتى لاتزول. هذه الضمانه التي تعصم الناس من الوقوع في فخاخ المنافقين والمنحرفين. راجعوا انتم مثلا كتاب تكملت امل الآمل لآية الله السيد حسن الصدر (رضوان الله عليه)، هناك ترجمه لأحد اكابر علمائنا وهو المجتهد المرجع الكبير السيد حسين الموسوي الكركي (رضوان الله (تعالى) عليه)، ونقل عنه هذا الموقف العظيم الذي يدل على مدى قوّته في الدين ودفاعه عن مبدأ الرفض العظيم، حتى وإن كلّفه ذلك حياته، كان السيد حسين الموسوي الكركي قد خاض صراعا مع شاه ايران في زمانه، كان يُدعى اسماعيل الثاني، هذا الشاه حاول ايضا كنادر شاه أن يقتلع ركن البرائه من العقيده الشيعيه، وأن يُزاوج بينها وبين عقيدة اهل الخلاف (لعنة الله عليهم)، هكذا اراد فأمر السيد الكركي بأن يُمنع ماكان متعارفا في ذلك الزمان، وهو المشي امام مواكب الاشراف والهتاف بلعن ابي بكر وعمر وعثمان وعائشه وحفصه ومعاويه ويزيد (لعنة الله عليهم جميعا)، قال له:
" اوقف ذلك لانريد هذا اللعن لانريد هذه المظاهر في مواكب الاشراف فماذا اجابه هذا السيد العالم الجليل ؟
نقرأ في تكلمت امل الآمل
قال له: اني لست بسامع لك امراً وإن رمت قتلي فالفعل حتى يقول الناس قتل يزيد الثاني حسين الثاني [هو اسمه حسين الموسوي الكركي وذاك اسمه اسماعيل ولكن بفعله هذا سيسمى عند الناس يزيد لأنه يقتل العلماء] فيلعنونك كما يلعنون يزيد الاول".
زماننا وخذلانه عن نصرة آل محمد عليهم افضل الصلاة و السلام ..
لقد كان زمانا عظيما ترا فيه كبار علماء وفقهاء الشيعه يتصدرون مواكب اللعن والبرائه والنيل من اعداء محمد وآل محمد (عليهم افضل الصلاة و السلام) كم نحن نفتقد هذا الزمان واهله. اليوم لاترى في ايران ولافي العراق ولا في البحرين ولافي لبنان ولا في غيرها من بلدان الشيعه، لاتجدون مواكب تخرج في الشوارع للجهر بالبرائه واللعن للظالمين الذين قتلوا رسول الله واهل بيته الطاهرين (عليهم افضل الصلاة و السلام) وحرّفوا دين الاسلام، واسسوا اساس الظلم والنفاق. قد تجد في بعض ازقة اصفهان بعض المواكب هنا وهناك ولكن للأسف لايتصدرها كبار العلماء، قد يكون هنالك بعض العلماء من طلبت العلم من الطبقات الاقل، لكن أن ترى رجلا مثل السيد الكركي يتقدّم هذه المواكب ويعلنها بشجاعه ويقول كل ما بشأنه تسقيط ائمة الكفر والضلاله والنفاق لاتجد ذلك ..
اليوم إن فعل الواحد منا او اقام مجلسا للبرائه بين اربعة جدران ترا القيامه تقوم عليه، يقال عنه انه عميل يريد أن يفرق المسلمين، يريد الفتنه، شاذ عن سيرة العلماء، خارج عن تعاليم اهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام) مع كم هائل من السباب والشتائم والجرح والتسقيط والافتراء والبهتان. كل هذا ينال ذلك المسكين الذي يقيم مجلس البرائه بين اربع جدران.
