هل دافع عدي بن حاتم الطائي عن أحد قتلة الحسين عليه السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

عدي بن حاتم الطائي هو من اصحاب أمير المؤمنين (ع) الأجلاء وشارك معه في حروبه وابلى بلاء حسنا.. ولكن هنالك موقف له ارجو من الشيخ توضيحه.. وهو استشفاعه لأحد قتلة الحسين (ع) وأخيه العباس(ع) وهو حكيم بن طفيل الطائي السنبسي باعتباره من نفس قبيلته ورد في تاريخ الطبري - ج ٤ - الصفحة ٥٣٣، ٥٣٤) ثم إن المختار بعث عبد الله بن كامل إلى حكيم بن طفيل الطائي السنبسي وقد كان أصاب صلب العباس ابن علي ورمى حسينا بسهم فكان يقول تعلق سهمي بسرباله وما ضره فأتاه عبد الله بن كامل فأخذه ثم أقبل به وذهب أهله فاستغاثوا بعدي بن حاتم فلحقهم في الطريق فكلم عبد الله بن كامل فيه فقال ما إلى من أمره شئ إنما ذلك إلى الأمير المختار قال فإني آتيه قال فأته راشدا فمضى عدي نحو المختار وكان المختار قد شفعه في نفر من قومه أصابهم يوم جبانة السبيع لم يكونوا نطقوا بشئ من أمر الحسين ولا أهل بيته فقالت الشيعة لابن كامل إنا نخاف أن يشفع الأمير عدي بن حاتم في هذا الخبيث وله من الذنب ما قد علمت فدعنا نقتله قال شأنكم به فلما انتهوا به إلى دار العنزيين وهو مكتوف نصبوه غرضا ثم قالوا له سلبت ابن علي ثيابه والله، ودخل عدي بن حاتم على المختار فأجلسه معه على مجلسه فأخبره عدي عما جاء له فقال له المختار أتستحل يا أبا طريف أن تطلب في قتلة الحسين قال إنه مكذوب عليه أصلحك الله قال إذا ندعه لك قال فلم يكن بأسرع من أن دخل ابن كامل فقال له المختار ما فعل الرجل قال قتلته الشيعة قال وما أعجلك إلى قتله قبل أن تأتيني به وهو لا يسره أنه لم يقتله وهذا عدي قد جاء فيه وهو أهل أن يشفع ويؤتى ما سره قال غلبتني والله الشيعة قال له عدي كذبت يا عدو الله ولكن ظننت أن من هو خير منك سيشفعني فيه فبادرتني فقتلته ولم يكن خطر يدفعك عما صنعت قال فاسحنفر إليه ابن كامل بالشتيمة فوضع المختار أصبعه على فيه يأمر ابن كامل بالسكوت والكف عن عدي فقام عدي راضياً عن المختار ساخطاً على ابن كامل يشكوه عند من لقى من قومه. مع فائق الشكر والتقدير وجزاكم الله خيرا..


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

يعمي الكرم أحيانًا أهله حين يُستنجد بهم، فيحملهم كرمهم ونبلهم على تصديق مَن جاءوا إليهم مستنجدين أو لائذين، وتكون الكبوة في هذا، حيث لا تجد إلا غفلة أو قلة فطنة أو سفاهة، وكثيرا ما تترتب على ذلك الكوارث.

وعدي هو ابن حاتم الطائي الذي لم يكن يرد أحدا، فلا عجب أن يُستغفَل في مثل هذا المورد للذي علمتَ، فلقد صدَّق براءة حكيم بن طفيل لعنه الله من المشاركة في قتل الحسين والعباس عليهما السلام، ولذا تراه قد قال للمختار: «إنه مكذوب عليه أصلحك الله».

فهذه كبوة عدي التي يُلام عليها؛ أنه استُغفل، وإلا فلو كان موقنا باشتراك حكيم في المذبحة لما استحلَّ الشفاعة فيه وإن كان من أقاربه، كما تشهد بذلك سيرته، فإنه الذي برئ من ابنه زيد - وهو أقرب إليه من ذاك - وكفَّره وحلف أن يقتله، إذ أخذت هذا الابن العصبية الجاهلية فقتل قاتل خاله الذي كان مع معاوية لعنه الله، مع أن المقتول بيد الابن رجل من عرض أنصار أمير المؤمنين عليه السلام، فكيف لو كان الحسينَ عليه السلام؟ وإليك الرواية بتمامها عند ابن مزاحم المنقري ذاكرا حابس بن سعد الطائي لعنه الله؛ قال: «فشهد مع معاوية صفين، وكانت راية طيء  معه، فقُتل يومئذ، فمَرَّ به عدي بن حاتم ومعه ابنه زيد بن عدي، فرآه قتيلا فقال: يا أبه! هذا والله خالي! قال: نعم؛ لعن الله خالك! فبئس والله المصرع مصرعه. فوقف زيد فقال: مَن قتل هذا الرجل - مرارًا - فخرج إليه رجل من بكر بن وائل طوال يخضب، فقال: أنا والله قتلتُه. قال له: كيف صنعتَ به؟ فجعل يخبره، فطعنه زيد بالرمح فقتله! وذلك بعد أن وضعت الحرب أوزارها. فحمل عليه عدي يسبُّه ويسبُّ أمه ويقول: يابن المائقة! لستُ على دين محمد إنْ لم أدفعك إليهم! فضرب زيد فرسه فلحق بمعاوية، فأكرمه معاوية وحمله وأدنى مجلسه، فرفع عدي يديه فدعا عليه فقال: اللهم إن زيدًا قد فارق المسلمين، ولحق بالمُحِلّين، اللهم فارمِهِ بسهمٍ من سهامك لا يشوي - أو قال: لا يخطئ - فإن رميتك لا تنمي. لا والله لا أكلمه من رأسي كلمةً أبدًا، ولا يظلني وإياه سقف بيت أبدًا (…)  والله أن لو وجدتُ زيدًا لقتلتُه، ولو هلك ما حزنتُ عليه. فأثنى عليه علي عليه السلام خيرًا» (وقعة صفين لابن مزاحم ص521).

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

16 ذو الحجة 1445 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp