السلام عليكم و رحمة الله و بركاته في احد المقاطع رأيت الشيخ الحبيب حفظه الله يقرأ كلاماً من مستدرك الحاكم النيسابوري الجزء الثالث الصفحة ١٦١ يذكر فيه صفات سيدة نساء العالمين البتول فاطمة الزهراء (صلوات الله و سلامه عليها) من قُبَيل لون بشرتها و بالأخص لون شعرها و شكله و غيرها من الأمور .. فهل يجوز هذا الفعل؟ اي ذِكر محاسن أو الصفات الجسمية الزهراء عليها السلام و هي أعفّ و اطهر امرأة خلقها الله تعالى؟ و أن يعرف الناس و الاجانب صفاتها و العياذ بالله؟ فالمرء لو ذُكرت صفات امه أو أخته أو زوجته لاستشاط غضبًا و غيرةً و لَعُدّ ذلك هتكاً في عرضه ... ألا يمثّل هذا الفعل هتكًا للسيدة الزهراء عليها السلام أو تجاوزا و تجاسراً على عرض آل محمد عليهم السلام؟ و لا يكفي هذا لرفض الرواية و القطع بعدم صدورها خصوصاً أنها من مصدر غير شيعي و الراوي هو ابن انس لعنه الله و هو كذّاب بلا غيرة ولا شرف؟ فنَفسي لم تتقبّل هذه الرواية ولم تتقبّل تقبّل الشيخ الحبيب لها و قراءتها على العلَن .. و اعتذر عن الإطالة حفظكم الله و رعاكم و اتمنى الجواب الشافي الكافي عن كل هذه الاسئلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نقل الشيخ الحبيب لهذه الرواية هو كنقل الأعلام لها، كابن شهرآشوب والعلامة المجلسي والعلامة الأميني وغيرهم، فلو كان فيها هتك أو تجاسر على العرض الأقدس (والعياذ بالله) لما نقلها الأعلام بلا استنكار.
والروايات التي تصف شمائل سيدة نساء العالمين (عليها الصلاة والسلام) لا تقتصر على رواية أنس بن مالك لعنه الله، فهناك روايات عن الأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) كرواية الإمام الصادق (عليه الصلاة والسلام): «كأن وجنتيها وردتان» (الكافي ج8 ص165) وهو دليل إضافي على انتفاء الهتك من هذا النوع من الروايات، حيث لا يمكن قياسها على سماع الشخص ذكر صفات نسائه لأن هذا الذكر يكون حينئذ بلا وجه شرعي، أما إذا كان له وجه فإن الناس لا يستقبحون ذلك، كذكر صفات البنت ومحاسنها للخاطب على سبيل المثال.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
22 ذو القعدة 1445 هجرية