الله كم نحن غرباء في هذا العالم لكننا مع ذلك نستبشر خيرا إن شاء الله، ونرى بوادر الخير هذه المجتمعات الشيعيه تتغيّر وتزداد وعيا وترجع الى اصولها الشيعيه الرافضيه الحقيقيه. اننا بحمد الله نشهد تكون عالم جديد يتحرر فيه الانسان الشيعي، واحسب انكم جميعا سترون بأم اعينكم كيف تتغير المعادلات، وكيف يكون هذا الصوت هو الصوت الاعلى هذا الصوت النقي هو الذي سيكون الصوت الاعلى الذي لايتحدث بلكنة اهل الخلاف، وانما يتحدث بلهجت النبي الاعظم والنبي الاطهار واصحابه الابرار والعلماء الاخياء (صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين). انه لعالم شيعي جديد يتشكّل الآن رغم الحروب المسعوره المشنّة على مؤسسيه وباعثيه، إنّا نسأل الله (تعالى) أن ينصر كل من ينصر محمد وآل محمد (عليهم افضل الصلاة و السلام الطاهرين) بشرط أن يكون غير محاب لأعدائهم، ولا ساكت عن جرائمهم، ولا مثبّط لعزائم ابناء التشيع عن مواصلت طريق البرائه والتبري باليد واللسان. غيروا ايها الناس من طريقة تفكيركم ارجعوا الى اصولكم الرافضيه لاتجعلو بعض المنحرفين او بعض غير ذوي الفطنه يقودونكم الى الجهل والسفاهه والتخلف والتراجع عن مواصلة هذه السيره العظيم .
العالم الشيعي الجديد العظيم ..
انتم جزء من مسيرة عظيمه بدأها ائمتنا الاطهار (صلوات الله و سلامه عليهم) لمقاومة الانحرف الذي دبّ في هذه الامه منذ يوم السقيفه، عليكم مواصلة هذه المسيره نحن في حرب مع ابي بكر وعمر وعثمان وعائشه ومن اشبه (لعنهم الله) من الذين اسسوا طريق الانحراف، ولن تضع حربنا اوزارها الى أن يسقط هؤلاء عن الاحترام وتتبرّا الأمه منهم وتعود الى قيادتها الشرعيه المتمثله بالأئمه من آل محمد (صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين)، امضوا في هذا الدرب واصلوا هذه المسيره، هذه هي اولويتنا في التبليغ والعمل الاسلامي، انها امانه عظيمه في اعناقنا أن لانسكت عن الباطل ورموزه وأن لاتضيع دماء نبيّنا وائمتنا وسيدتنا الزهراء (صلوات الله و سلامه عليهم) هدراً. لاتضيع هذه الدماء الزاكيه هدراً حين يبقى ابوبكر وعمر وعائشه وعثمان ومعاويه ويزيد (لعنة الله عليهم) يبقون محترمين فمعنى ذلك أنّ الدماء تذهب هدرا.
كنت اريد أن اواصل الحديث معكم في هذه السلسله واعرض مزيدا من الرؤى والافكار لتحقيق السيادة الشيعيه وانهاض الانسان الشيعي وتحريره من القيود المفروضه عليه التي لاأصل لها في الشرع. كنت اريد ذلك وأن اواصل معكم الحديث لكن اني ارى الآن أن الأمر قد طال، طال في بحث التخلّص من القيد الاول فقط من تلك القيود هذا القيد النفسي الذي يمنعنا من الانطلاق في التعبير عن عقيدتنا وثقافتنا ومنهجنا البرائي الاصيل، طال البحث في ذلك فيما اثّر واقعا على كثير من التزاماتنا الاخرى، لذا اسمحولي أن ارجئ البحث في القيود الاخرى وأؤخّر النقاط التاليه الى جزء آخر إن شاء الله (تعالى) او جوله اخرى من هذه السلسله إن شاء الله (تعالى). التمس المعذره من اخواني المؤمنين ولعلّي اطرح مالديّ في محاضرات مستقبليه على شكل مستقل إن كتب الله لنا الحياة والتوفيق..
اسأل الله تعالى لكل من هو مخلص للإسلام والتشيع ويحمل في قلبه هم انهاض الأمة ورفعة شأنها وتحقيق عزّتها وسيادتها، اسأل الله (تعالى) أن يجلله برحمته ويعمه ببركاته وينصره نصرا عزيزا وفّقكم الله ياحملت رسالة التشيع العظيم، نصركم الله يا اتباع محمد وآله الطاهرين (صلوات الله و سلامه عليهم اجمعين) حماكم الله من اعدائكم ورفع شأنكم وانالكم مرادكم وشرّفكم بخدمت امام زمانكم والتعجيل بظهوره وقيامه وتأسيس دولته الموعوده.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين