هل الزيارة المعروفة لمولانا الإمام صاحب الزمان عليه السلام في يوم الجمعة صادرة من المعصوم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته سماحة حجة الإسلام الشيخ ياسر الحبيب سؤالي: ١- هل الزيارة المعروفة لسيدنا ومولانا الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في يوم الجمعة صحيحة وثابتة وصادرة من المعصوم (عليه السلام) ؟ ٢- ما المراد من هذه الفقرة في الزيارة: [ وَأَنْتَ ـ يَا مَوْلايَ ـ كَرِيمٌ مِّنْ أَوْلادِ الْكِرَامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّيَافَةِ وَالإِجَارَةِ فَأَضِفْنِي] • إشكالي في هذه الفقرة هي كلمة (أولاد)، فقي النفسِ منها شيء، أليسَ الأفضل أن تكون الكلمة: من أبناءِ الكرام؟ • مالمراد فقهاً من: مأمورٌ بالضيافة؟ محبكم: نبراس الخويلدي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد أبي عبد الله الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.

بمراجعة الشيخ،

الزيارة من إنشاء السيد ابن طاووس في جمال الأسبوع، وقد كان من المشمولين برعاية مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه وعجل الله فرجه.

ولا حرج في استعمال لفظ الولد والأولاد، فإنه لا استنقاص معه، بل هو مروي عن المعصومين عليهم السلام، كما في رواية المفضل بن عمر قال: «سئل سيدي جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله تعالى في محكم كتابه: (مَثَلُ اَلْجَنَّةِ اَلَّتِي وُعِدَ اَلْمُتَّقُونَ) قال: هي في علي وأولاده وشيعتهم، هم المتقون وهم أهل الجنة والمغفرة» (تفسير فرات الكوفي ص417).

وأما كونه عليه السلام مأمورٌ بالضيافة والإجارة؛ فذلك من ربه سبحانه، والمراد به واضح، إذ هو - أرواحنا فداه - كهف الورى وملجأهم ومستجارهم من كل مكروهة في الدنيا والآخرة. وإن إجارتهم عليهم السلام لتشمل جميع الكائنات حتى الحيوانات، ففي الخبر عن داود بن كثير الرقي أن الصادق عليه السلام قال في ذم أبي بكر وعمر لعنهما الله: «والله لقد جلسا مجلس أمير المؤمنين عليه السلام غصبًا، فلا غفر الله لهما، ولا عفا عنهما. فبُهت أبو عبد الله البلخي ونظر إلى الصادق عليه السلام متعجبا مما قال فيهما. فقال له الصادق عليه السلام: أنكرتَ ما سمعت مني فيهما؟ قال: قد كان ذلك. فقال الصادق عليه السلام: فهلّا كان هذا الإنكار منك ليلة رفع إليك فلان بن فلان البلخي جاريته فلانة لتبيعها له فلما عبرتَ النهر افترشتها في أصل شجرة؟! فقال البلخي: قد مضى والله لهذا الحديث أكثر من عشرين سنة، ولقد تبتُ إلى الله من ذلك. فقال الصادق عليه السلام: لقد تبتَ وما تاب الله عليك! ولقد غضب الله لصاحب الجارية. ثم ركب وسار والبلخي معه، فلما برزا قال الصادق عليه السلام وقد سمع صوت حمار: إن أهل النار يتأذون بهما وبأصواتهما كما تتأذون بصوت الحمار. فلما برزنا إلى الصحراء فإذا نحن بجب كبير، التفت الصادق عليه السلام إلى البلخي فقال: اسقنا من هذا الجب. فدنا البلخي ثم قال: هذا جب بعيد القعر، لا أرى ماءا به. فتقدم الصادق عليه السلام فقال: أيها الجب السامع المطيع لربه؛ اسقنا مما جعل الله فيك من الماء بإذن الله. فنظرنا الماء يرتفع من الجب فشربنا منه. ثم سار حتى انتهى إلى موضع فيه نخلة يابسة، فدنا منها، فقال: أيتها النخلة؛ أطعمينا مما جعل الله فيك. فانتثرت رطبا جَنِيًّا، فأكلنا، ثم جازها فالتفتنا فلم نرَ فيها شيئا. ثم سار فإذا نحن بظبي قد أقبل فبصبص بذنبه إلى الصادق عليه السلام وتَبَغَّمَ؛ فقال: أفعل إن شاء الله. فانصرف الظبي. فقال البلخي: لقد رأينا شيئا عجبا؛ فما الذي سألك الظبي؟ فقال: استجار بي، وأخبرني أن بعض من يصيد الظباء بالمدينة صاد زوجته، وأن لها خُشْفَيْن صغيرين، وسألني أن أشتريها، وأطلقها لله إليه، فضمنت له ذلك. واستقبل القبلة ودعا، وقال: الحمد لله كثيرا كما هو أهله ومستحقه. وتلا: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ). ثم قال: نحن والله المحسودون. ثم انصرف ونحن معه، فاشترى الظبية وأطلقها، ثم قال: لا تذيعوا سرنا، ولا تحدثوا به عند غير أهله، فإن المذيع سرنا أشد علينا من عدونا» (الخرائج والجرائح للراوندي ج1 ص297).

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

23 محرم الحرام 1445 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp