السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الجليل
جاء في مصنف الصنعاني: عن ميناء، عن عبد الله بن مسعود قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة وفد الجن، قال: فتنفس فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: "نعيت إلى نفسي يا ابن مسعود" قلت: فاستخلف، قال: "من"؟ قلت: أبو بكر؟ قال: فسكت، ثم مضى ساعة، ثم تنفس، قال: فقلت: ما شأنك؟ قال: "نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود (٢) "، قال: قلت: فاستخلف، قال: "من"؟ قلت: عمر، قال: فسكت، ثم مضى ساعة ثم تنفس، قال: فقلت: ما شأنك؟ قال: "نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود"، قال: قلت: فاستخلف، قال: "من"؟ قلت: علي بن أبي طالب، قال: "أما والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن * الجنة أجمعين أكتعين".
سؤالي عن ميناء بن ابي ميناء، هذه ثاني رواية اصادفها تكون من هذا القبيل، في مدح أهل البيت (عليهم السلام) أم في ذم أعدائهم، ورواية رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي يقول فيها: أنا الشجرة.... الخ. الموجودة في المستدرك للحاكم هي عنه، وقد ضعفوها بسببه.
هل ميناء شيعي كما يدعون أم منهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمراجعة الشيخ،
ليس الرجل بكذاب فإنهم ما ضبطوه يكذب كذبة، وإنما هي أحاديثه التي لم تعجبهم ولم توافق مذهبهم، فحينما يروْن راويا يروي مثل هذه الأحاديث يسارعون إلى جرحه ورميه بالكذب!
ويؤكد لك هذا أن الجوزجاني قال في جرحه له: «أنكر الأئمة حديثه لسوء مذهبه». فالعلة إذن (سوء مذهبه) لا أنه كان يتعمد الكذب.
وإنما يعنون بسوء مذهبه أنه روى «أحاديث مناكير في الصحابة» كما يقول أبو حاتم! فالذي يروي الحق في مثالب من يسمونهم بالصحابة يقولون عنه أنه صاحب مناكير!
هذا من جهة، ومن أخرى، فالذي يروي أحاديث فضائل أهل البيت الطاهرين عليهم السلام يقولون فيه ما قاله ابن عدي في ميناء: «وتبين على أحاديثه أنه يغلو في التشيع»!
فالأمر إذن لا يعدو المزاجية والهوى المذهبي عند هؤلاء القوم، وتقييمهم للرجال إنما يكون بالنظر في أحاديثهم، فإذا وافقت مذهبهم وهواهم عدّلوهم ووثّقوهم، وإذا خالفته جرحوهم وكذّبوهم! فأين هذا من العدل والإنصاف؟!
اللهم نعم؛ هناك منهم من التزم قول الحق والإنصاف في الرجل، كابن حبان الذي وثَّقه في الثقات، والحاكم الذي تعدّى طور توثيقه إلى القول بأن له صحبة وسماعا.
وليس الرجل بشيعي إذ لا نعرفه في رجالنا، ولقد كان مولى لعبد الرحمن بن عوف، آخذا عنه وعن مثل عثمان وأبي هريرة وعائشة وابن مسعود. إنما رموه بالتشيع لا لأنه شيعي حقا؛ بل لأنه روى ما روى من المناقب والمثالب ليس إلا.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
8 صفر الأحزان 1445 هجرية