• لقد مني أمير المؤمنين عليه السلام بأصحاب خونة، يعصون ولا يطيعون، وكان صلوات الله عليه قد عرفهم وعرّفَ بهم حتى قبل وقوع هذه الحوادث وذلك في يوم صفين.
• ففي كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاح ص 379: جاء عدي بن حاتم يلتمس عليا، ما يطأ إلا على إنسان ميت أو قدم أو ساعد، فوجده تحت رايات بكر بن وائل، فقال: يا أمير المؤمنين، ألا نقوم حتى نموت؟ فقال علي عليه السلام: ادنه. فدنا حتى وضع أذنه عند أنفه فقال: ويحك، إن عامة من معي يعصيني، وإن معاوية فيمن يطيعه ولا يعصيه.
• كان أصحاب علي عليه السلام يعصونه بوقاحة، ويثيرون اللغط والصخب، فلا يتأتى له صلوات الله عليه إنفاذ ما أراد، وهناك نماذج ينقلها التأريخ عن وقاحتهم.
• في كتاب الأمالي للشيخ الطوسي: عن ربيعة بن ناجد، لما وجه معاوية بن أبي سفيان؛ سفيان بن عوف الغامدي إلى الأنبار للغارة، بعثه في ستة آلاف فارس، فأغار على هيت والأنبار وقتل المسلمين وسبى الحريم وعرض الناس على البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام، استنفر أمير المؤمنين عليه السلام الناس وقد كانوا تقاعدوا عنه واجتمعوا على خذلانه، وأمر مناديه في الناس فاجتمعوا فقام خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: أما بعد أيها الناس! فوالله لأهل مصركم في الأمصار، أكثر في العرب من الأنصار.
• وما كان يوم عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وآله أن يمنعوه ومن معه من المهاجرين، حتى يبلغ رسالات الله إلا قبيلتان، صغير مولدهما، ما هما بأقدم العرب ميلادا، ولا بأكثرهم عددا، فلما آووا رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه، ونصروا الله ودينه، رمتهم العرب عن قوس واحدة.
• وتحالفت عليهم اليهود، وما بينهم وبين اليهود من العهود، ونصبوا لأهل نجد وتهامة وأهل مكة واليمامة وأهل الحزن وأهل السهل، قناة الدين والصبر تحت حماس الجلاد، حتى دانت لرسول الله صلى الله عليه وآله العرب، فرأى فيهم قرة العين قبل أن يقبضه الله إليه. فأنتم في الناس أكثر من أولئك في أهل ذلك الزمان من العرب. فقام إليه رجل آدم طوال فقال: ما أنت كمحمد، ولا نحن كأولئك الذين ذكرت، فلا تكلفنا ما لا طاقة لنا به
• فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أحسن مسمعا تُحسن إجابة، ثكلتكم الثواكل ما تزيدونني إلا غما، هل أخبرتكم أني مثل محمد! وأنكم مثل أنصاره! وإنما ضربت لكم مثلا، وأنا أرجو أن تأسوا بهم.