• في وقعة صفين لابن مزاحم: الحمد لله الذي قررك لنا بذلك، دونك ودون أصحابك، وجعلك ضالا مضلا، لا تعلم هاد أنت أم ضال؟ وجعلك أعمى. وسأخبرك علام قاتلتك عليه أنت وأصحابك. أمرني رسول الله صلى الله عليه أن أقاتل الناكثين، وقد فعلت، وأمرني أن أقاتل القاسطين، فأنتم هم.
• وأما المارقون فما أدري أدركهم أم لا. أيها الأبتر، ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه قال لعلي: "من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه". وأنا مولى الله ورسوله وعلي بعده، وليس لك مولى.
• إن هذا الاتجاه الذي نحن عليه والمنهج الذي نتخذه هو الأقرب إلى شيعة الأوائل، وكلما تصفحت أكثر وقرأت أكثر في سير أولئك العظماء الأماجد؛ كلما يتلاشى عندك الفرق ما بين أسلوبنا وأسلوبهم، ويتلاشى معه الوهم. والشواهد كثيرة والأدلة متضافرة لا تترك لأحدٍ حجةً، وتلك إحداها.
• إن هذه اللغة الحادة التي استخدمها عمار بن ياسر لن تنّفر من كان قابلا للهداية، بل ستوقظه أكثر وتجره إلى الهدى، وهذا ما حصل بالفعل في معركة صفين، وقد تاب الكثيرون من معسكر معاوية والتحقوا بعلي عليه السلام.
• إن هذا المثال الذي طرحناه من وقعة صفين يمكنكم أن تعكسوا الواقع الذي نحن نعيشه عليها، فترون أي الاتجاهات أقرب وأيها أبعد، وانظروا في الساحة الشيعية التبليغية أيٌ منا عمار بن ياسر وأيٌ منا عمرو بن العاص.
• تكملة الرواية: ال له عمرو: لم تشتمني يا أبا اليقظان ولست أشتمك؟ قال عمار: وبم تشتمني، أتستطيع أن تقول: إني عصيت الله ورسوله يوما قط.
• هذه مغالطة أيضًا يستخدمها بعض البلهاء حين ينتقدون منهجنا قائلين لماذا تشتمون رموز القوم؟ هل ترضون أن يشتموا أهل البيت عليهم السلام؟! هذا منطق مغلوط جاهلي بائس وهو منطق عمرو بن العاص لعنه الله.
• قال له عمرو: إن فيك لمسبات سوى ذلك. فقال عمار: إن الكريم من أكرمه الله، كنت وضيعا فرفعني الله، ومملوكا فأعتقني الله، وضعيفا فقواني الله، وفقيرا فأغناني الله. قال له عمرو: فما ترى في قتل عثمان؟ قال: فتح لكم باب كل سوء