ما قولكم في القصة التي يرويها العدو عن بكاء دعبل الخزاعي لكيلا يقتل؟ ألا يتعارض مع ما روي أنه كان ينتظر من يصلبه على خشبته؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورد أن دعبل الخزاعي قال: أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة لست أجد أحداً يصلبني عليها. وهذا يدل على شجاعته وأنه لا يُبالي بأن يُقتل في سبيل الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام. سؤالي هو: هل يصح ما نقله العلامة الأميني في الغدير وهو أن دعبل الخزاعي حينما كانوا يريدون قتله جحد ما قاله من هجاء لمالك بن طوق وجعل يتضرّع ويقبّل الأرض ويبكي لكي لا يُقتل؟ إليكم نصّ ما أورده العلامة الأميني: فأتى البصرة وعليها إسحاق بن العباس العباسي وكان بلغه هجاء دعبل نزارا فلما دخل البصرة بعث من قبض عليه ودعا بالنطع والسيف ليضرب عنقه فحلف بالطلاق على جحدها، وبكل يمين تبرئ من الدم إنه لم يقلها، وإن عدوا له قالها، إما أبو سعيد أو غيره ونسبها إليه ليغرى بدمه، وجعل يتضرع إليه ويقبل الأرض ويبكي بين يديه، فرق له فقال: أما إذا عفيتك من القتل فلا بد من أن أشهرك. ثم دعى بالعصا فضربه حتى سلح وأمر به والقي على قفاه وفتح فمه فرد سلحه فيه والمقارع تأخذ رجليه وهو يحلف: أن لا يكف عنه حتى يستوفيه ويبلعه أو يقتله… (الغدير ج٢ ص٣٨٤).


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد أبي عبد الله الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.

بمراجعة الشيخ أفاد أن ذلك من تواريخ العدو غير المؤتمن. أصله من معاهد التنصيص للعباسي. ويكفيك في رده ترددهم في كيفية شهادته ووقتها والآمر بها، حتى لقد قالوا أنه هجا المعتصم العباسي فقتله صبرا، مع أن دعبلا عاش بعده بكثير!

نعم؛ القدر الثابت أنه استشهد بقتله غيلة عليه رحمة الله، أما كيف كان ذلك فلا ثبوت له. والقريب هو ما جاء في بغية الطلب لابن العديم (ج7 ص696) مما يخلو من هذه الزيادات الدرامية السخيفة. قال: «قال الحافظ: وبلغني أن سبب وفاته أنه هجا مالك بن طوق التغلبي، فبعث إليه رجلا ضمن له عشرة آلاف درهم، وأعطاه سما، فلم يزل يطلبه حتى وجده قد نزل في قرية بنواحي السوس، فاغتاله في وقت من الأوقات بعد صلاة العتمة، فضرب ظهر قدمه بعكاز له زج مسموم، فمات من غد، ودفن في تلك القرية، وقيل: بل حمل إلى السوس فدفن بها».

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

23 محرم الحرام 1445 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp